متابعات - واشنطن : في ذروة تصاعد انتقادات الجمهوريين له على خلفية تأييده بناء مسجد قرب موقع هجمات 11 سبتمبر ، كشفت استطلاع جديد للرأي أجراه مركز "بيو" للأبحاث ونشر نتائجه الخميس أن أعدادا متزايدة من الأمريكيين لديهم قناعة بأن الرئيس باراك أوباما مسلم. ووفقا للاستطلاع ، فقد ارتفع عدد من رأوا أن الرئيس الأمريكي مسلم من 11 بالمائة في مارس/ آذار 2009 إلى حوالي 18 بالمائة الآن ، كما وصلت نسبة من اعتبروا أن أوباما مسلم بين الجمهوريين إلى 34 بالمائة ، هذا فيما أعرب ثلث المستطلع آراؤهم فقط عن اعتقادهم بأن أوباما مسيحي ، فيما قال 43 بالمائة من المستطلعين إنهم لا يعرفون ما هي الديانة التي يعتنقها الرئيس الأمريكي. وخلص الاستطلاع إلى أن القناعات بشأن الديانة التي يعتنقها الرئيس وثيقة الصلة بالأحكام السياسية عليه ، مشيرا إلى أن الأشخاص الذين يعتقدون أن أوباما مسلم يعارضون بشدة أدائه لوظيفته ، بينما يؤيد هذا الأداء أغلبية ممن قالوا إنه مسيحي. ومن جانبه ، أرجع البيت الأبيض الاعتقادات الخاطئة بشأن الديانة التي يعتنقها أوباما إلى "حملة معلومات مضللة" ينفذها خصومه السياسيون خاصة مع اقتراب انتخابات التجديد النصفي للكونجرس. ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" عن مستشار البيت الأبيض للشؤون الدينية جوشوا دوبويس القول : "في الوقت الذي يمارس الرئيس دينه المسيحي ويلتزم به بشكل شخصي هناك بالتأكيد أشخاص عازمون على نشر أكاذيب بشأن الرئيس وقيمه ومعتقداته". واللافت للانتباه أن الاستطلاع السابق أجري قبل يوم 13 أغسطس/ آب عندما دافع أوباما عن المسلمين في بناء مركز إسلامي بالقرب من موقع هجمات 11 سبتمبر . ويحتدم الجدل حاليا في الولاياتالمتحدة بشأن خطط لبناء مسجد ومركز اجتماعي بالقرب من موقع الهجمات كما وتسود مخاوف بين الأمريكيين المسلمين من الاستهداف بسبب التزامن المرتقب لعيد الفطر مع يوم 11 سبتمبر/ أيلول . ويخشى البعض أن مظاهر الاحتفال بمناسبة العيد سوف يساء تفسيرها باعتبارها احتفالات بذكرى الهجمات. وكان أوباما أعلن يوم الأربعاء الموافق 18 أغسطس أنه لا يشعر بالأسف لاتخاذه موقفا مؤيدا لبناء مركز إسلامي ومسجد قرب موقع هجمات 11 سبتمبر/ أيلول في نيويورك. وقال أوباما في تصريحات أدلى بها في أوهايو إنه لا يأسف للموقف الذي اتخذه في تلك القضية ، ويخشى الديمقراطيون من أن تصبح تلك القضية سببا لتشتيت التأييد قبل انتخابات التجديد النصفي للكونجرس التي ستجري في نوفمبر/تشرين الثاني والتي يسعى الجمهوريون فيها إلى انتزاع السيطرة على الكونجرس. والمسجد محل الخلاف والذي أطلق عليه "بيت قرطبة" كان حصل على تأييد المجلس المحلي في نيويورك ، ويدفع المنتقدون بأن المسجد يمثل حساسية لأسر نحو ثلاثة آلاف قتلوا في هجمات 11 سبتمبر .