انتهت القضية التي شغلت الرأي العام بمصر طويلا وهي قضية محمد ناجي 'جدو' لاعب الأهلي والذي اتهم بالتوقيع لناديين في وقت واحد وذلك بعد قبول مسؤولي الزمالك التصالح في القضية رغم مطالبتهم حتى وقت قريب بايقاف اللاعب والحصول على تعويض مالي يفوق المليون و200 ألف جنيه التي حكم بها اتحاد الكرة لصالح الزمالك. الأغرب في القضية التي تحولت لأكبر فضيحة في تاريخ الأندية المصرية على الاطلاق أن ممدوح عباس رئيس نادي الزمالك قام بتسديد مبلغ الغرامة الذي تم توقيعه على اللاعب من جانب اتحاد الكرة والذي يبلغ 2 مليون و200 الف جنيه من ماله الخاص بعد ان تأكد ان مصيره وأعضاء مجلس الادارة سينتهي الى السجن وفق تأكيدات المحامي الذي اوكله النادي للدفاع عنه في القضية. جماهير الزمالك لم تستطع تقبل قرار إدارة النادي الأبيض بالتصالح مع جدو، وهو ما ما يمكن رصده من ردود الأفعال الزملكاوية التي تلت الإعلان عن القرار. الغضب الأبيض من صلح جدو، دفع عدد من أعضاء مجلس إدارة النادي للتنصل من القرار، وأو حتى الرحيل عن النادي. عمرو الجنايني عضو مجلس إدارة الزمالك أعلن استقالته، كصوت معارض داخل الإدارة للتصالح مع جدو، وبالمثل، راؤوف جاسر نائب رئيس الزمالك عبر عن استيائه من تصالح ناديه مع جدو وتفريطه في حق النادي على حسب وصفه. وأخلى جاسر مسؤوليته أمام جماهير فريقه قائلا.: 'كنت في إجازة مع أسرتي وعلمت بالأمر كأي مشجع عادي لينتابني حزن شديد'. وبعدما كان الرأي العام مساندا للزمالك، كونه لم يرتكب جرما في الحصول على توقيع لاعب عقده ينتهي مع ناديه قبل ستة أشهر، توجهت سهام الانتقادات صوب مجلس الادارة الذي اسقط النادي الكبير في مأزق كان الزمالك في غنى عنه بعد ان اصبحت سمعته في الحضيض. من جانبها أظهرت جماهير الزمالك الغفيرة الكامل على إدارة ناديها، وتزعم أفراد رابطة 'ألتراس وايت نايتس' أو 'الفرسان البيض' تجمهرا كبيرا قوامه أكثر من 2000 مشجع أمام مقر النادي الأبيض لإبداء الغضب من تصرفات مجلس الإدارة. من ناحية اخرى لم يفوت مرتضى منصور الرئيس الأسبق لنادي الزمالك الفرصة معلنا عن غضبه الشديد من موقف الإدارة الحالية في قضية جدو متهما إياها بالتزوير وإهدار المال العام. وأوضح منصور 'هل تعلمون أن مجلس إدارة النادي دفع مليون و200 ألف جنيه للأهلي، حتى يسددها الأخير باسم جدو أمام الرأي العام كعقوبة من اتحاد الكرة'. ويعمل منصور على سحب الثقة من المجلس خلال الجمعية العمومية العادية التي ستنعقد في ايلول مسبتمبر المقبل وفقا لما صرح به المحامي الشهير. وانتهز منصور الفرصة لكسب تأييد الأغلبية الزملكاوية بوصفه لمجلس إدارة الزمالك 'بالمتخاذل دائما في حفظ حقوق النادي'، وسأل 'هل لو كنت توليت مسؤولية القضية كانت النتيجة ستخرج بهذا الشكل؟'. في شأن متصل كشف هشام عبد ربه محامي 'جدو' العديد من الأسرار والمفاجآت مع نهاية المسلسل الذي شغل الرأي العام الكروي في مصر منذ ما يقرب من الستة اشهر. وتحدث عبد ربه عما دار في جلسة الخميس والتي انتهت بتنازل طرفي النزاع الزمالك وجدو، حيث قال ان هناك الكثير الذي لا يعرفه احد وأهمها الإثباتات التي تقول انج جدو لم يتسلم بالفعل أي مبالغ من الزمالك وان هناك شبهة تزوير.وبخلاف ما دار في حديث محامي جدو إلى انه كشف عن مفاجأة أخرى خاصة بأقوال وليد بدر إداري الزمالك الذي حضر توقيع اللاعب على بياض في حضور حسام حسن المدير الفني للفريق وحازم إمام عضو مجلس الإدارة ونبيل ابوزيد وانور شلوفة وكيل اللاعب. وأشار إلى أن هؤلاء هم الأشخاص الذين يمكنهم الإدلاء بالشهادة الخاصة بتلك الأزمة في البلاغ المقدم من جدو، حيث قال حازم أمام انه لم ير اللاعب يسلم أي نقدية من النادي أثناء وجوده وهذا الأمر في حد ذاته كاف لان اللاعب لم يقابل حازم مرة أخري حسبما صرح. كما أوضح أن الصلح الذي تم الخميس كان بينه وبين محامي الزمالك محمد ابوشقة، حيث قال 'انتهي الأمر بين الطرفين، وحقق جدو المطلوب منه بالاعتذار للزمالك ولحازم ولكن لم يعلن عن تنازل الزمالك'. واظهر هشام عبد ربه مستندين من نادي الزمالك، الأول تفويض من رئيسه ممدوح عباس للمتحدث الرسمي علاء مقلد بتقديم تنازل النادي عن تظلمه عن القرار الصادر من اتحاد الكرة الخاص بأزمة جدو. وأعلن محامي جدو عن مفاجأة أخرى وهي تنازل اللاعب عن مبلغ المليون و200 ألف جنيه التي دفعها ناديه الأهلي للزمالك بعد قرار لجنة التحقيق بالاتحاد المصري برد المبالغ الذي تسلمها اللاعب كمقدم عقد والتي وضعها جدو على سبيل الأمانة لحين الانتهاء من التحقيقات. والعجيب أن اللاعب عقب الصلح الذي تم الخميس، قام بالتنازل عن هذا المبلغ للزمالك، الأمر الذي أثار العديد من علامات الاستفهام عن حقيقة التنازل عن هذا المبلغ. وعن أقوال وليد بدر التي أدلي بها في النيابة، كشف عبد ربه ان إداري الزمالك قال أمام النيابة ان اللاعب وقع علي عقود وإيصال استلام نقدية علي بياض، واحضر محضر تسليم العقود والمستندات للشؤون القانونية بتاريخ 2-1-2010. وهنا كان السؤال الأهم الذي طرحه عبدربه، كيف يوقع اللاعب - حسبما قال الزمالك - على عقد بتاريخ 1-1-2010 وفي الوقت نفسه إيصال استلام النقدية بتاريخ 2 من نفس الشهر؟ كما قدم وليد بدر محضرا للنيابة موقعا من رئيس الشؤون القانونية انه تسلم الاستمارات الموقعة من جدو والعقود بدون بيانات وإيصال استلام على الرغم من المبلغ الذي قيل إن اللاعب تسلمه والذي ظهر في إيصال آخر. عن دنيا الوطن
