دعا سياسي سوداني رفيع يوم الثلاثاء الى اجراء تحقيق في تقارير ذكرت ان شابات من جنوب السودان تعرضن للجلد لارتدائهن سراويل في الخرطوم. والقت الشرطة القبض على 13 شابة في وقت سابق هذا الشهر واتهمتهن بارتداء ملابس غير محتشمة في مقهى بالخرطوم وفي وقت لاحق جلدت عشرة منهن حسبما ذكرت واحدة من النساء اللاتي ألقي القبض عليهن للصحفيين. وقالت لبنى حسين التي تعمل مسؤولة اعلامية في بعثة الاممالمتحدةبالخرطوم ان بعض النساء اللاتي اعتقلن معها من جنوب السودان الذي تقطنه أغلبية مسيحية. وتطبق الخرطوم وكذلك كل شمال السودان الشريعة الاسلامية لكن عقاب سكان العاصمة المنتمين للجنوب ما زال قضية حساسة. ويفترض ان السودان يعمل على تخفيف اثار تطبيق الشريعة بالنسبة الى الجنوبيين الذين يعيشون في الخرطوم بموجب اتفاق السلام لعام 2005 الذي انهى الحرب الاهلية بين الشمال والجنوب. ورفعت احكام الشريعة في الجنوب بموجب الاتفاق. وقال ياسر عرمان وهو عضو بارز في الحركة الشعبية لتحرير السودان لرويترز انه يدعو الى اجراء تحقيق في القضية لمعرفة السبب في عدم توفير مزيد من الحماية للجنوبيات. وقال انه يندد بما حدث بأشد العبارات ووصفه بأنه انتهاك لحقوق النساء والشابات وانه يعتقد ان لجنة حقوق غير المسلمين في العاصمة الوطنية التي شكلت بموجب اتفاق عام 2005 يجب ان تبحث هذا الامر. وقال عرمان ان مئات الجنوبيات يتعرضن ايضا للعقاب بشكل متواتر بسبب تصنيع مشروبات كحولية في الخرطوم. واضاف انهن يعاقبن على شيء مقبول في الجنوب وان هذا احد التناقضات التي تقوض فرص وحدة السودان. وحصل الجنوبيون على وعد باجراء استفتاء بشأن الانفصال عن شمال السودان في يناير كانون الثاني عام 2011. وشكت الحركة الشعبية لتحرير السودان مرارا من ان المشاكل التي تكتنف تنفيذ اتفاق السلام جعلت من الصعب بالنسبة لهم الدفاع عن الوحدة. وقالت لبنى حسن وهي من شمال السودان لرويترز يوم الثلاثاء انها ما زالت تنتظر نظر قضيتها بعد القاء القبض عليها. وقالت ان الشرطة استدعتها لاستجوابها مرة ثانية يوم الاثنين وسؤالها عن القميص الذي كانت ترتديه في ذلك الوقت. واضافت انهم قالوا انه كان أقصر مما يجب ومصنوع من قماش رقيق اكثر مما ينبغي وفي نيويورك قالت ماري اوكابي المتحدثة باسم الاممالمتحدة ان مسؤولي الاممالمتحدة في الخرطوم اتصلوا بالسلطات بشأن حسين لضمان احترام الاتفاق بين السودان والاممالمتحدة بشأن وضع البعثة "واحترام حقوق الانسان الاساسية في سياق تطبيق القوانين الوطنية التي تحكم مثل تلك الامور." وقال مسؤولو الاممالمتحدة ان المنظمة الدولية تفسر الاتفاق على أنه يعني تمتع اعضاء البعثة بالحصانة من الاجراءات القضائية ولكن السودان لا يقبل بان ذلك ينطبق على المواطنين السودانيين