انقسام حاد يشوب كيان الحزب الحاكم في اليمن عقب "تدخل رئاسي " قال صقور المؤتمر الحاكم بأنه " حاد " ومفصلي في تفاصيل العراك السياسي الجاري وطرفيه "المتحاربين " كلا بسلاحه المختلف .. الحاكم بكفة الأغلبية المرجحة والمشترك بورقة المقاطعة و التلويح بقدوم زمن " الفراغ الدستوري" الذي يراهن عليه وأن لم يظهره .. هكذا حال الوضع السياسي الان في اليمن ، وهكذا أصبح الوضع الآن في أروقة الحزب الحاكم الذي يتذوق فيه قياداته وكوادره وبنيته التنظيمية العليا طعم الشعور بالانكسار أو قل الهزيمة . بعد يوما واحد من "مذكرة رئاسية " سببت حالة من الغضب والرفض وفواصل من الانسحابات لقيادات مؤتمرية من جلسات البرلمان والحوار .. بل تعدت الى التلويح بتقديم الاستقالة من الحزب الحاكم ! تفاصيل المشهد المتأزم في كيان الحاكم تبدأ من لقاءات قيادات حزبية تابعة للقاء المشترك المعارض بفخامة رئيس الجمهورية نجحت خلالها في إقناع رئيس البلاد بضرورة سحب مشروع تعديل قانون الانتخاباتالعامة والاستفتاء رقم (13) لسنة 2001م – (الذي تم إعداده بناءً على طلب أحزاب اللقاء المشترك الممثلة بمجلس النواب مستندين في ذلك إلى تفسيرهم لبعض توصيات الاتحاد الأوروبي– والذي كان على وشك ان يتم البت فيه -) من جدول أعمال البرلمان اليمني لتصدر "توصيات رئاسية" الى رئيس البرلمان وأعضائه بهذا الشأن – تحت مبرر إفساح الفرصة للمتحاورين والانتظار الى ما يمكن أن يتوصلوا إليه من نتائج خلال الأيام القليلة القادمة, مع احتفاظ البرلمان اليمني بحقه في إعادة إدراجه في جدول أعمال المجلس.. كما ورد في مذكرة الرئيس. هذه الخطوة من رئيس الجمهورية – رئيس الحزب الحاكم خلقت حالة من التذمر والإحتجاج الشديد لدى "رؤوس الحزب الحاكم " في البرلمان اثنااجتماعً عاجل عقد لأعضاء اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام بمنزل رئيس الجمهورية تم خلاله مناقشة كل ما يتعلق بقضايا الحوار وعملية التأجيل وكذلك رسالة رئيس الجمهورية الموجهة لمجلس النواب. حيث شهدت المناقشات معارضة شديدة من قبل أعضاء اللجنة العامة كما هدد رئيس البرلمان الشيخ/ يحيى علي الراعي بتقديم استقالته فيما ابدى الشيخ/ محمد بن ناجي الشايف القيادي البارز في المؤتمر الشعبي العام رئيس لجنة الحقوق والحريات بمجلس النواب ومعه الشيخ/ سلطان البركاني رئيس الكتلة البرلمانية للمؤتمر وغيرهم من الممثلين في اللجنة العامة احتجاجهم وطلبهم تعديل لمحتوى رسالة الرئيس بحيث تتضمن شرط أساسي لعملية التأجيل لفترة محددة لإتاحة فرصة للحوار على اقل تقدير. وشهدت جلسة البرلمان يوم أمس تغيباً جماعيا لقيادات المؤتمر السابقة الذكر والى جانبهم الشيخ نبيل باشا عضو مجلس النواب وعارف الزوكا عضو اللجنة العامة وعدد من قيادات المؤتمر ، وتلاها حالة تغيب واضحة اليوم لنفس الشخصيات المعارضة لتأجيل الإنتخابات والمشككة بجدوى الحوار مع اللقاء المشترك – والذي لم يحقق خلاله أي تقدم يذكر خلال الشهور الماضية – بل يرون ان دعوة المشترك للاستمرار في الحوار تؤكد هروبه من الانتخابات و جر البلاد الى مرحلة الفراغ الدستوري ، وهذا ما يبرهنه مسار المشهد اليمني الآن . والمتأمل في تفاصيل المشهد السياسي و أكذوبة " الحوار" المؤمل منه الخروج بالبلد من انفاق التردي السياسي والاقتصادي يجنح الى حقيقة مفادها ان لا تقدم قد حدث حتى اللحظة ، وأن لا بوادر أمل – ولو على المدى البعيد – يتوقع انفراجها و لمسها .. وان توالت جلسات لجنة التهيئة للحوار – الذي لم يتهيأ بعد – و لا تفاؤل ينذر بذلك .. في ضل تعسفات و موانع لا تمت لأزمات ومصائب واوجاع الوطن بصلة .. ولا تعبر عنه. مصادر في الحزب الحاكم أكدت ان الحوار المعلن و الذي سقط بسببه قانون تعديل الانتخابات من جدول البرلمان اليمني – ليس إلا للاستهلاك الإعلامي وخديعة للرأي العام .. بينما يؤكدون ان ثمة " حوار" خارج أطر لجان الحوار وفي الكواليس اكثر جدية و توافق (...) والذي ربما ينتج عنه تشكيل اللجنة العليا للانتخابات والتعديلات الدستورية وتقاسم الدوائر وتشكيل حكومة مشتركة.! المصادر نفسها أكدت أن لجنة التواصل ستواصل اجتماعاتها بعد أن كانت احزاب المشترك قد دعت لطرح المعوقات التي قالت انها كانت تعيق لجنة الحوار فيما يبدون صقور المؤتمر اعتراضهم على ذلك مؤكدين انه لا يحق للطرفين المتحاورين دعوة لجنة الحوار قبل الرجوع الى لجنة الستة عشر او لجنة الثلاثين لأن اللجان مشكلة من الطرفين. هذا ما يفسره صقور الحزب الحاكم بأن أطرافا مؤتمريه و أخرى من المشترك تسعى للخروج بقرارات يتم بعد ذلك تمريرها عبر لجنة الثلاثين ولجنة الستة عشر رغم أن اللجنتين مشكلة من الطرفين وهو ما يعتبروه مخالفاً لما تم الاتفاق عليه بين الجانبين وانقلاباً غير منهجيا لثوابت الحوار .. بين ليلة وضحاها وجد صقور الحاكم انفسهم قد نزعت مخالبهم.. و لم يعد هناك من رهان مجدي للأغلبية المريحة في التأثير بالمشهد السياسي الجاري .. طالما تطبخ الاتفاقيات على نار هادئة .! أزمة حقيقية يعيشها الحزب الحاكم قد تعصف بكيانه الواحد ، و قد ينتج عنها المزيد من التداعيات مستقبلا .. بعد أن وجد " رؤوس الحزب الحاكم " انفسهم خارج أطر العراك المحتدم مع اللقاء المشترك والسبب لعبة غير ممنهجة ولا مستندة لمعايير الديمقراطية .. ومن حولهم سيلوح لهم قيادات المشترك بمشاعر الشفقة والخبث قائلين .. لقد كسبنا اللعبة أخيراً .. .