3 مشكلات تواجه منتخب مصر والأزمة بدأت عقب كأس الأمم الأفريقية 2008 واتحاد الكرة احترف افتعال الأزمات للتعتيم على الحقائق والبدري طرف أساسي في تراجع مستوى مصر. فليرحل حسن شحاتة، وليسقط هذا الجيل لمنتخب مصر وليعلنوا اعتزالهم بشكل جماعي، هذا ما يطالب به البعض عقب الخسارة من النيجر في تصفيات كأس الأمم الأفريقية بهدف مقابل لاشيء في الجولة الثانية للمنافسات، والتعادل مع سيراليون في القاهرة في مطلع التصفيات. هل فعلا يجب الإطاحة بشحاتة وطاقمه الفني وبداية جيل جديد، مع مدرب جديد سواء أجنبي أو مصري؟!. هل يتحمل شحاتة المسؤولية في إهدار 5 نقاط من 6 في بداية التصفيات ووضع المنتخب على شفا الغياب عن أمم أفريقيا 2012؟. المحللون والإعلام العربي والمصري بصفة خاصة، وجه كل الاتهام لشحاتة وجهازه ولاعبيه فما مدى صحة ذلك فلنعرض الوقائع والحكم في نهاية العرض.
القضية المنتخب المصري يسقط هذه حقيقة ولكن منذ متى تحديدا؟!. السقوط بدأ منذ فترة وليس وليد اللحظة مثلما تُظهر وسائل الإعلام، وتحديدا منذ بداية تصفيات كأس العالم 2010، وهي بدأت في نهاية 2008، وخرج منها الفراعنة في اللحظة بعد خسارته 5 نقاط في ضربة البداية أمام زامبيا والجزائر، ولكن أحد لم يلتفت إلى الفراعنة والكل اهتم بالدعاية الشخصية وافتعال الأزمات لتوجيه غضب الجماهير بعيدا عن الأسباب الحقيقية. ونجحت الفكرة وبالفعل تشتت الرأي العام ولم يهتم أحد بتحليل سبب إخفاق المنتخب المصري في التأهل لكأس العالم، واهتموا بتبادل السباب مع الطرف الجزائري والدخول في المناوشات العنصرية بين الطرفين. وذاد الطين بللا أن المنتخب المصري نجح في حصد لقب أمم أفريقيا، بخبرة اللاعبين وتراجع مستوى المنتخبات الأفريقية وخوف محترفيهم في الملاعب الأوروبية على أنفسهم استعداد لكأس العام جنوب أفريقيا 2010، بالإضافة لقلة خبرة المنتخب الغاني في مباراة النهائي. التقدم في العمر وهذا ليس تقليلا من إنجاز المنتخب المصري فقد استحق اللقب عن جدارة ولكنه لم يكن في أبهى صورة، وظهر في صفوفه العديد من المشاكل، مثل هرم بعض عناصره وتقدمها في العمر وعدم وجود البديل. من الأشياء الأخرى التي ظهرت على المنتخب المصري ضعف خط الدفاع وسهولة اختراقه بعكس أمم أفريقيا 2008، وعدم وجود البديل في معظم الصفوف سواء دفاعيا أو هجوميا. كل هذا ظهر في التصفيات المؤهلة لكأس العالم، ولم يلتفت أحدا إليه، وسار الجميع بقاعدة "القافلة تسير". وبالطبع أصحاب الأبواق الإعلامية والمصالح الخاصة هللوا لسمير زاهر رئيس اتحاد الكرة باعتباره صاحب إنجاز كأس الأمم الأفريقية ثلاث مرات متتالية، وصاحب قرار التعاقد مع حسن شحاتة لإدارة المنتخب قبل كأس الأمم 2006.
منتخبا 2001 و2003 وبالطبع لم يكن سمير زاهر صاحب القرار من الأساس، وإنما تم تعيين حسن شحاتة مديرا فنيا لمنتخب مصر بقرار من اتحاد الكرة المؤقت بقيادة عصام عبد المنعم في ذلك الوقت، وكان شحاتة مديرا فنيا لمنتخب الشباب الذي قدم مستويات رائعة في كأس العالم 2003 والتي أقيمت في الإمارات. وطوال السنوات الماضية اعتمد شحاتة على جيل 2003 الذي أنشأه المدرب المخضرم، بالإضافة للقليل من العناصر من منتخب 2001 الذي أوجده شوقي غريب مدرب فريق الشباب في ذلك الوقت وصاحب إنجاز المركز الثالث في كأس العالم 2001، وهو مساعد شحاتة في المنتخب الأول حالية. وأضاف شحاتة للتشكيلة بعض المخضرمين، الذين صنعهم فريق الأهلي في مجده على يد مانويل جوزيه مدرب اتحاد جدة الحالي، فظهر الفراعنة في أبهى ثوب في 2006 بالقاهرة ثم وصلوا إلى قمة المجد في أمم أفريقيا 2008.
بداية النهاية بعد 2008 ماذا حدث؟!.. رحل جوزيه عن الأهلي في 2009، والزمالك أصابه عقم في ولادة النجوم منذ مطلع العقد الحالي، والإسماعيلي لا يعتمد عليه، وباقي فرق الدوري ليس لديهم الخبرة الكافية. بدأ مستوى الأهلي في الانحدار، وعجز الفريق عن صناعة النجوم الشباب واعتمد بشكل كامل على المخضرمين، حتى نجوم منتخب الشباب 2009 والذي أقيم في مصر أعطاهم حسام البدري الفرصة في البداية ليتشبث بمكانه مديرا فنيا للأهلي باعتباره "نصير الشباب"، ثم سرعان ما وضعهم في "الثلاجة". وفي المقابل نجوم المنتخب يتقدمون في العمر ويتراجع مستواهم والرافد الأول والأهم للتغذية بالنجوم هو الآخر شاب وانحدر.
الروافد المقطوعة والرافد الأساسي "المفترض" للمنتخب والذي هو فريق الشباب لم يصنع جيلا قادرا على دعم المنتخب المصري، وحتى نجومه حرقهم البدري في الأهلي وبالتالي بدأت مرحلة التخبط والعشوائية وضم شحاتة أكثر من 10 مهاجمين من مختلف الأندية أمثال وليد سليمان وأحمد عبد الرؤوف وسيد حمدي ومكي وأحمد علي وغيرهم. وطوال السنوات الثلاث الماضية لم يظهر بديلا لوائل جمعة في الدفاع كما أثر غياب هاني سعيد لتراجع مستواه على التنظيم الدفاعي وهو أيضا لا بديل له.
حل المشاكل إذا مشكلة المنتخب المصري في ثلاثة.. الأول تولي البدري تدريب الأهلي وبالتالي تراجع مستوى الفريق الأحمر.. الثاني غياب منتخبات المراحل السنية عن دورها في الدعم وإبراز النجوم وتصديرها للمنتخب الأول الذي تقدم العمر بلاعبيه.. والثالث التفات المسؤولون عن الكرة المصرية إلى الدعاية الشخصية وافتعال الأزمات والتعتيم على المشكلة الحقيقية التي يعانيها المنتخب. باختصار هذه هي مشاكل المنتخب الثلاث فهل لشحاتة دخل فيها؟! وهل استقالته أو الإطاحة به ستقدم أي جديد؟! حقيقة الأمر شحاتة يتحمل جزء من المسؤولية ولكنه الجزء الأقل فمثلما ينسب اتحاد زاهر الإنجازات لهم فمسؤولية الإخفاق كلها يتحملونها مع مجلس إدارة الأهلي، وإذا كان هناك من يجب الإطاحة به بسبب إخفاق المنتخب فهو سمير زاهر رئيس اتحاد الكرة ومجلسه بالكامل بالإضافة إلى حسن حمدي رئيس النادي الأهلي لقراره الإبقاء على حسام البدري مديرا فنيا للأهلي. أما شحاتة فالإطاحة به لن تفيد سوى زاهر واتحاده أما مصر فستعاني أسوأ فتراتها إذا انسحب المدير الفني وجهازه في هذا التوقيت. من زياد فؤاد