اطل الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله مساء اليوم في الليلة الاخيرة من ليالي عاشوراء وذلك في مجمع سيد الشهداء بضاحية بيروت الجنوبية. واكد الامين العام لحزب الله في كلمته انه وفي 25 ايار / مايو عام 2000 دُقت المسامير الاخيرة في نعش مشروع اسرائيل الكبرى، وشدد على ان المشروع انتهى بالصمود والتضحيات والمقاومة. واوضح سماحته ان المشروع انتهى لأنه ثبت عجز الصهاينة عن تحقيقه ومؤكداً ان الاساس هو حركة المقاومة الفلسطينية، وحرب 1973 وصولاً الى انطلاقة المقاومة في لبنان التي انتهت بانتصار عام 2000 وخروج اسرائيل من لبنان ذليلة بلا اي مكاسب. واعتبر السيد نصرالله ان مشروع اسرائيل العظمى كذلك انتهى وان من اجهز على ذلك هو انتصار المقاومة والشعب في لبنان والمقاومين والفلسطينيين في غزة. كلمة السيد حسن نصر الله العنوان الاول الذي سأتحدث به هو الموضوع الاسرائيلي والثاني المحكمة الدولية والقرار الاتهامي وتأثيره على البلد. في الموضوع الاسرائيلي: في منطقتنا أساس الصراع القائم وكل ما يجري من تطورات وما يتم وضعه من مشاريع أميركية وغربية محوره قضية فلسطين ونتائج الوجود الإسرائيلي المشؤوم. -في الوضع الحالي اعتقد ان هناك مجموعة افكار انتهت بالنسبة لاسرائيل، واليوم لا يوجد شيئ اسمه مشروع اسرائيل الكبرى وهو مشروع انتهى بالمقاومة والشهداء، منذ انطلاقة المقاومة في لبنان وصولاً إلى خروج اسرائيل من لبنان ذليلة في 25 أيار من العام 2000 حين دقت المسامير في نعوش اسرائيل الكبرى، وانتهت مشاريع اسرائل العظمى. - اسرائيل العظمى إنتهت، والذي أجهز عليها هو انتصار المقاومة في لبنان في حرب تموز 2006 وبعدها حرب غزة، واليوم صورة اسرائيل التي تخيف العرب والمسلمين لم تعد تخيف حتى الاطفال ولم تعد تستطيع ان تفرض شروطها ولم تعد تستطيع ان تحدد حرباً. -نحن أجهزنا على مشروعين إسرائيل الكبرى واسرائيل العظمى بالرغم من الدعم الدولي، وانا اليوم لا اقول ان اسرائيل اصبحت هزيلة، فنحن واقعيون وهي ما زالت تلك العديد من عناصر القوة ولكنها لم تعد تلك اسرائيل التي تخطط وتفعل ما تشاء. -في الوضع الحالي تسعى اسرائيل لاعادة بناء قوتها وأجهزتها وتصحيح اوضاع جبهتها، وقد بينت عن كل عجزها في الداخل عند اشتعال الحرائق. - اليوم تسعى إسرائيل من اجل تهويد القدس، واليوم تسعى إلى إجراءات على صعيد الجنسية وتدمير البيوت في النقب ومدينة "اللد" داخل أراضي ال48 بالإضافة إلى الفتاوى التي يصدرها الحاخامات حول مسألة تأجير البيوت للفلسطنيي 48 وحول هدم منازل الفلسطنيين، وتقطيع الضفة الغربية دون اي توقف. - إنسحبت إسرائيل من غزة ولكن تريد ابقاءها تحت الحصار، وهي تريد ان تثبت قدرتها وهوية يهودية الدولة، واليوم هناك تدريبات مشتركة مع الاميريكيين بهدف معالجة بعض الثغرات التي نشأت منذ حربيْ تموز وغزة، وكذلك بغية استقاء معلومات عن حزب الله وسوريا وايران والقوى الأخرى التي يسمونها محور الشر وهي بالحقيقة محور الممانعة. -إسرائيل ما تزال تنقل معلومات وصورًا عبر رادارت، والانجاز الذي تحقق اليوم لجهة تفكيك هذه الاجهزة المتطورة سواء في تلال الباروك أو في صنين، وذلك بالتنسيق بين الجيش والمقاومة، وهنا لا بد من توجيه التحية للجيش الذي يعمل منذ الصباح على تفكيك هذه الرادات في الباروك. اليوم نستطيع القول إنَّ إسرائيل في مأزق استراتيجي، فالوضع الحالي نتيجة التحولات التي حصلت في السنوات الماضية وفشل المشروع الأميركي، وبالتالي وجود بيئة جديدة إسرائيل أمام خيار الذهاب إلى التسوية مع الفلسطنيين ولاحقاً مع السوريين، وهذا الخيار لا تريده حكومة نتنياهو وليبرمان، ولذلك فإنَّ هذه المفاوضات لن تصل إلى نتيجة بالرغم من المغريات التي اعطيت لاسرائيل مقابل وقف الاستيطان ثلاثة أشهر، فرفضت لأنَّ الإسرائيلي يرفض المفاوضات من الأساس، ومشروعه نسف فلسطين باستثناء غزة، والباقي دولة يهودية، و"يصطفلوا" اللاجئين، إذاً هم يعقدون آليات التسوية، وعندما يعرض الانسحاب الاسرائيلي من الجولان على الإستفتاء فهذا تعقيد للتسوية لأنهم يرفضون السلام. الخيار الثاني، هو الحرب وقدوم اسرائيل على الحرب مع لبنان أو غزة، إلا أنَّه بالمعطيات الحالية اسرائيلي غير قادرة على حرب ،وهي لن تفتح أي حرب على أي جبهة من الجبهات إن لم تكن النتائج مضمونة، وإسرايل لا تسطيع أن تتحمل هزائم جديدة، وبالتالي خيار الحرب ليس بسيطاً ولا أقول إنه مستحيل وهو خيار خطير بالنسبة للاسرئالي. والخيار الثالث هو بقاء الوضع على ما هو عليه لا حرب ولا تسوية بانتظار متغيرات إقليمية دولية قد تساعد إسرائيل وهي اليوم تفضل الخيار الثالث لا تسوية ولا حرب، وبالتالي الاستفادة من الوقت لتهويد القدس واستعادة عناصر القوة ولكن هناك مشكلة في الخيار الثالث، وهذا ما يقوله الإسرائيلي إنَّه بموجب هذا الخيار يكون هناك اعطاء وقت لاعداء اسرائيل من اجل ازدياد قوتهم وصحيح ان غزة لم تعد قاعدة وهي تجهز نفسها، وقد سمعنا عن المشهد الرائع من الأخ العزيز اسماعيل هنية والمتحدث باسم الفصائل الهندي، وباراك يعمل المستحيل لوقف تسليح "حزب الله" وإيران تزداد قوة وكذلك سوريا تزداد قوة. المشكلة الثانية التي يواجهها الإسرائيلي هو أن اسرائيل تخسر مزيداً من الحلفاء الإقليميين وقبل ثلاثين سنة خسروا نظام الشاه واليوم خسروا تركيا، وبالتالي المعطيات المستقبلية تجعل اسرائيل قلقه وبالتالي المطلوب أن تتحرك اسرائيل لمواجهة هذه القوى، التي تعمل بالليل والنهار لمواجهتها، واسرائيل اليوم تضغط على العالم في سبيل وضع برنامج عقوبات على ايران، وجالوا العالم من أجل محاصرة المقاومة عبر 1559 والأخطر هو العمل الدؤوب من خلال الحكومات والأنظمة والأموال ومؤسسات إعلامية وشخصيات ونخب وأجهزة مخابرات على مشروع الفتن الداخلية، والأمل الوحيد من أجل خروج اسرائيل من المأزق الاستراتيجي هو هذا الخيار، والعقوبات على ايران سوف يؤدي الى ان تزداد قوة، والقرار 1559 لا ينفع شيئاً مع المقاومة، واسرائيل تسعى من أجل فتنة في مصر بين المسلمين والمسيحيين وهي تعمل للفتنة في العراق ايضاً. إسرائيل تسعى للفتنة بين العرب وإيران وبين الدول العربية وداخل كل بلد عربي، ونحن من ميزتنا اننا نقرأ جيداً في فلسطين ولبنان وقبل ايام شاؤول موفاز المؤهل لأن يكون رئيساً لحزب "كاديما" وهو شخصية مهمة في إسرائيل ويقول ما خلاصته إنَّ "هناك خطراً اسمه الوباء الشيعي، وان هذا يهدد السنة في المنطقة"، وبالتالي دعا بكل وقاحة الى تحالف بين اسرائيل والمعتدلين العرب كما أسماهم لمواجهة الخطر الشيعي، وهنا أسأل: "أنت يا موفاز ماذا فعلت بالسنة في فلسطين؟ فمن شردتهم هم من السنة وآلاف الاسرى الفلسطنيين والعرب والذين حاربتهم في فلسطين والعراق وسوريا هم أهل سنة". إسرائيل تسعى للفتنة بين العرب وإيران وبين الدول العربية وداخل كل بلد عربي، ونحن من ميزتنا اننا نقرأ جيداً في فلسطين ولبنان وقبل ايام شاؤول موفاز المؤهل لأن يكون رئيساً لحزب "كاديما" وهو شخصية مهمة في إسرائيل ويقول ما خلاصته إنَّ "هناك خطراً اسمه الوباء الشيعي، وان هذا يهدد السنة في المنطقة"، وبالتالي دعا بكل وقاحة الى تحالف بين اسرائيل والمعتدلين العرب كما أسماهم لمواجهة الخطر الشيعي، وهنا أسأل: "أنت يا موفاز ماذا فعلت بالسنة في فلسطين؟ فمن شردتهم هم من السنة وآلاف الاسرى الفلسطنيين والعرب والذين حاربتهم في فلسطين والعراق وسوريا هم أهل سنة". هناك في العالم العربي والإسلامي من يشجع موفاز على النطق بهذه الاقوال، حتى إن من اعتديتم (اسرائيل) عليهم في اسطول الحرية هم سنة، وتركيا أرادت أن تعالج العلاقات مع اسرائيل مقابل الاعتذار والتعويض، فرفضت اسرائيل وهنا مسؤوليه القيادات أن تعي وأن نقف بمواجهة هذه المؤامرة وكل من يساعد بكلمة او فعل ليخدم هذا المشروع يكون يخدم اسرائيل سواء كان من السنة أومن الشيعة، وهذا من أوجب الواجبات على السنة والشيعة، وهذا يحتاج إلى وعي وفهم وهي مسؤولية المسيحيين الشرقيين أيضاً وهي لا تعنى بالوجود المسيحي وإذا كانوا قد ضحكوا على بعضهم في لبنان فلينسوا، فاسرائيل لا يعنيها إلا إسرائيل، وأنا أقول لبعض المسيحيين في لبنان وغير لبنان، إذا اعتقدتم أن الصراع بين السنة والشيعة في لبنان هو لمصلحتكم فأنتم مخطئون، وانشاء الله ان الصراع بين السنة والشيعة لن يحصل ومن يؤمل عليه حساباته خاطئة. بالنسبة للقرار الإتهامي في عملية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، فنحن نضع ما يُعدَّ في سياق مؤامرة، وأريد أن أطمئنكم أنَّ المقاومة تعمل في الليل والنهار وتتدرب وكما راهنتم عليها في الماضي يمكنكم أن تراهنوا عليها في المستقبل ولا تقلقوا.
صحيح إنَّه ذكر منذ عام 2006 أن التحقيق يأخذ هذا الاتجاه الذي يتم الحديث عنه اليوم، وقد تم الحديث معي مباشرة عام 2008 وقالوا لي إنَّ هناك مجموعة تعمل لمصلحة المخابرات الإسرئيلية، ونحن لم نحرك ساكناً، ولم نتصرف او نفتش عن ذريعة من أجل تغيير واقع سياسي في لبنان، او تركيب مشكل او تغيير الطائف وما الى ذلك من الطلام الذي لا طعم له، ونحن لا نفتش عن سبب، خصوصاً أن هناك ألف سبب والف حجة، نعم في الأشهر الأخيرة أتى من قال لي إنَّ الإتهام موجه لكم واليوم الناس تنتظر بين 15 و20 كانون الأول صدور القرار، وقيادات في "14 آذار" تعرف هذا الأمر، وما شاء الله يقولون إنَّهم لا يعرفون شيئاً عن مضمون القرار الظني، وانشاء الله ان هذه المحكمة سيأتيها يوم كيوم "ويكيليكس" ويفضح ما جرى من تحقيقات فهناك أكثر مما في "ويكيليكس" وأنا اقول انهم يعرفون كل شيء وعلى اطلاع من الأساس ومن البداية على ما يجري داخل التحقيق. - سيأتي اليوم الذي يتبين فيه الخيط الأسود من الخيط الأبيض وبالتالي هل من المعقول أن نبقى ساكتين، متى نتكلم هل بعد صدور القرار؟ فقد قمنا بتقديم معطيات وتكلمنا ولم نقم بأي عمل سلبي ولم نعطل البلد ولم نقم بعمل عصيان مدني او عصيان مسلح، ولم ننسحب من الحكومة، ونحن نعرف أنَّ هناك قراراً إتهامياً سوف يصدر بعد أيام، وخصوصاً أنَّ هناك من اخترع بعض التأخير ويقال إن (المدعي العام دانيال) بلمار، سوف يقدم تقريره بظرف مغلق، ف"وحياتكم" إنَّ هناك في لبنان من يعرف ما مضمون هذا الظرف، وهناك في لبنان من اخترع بدعة أنَّه لأنَّ "حزب الله" يدافع عن نفسه ويقول إنَّ المحكمة هي إسرائيلية وأميركية فبالتالي هو متهم وبالفعل إنَّه قام بالعملية. وهناك قيادات في "14 آذار" اليوم تقول إنها مقتنعة بأنَّ "حزب الله" هو بالفعل يقوم بعملية الإغتيال ولا ندري فإذا سكتنا سيقولون أيضاً إننا نسكت لأننا مدانون، وأنا لم أقل شيئاً حتى لحلفائنا في المعارضة عمّضا يجري معنا على هذا الصعيد، وخصوصاً أنَّ البلد مستهدف من هذا الموضوع وليس فقط حزب الله. نحن قدمنا وثائق وقلنا إنَّ هذا التحقيق ليس تقنياً وليس دقيقاً وهو مسيس، وإنَّ هذا التحقيق قام على فرضية واحدة اسمها في البداية سوريا وبعدها "حزب الله"، ولم يأت هذا التحقيق إلى أي فرضية أخرى، ولم يتهم الإسرائيلي وهذا دليل على أنَّ التقرير غير مهني، ثانياً التسريبات بهذا الشكل الواسع وخصوصاً أنَّ هذه التسريبات بهذا الحجم يفسد التحقيق، ولم تكن فقط في عهد بلمار، ونحن لدينا من هذه التسريبات منذ أن كان (ديتليف) ميليس رئيساً للجنة التحقيق الدولية، وكان حينها غيرهارد ليمان الألماني نائبا لرئيس اللجنة، وهو ضابط مخابراتي األماني، ورجل فاسد ولدي الدليل الذي استطيع أن أظهره اذا احتجت إلى ذلك، فهو باع وثائق بأموال لأشخاص وهؤلاء الاشخاص أعطوني هذه الوثائق، وهو رخيص ورخيص جداً، فقد باع هذه الوثائق فقط ب 50 ألف دولار أو ب 70 الف دولار، وهو عرض أن يعطينا كل التحيققات بمليون دولار وأنا رفضت ولا أدري ربما تقولون لي إني أخطأت وبالتالي هذا هو التحقيق الدولي. كل ما فعلناه أننا قمنا بوضع أدلة وقرائن وتكلمنا عن "شهود الزور" ولا ندري لماذا تتم حماية "شهود الزور" ولماذا لا يتم تحويل"شهود الزور" إلى المجلس العدلي، والكل يذكر أثناء جريمة الزيادين قبلنا بتحويل الجريمة إلى المجلس العدلي، وقبلنا لأنَّ هناك قتلى من فئتين وجريمة الأخوين أنطونيوس حولت قضيتهم إلى المجلس العدلي، وأنا أتمنى على كل الأطراف أن يقولوا هل هم يقبلون بهذا التحيقيق المسرب والمبني على شهادات كاذبين؟ وأنا أقول لكم إنَّ المحكمة الدولية هي تحمي "شهود الزور" لأن ميليس وليمان هم من مصنعي "شهود الزور" ولأنَّ هناك في لبنان من صنع هؤلاء "الشهود الزور"، والليلة أيضاً كانت الحكومة اللبنانية تحمي "شهود الزور" وهم اليوم يحمون من صنع هؤلاء الشهود. قيل لنا أن نسلم بعض الأخوان، إلا أننا لسنا نحن من يقبل بالظلم ويسلم ويستسلم ويخون الأمانة والكرامة" و"خلي اللي بدو يصير يصير"، ونحن لا نسلم ولا نستسلم، فلو كنا نريد تغيير الواقع عبر هذه المسألة للإنقلاب على الدولة، فما كنا انتظرنا "السين سين" وكنا قلبنا الوضع، ونقول نحن معتدى علينا، ونحن ذهبنا إلى المعالجة وهناك من يبني مشاريع على ما يمكن أن يقوم به. هناك نقطتان بكل ما قمنا به منذ أن فتحنا الملف، فنحن وضعنا رؤية مع أخواننا في المعارضة ومع كل صديق لنا، ولا أحد يتوقع أننا ذاهبون لإلغاء قرار من مجلس الأمن الدولي، وهناك من قال إنه يريد الغاء المحكمة وقلنا إن هذا ليس من رأينا لأننا ندرك أن مجلس الامن الدولي يبني قراراته على استراتيجيات، ولسنا نحن أو غيرنا يستطيع ان يلغي قرار مجلس الامن الدولي، ولكن نعم يمكن أن يعطل هذا القرار وهناك الكثير من القرارات المعطلة في مجلس الأمن. تخيلوا معنا أنَّ القرار صدر وبدأت ال "cnn " والإعلام الدولي "يطن" بالخبر وبالتالي انتشر هذا الخبر، فماذا نفعل؟ ومن إيجابية ما حصل في الثلاثة اشهر الماضية أننا قمنا بواجبنا تجاه الرأي العام العربي وشرحنا وجهة نظرنا في الإعلام ولو صدر القرار سوف لن يؤثر علينا بشيء، وخصوصاً أنَّ هذا القرار يمكن أن يحدث تباعداً أو نفوراً من قبل حلفائنا السنة، وبالتالي الإبتعاد عن "حزب الله" والرهان على عزل الحزب، فهذا الرهان انتهينا منه وهو أحبط، ونحن شرحنا وجهة نظرنا وأوضحنا الصورة، وأريد أن أشكر من قام ورفع صوته أكثر من صوتنا ونحن قدمنا خدمة للبنان، ففي العام 2000 لم يعترف البعض بهذه الخدمة للوطن عندما حررنا الجنوب، وأقول تفضلوا للنقاش معاً في مجلس الوزراء حول ما حصل في المحكمة، ونقوم بمراجعة لعمل لجنة التحقيق والمحكمة. ومن جملة ما أنجز هو أننا أوجدنا احساس في الوجدان اللبناني ووضعنا مسؤولية وطنية وقلنا لهم إنَّ هناك مشكلة كبيرة في لبنان، فقد تحركت السعودية وسوريا وقطر وايران وأوجدنا جواً من المسؤولية العربية والإقليمية ولم يترك البلد "هيك" لبلمار، إذ إنَّ هناك مسؤولية دولية وإقليمية أيضاً. هناك مجموعة أهداف أحبطت، وأنا اليوم أقدم اقتراحاً "يا شباب" (14 آذار)، أنتم تقولون إنَّ هذا التحقيق ليس لديكم علم به، ولا تدرون ما يحصل فيه وإنَّ الموضوع خرج من أيّدي اللبنانيين، إذاً ارتكوا المشكل بيننا وبين المحكمة الدولية، فلماذا انتم "معرضين أكتافكم" وتضعون أنفسكم في مواجهة المشكلة، وأنا اليوم اقول نحن لا نريد أن نحاكم أحداً، ولكن نريد أن نعرف من يقف وراء "شهود الزور"، ونريد الحقيقة في هذا الموضوع، ففي هذا البلد لا أحد يحاكم أحداً، ونحن قلنا في حرب تموز إننا لا نريد أن نحاكم أحداً، وبالتالي تعالوا نتفق اليوم على أن تضعوا أنفسكم جانباً ودعونا نحن في مواجهة المحكمة، فحمايتكم ل "شهود الزور" يؤدي إلى مشكلة داخلية وتوتر داخلي، فنحن ندافع عن أنفسنا وبالتالي تعالوا لنجد صيغة كي يخرج لبنان الرسمي والشعبي من هذا الموضوع، ونحن قادرون على المواجهة وعلى حماية البلد. ما زلنا نعلق آمالاً على المسعى السوري السعودي وهو مستمر، وهذا المسعى يجب أن نعمل جميعاً في سبيل الوصول إلى معالجة. وبعد صدور القرار نحن لا نقول شيئاً وكل ما نستطيع قوله إنَّه لكل حادث حديث، وسوف نقول حين صدور هذا القرار كيف بني، وكيف سنتصرف تجاهه، وكيف يتصرف الآخرون ويتعاطون معه، وسوف نناقش الموضوع مع حلفائنا وخصوصاً أنَّ هذا القرارهو اعتداء على المقاومة وليس هناك اعتداء من طائفة على طائفة أخرى، ونحن لسنا قلقين على المقاومة وانما على البلد. نحن في مرحلة تحد جديد وحضورنا غداً سيكون حضوراً معبراً عن إلتزامنا بالحق والثوابت وبحماية وطننا وعن التزامنا بفلسطين، ويجب أن نتعامل مع هذا اليوم على انه يوم استثنائي، ولنقول إنَّ كل التهويل الإسرائيلي لن ينال من عزمنا، وكل المؤامرات ستسقط عندما نصرخ "لبيك يا حسين"، سنقول للعالم من خلال حضورنا الواسع إننا كنا أهل المقاومة الصابرة المظلومة المتوكلة على الله والمنتصرة في نهاية المطاف وسنبقى أهل المقاومة.