'القدس العربي': قالت برقية جديدة منسوبة للسفارة الامريكيةبالقاهرة كشفها موقع ويكيليكس امس ان الرئيس المصري حسني مبارك يعتبر ايران 'التهديد الاكبر' الذي يواجه مصر، وانه اكثر قلقا من سياسات ايران غير النووية من برنامجها النووي، الذي يراه 'تهديدا وجوديا على المدى الطويل نسبيا وليس القصير'. واضافت الوثيقة التي بعثت بها السفيرة مارغريت سكوبي الى السفير دنيس روس العام الماضي ان مبارك قلق خاصة من 'تحركات ايران غير النووية المزعزعة للاستقرار مثل الدعم لحماس والهجمات الاعلامية وتهريب الاسلحة والاموال بصورة غير قانونية ما يضيف للنفوذ الايراني الذي ينتشر كالسرطان من دول الخليج العربية الى المغرب'. وتنسب الوثيقة لرئيس جهاز المخابرات اللواء عمر سليمان ان مصر ابلغت ايران في اعقاب ضبط خلية حزب الله في مصر، انها سترد بالمثل اذا واصلت ايران التدخل في الشؤون المصرية، وان القاهرة بدأت بالفعل في تجنيد عملاء في العراق وسورية. واضافت البرقية ان سليمان اشار الى ان الدعم المالي الايراني لحماس 'يصل الى 25 مليون دولار شهريا لكن مصر تنجح في منع دخول الدعم المالي الى غزة عبر مصر، وان ايران تحاول تجنيد بدو في شبه جزيرة سيناء للمساعدة في تهريب اسلحة الى قطاع غزة'. وقالت البرقية ان وزير الداخلية حبيب العادلي وصف جهود مصر لمكافحة تهريب الاسلحة على الحدود المصرية السودانية بأنها 'صعبة'. واضافت 'وفي مارس ابلغنا (العادلي) بان الشرطة المصرية قتلت مهربي اسلحة اثناء محاولتهم نقل اسلحة من السودان الى مصر'. واشارت الوثيقة كذلك الى قلق الحكومة المصرية من جهود ايرانية لنشر المذهب الشيعي في مصر، وخلق 'قومية شيعية' في المنطقة بدءا من العراق الى لبنان ودول الخليج، وكذلك التدخل في السودان وقطاع غزة. واعتبرت ان الحكومة المصرية قلقة من ان تتوصل واشنطن الى 'صفقة كبرى' مع ايران تتجاهل المخاوف المصرية، وان القاهرة لا تمانع في ان يكون هناك حوار امريكي مع طهران طالما 'اننا لا نصدق كلمة واحدة يقولها الايرانيون'. وفي وثيقة اخرى كشفها ويكيليكس قدم السفير الامريكي السابق فرانسيس ريتشاردوني في رسالة مؤرخة في 14 ايار مايو 2007 شرحا وافيا عن الشائعات التي خرجت في الشارع المصري. ونقلت الوثيقة مخاوف من مسؤولين ومحللين من ان تكون البلاد تقترب من 'انتفاضة خبز' جديدة كالتي شهدتها في العام 1977. واشارت الى ان مبارك كسلفه الراحل انور السادات يكره الاعلام المستقل، وانه لا يتمتع بمصداقية كبيرة في الشارع ما قد يؤثر على عملية نقل السلطة. وتقول الوثيقة: المصريون غاضبون من وجود الكثير من القرى التي تعيش بدون مياه شرب، وكذلك فإن نقص رغيف الخبز يتصدر عناوين الصحف المصرية، حيث يقف عشرات المصريين بالطوابير للحصول على الخبز. ويرى أحد المعلقين أن أحداث سبتمبر 2007 تعيد إلى الذاكرة أحداث يناير 1977 أكثر من أحداث 1981، حيث خرج المصريون في مظاهرات غاضبة بعد زيادة أسعار الغذاء والسلع الأساسية . إلا أن الدكتور جلال أمين أستاذ العلوم الاقتصادية في الجامعة الأمريكية يرى أنه على المستوى الاقتصادي هناك الكثير من الفروق بين الحقبتين.