كتب أبيغيل فيلدينغ سميث من صنعاء مقالاً نشرته صحيفة فايننشال تايمز، حيث أورد عن أحد الخطباء في مكبر صوت بأحد المساجد في مدينة صنعاء وعظه بأن «الإسلام هو دين التسامح». لكن تلك الكلمات تختلط مع خطبة جمعة مختلفة يُلقى بها على الجانب الآخر من العاصمة اليمنية، حيث يدعو الشيخ عبد الله ستار، رجل دين وشخصية معارضة، للمجاهدين بالمدد والنصر من الله. هذه الخطبة الأخيرة،، هي النوعية الأكثر شيوعاً. لكن اليمن يحاول المساعدة في إعلاء الرسالة الأولى فوق هذا الضباب الأيديولوجي، وسط مخاوف من كسب التنظيمات المتطرفة التأييد في بلد فقير، يواجه بالفعل تمرداً مسلحاً من أكثر من مكان. وتلك الأيديولوجيات السوداء تجد أشد تعبيراتها المثيرة للانزعاج في فيديوهات على اليوتيوب، وفي بيانات ومنشورات صدى الملاحم، الذراع الإعلامي لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب، الذي، بينما لم يكن في السابق أكثر من مجموعة جهادية واحدة من بين مجموعات أخرى كثيرة، اكتسب ذيوعاً غير مسبوق على مدار العام الفائت، بعد الادعاء بالمسؤولية عن هجمات نالت اهتمام كبير، مثل الطرود المفخخة المكتشفة أخيراً على متن طائرات متجهة إلى الولاياتالمتحدة. وهذا التنظيم ولد من اندماج بين الفرع اليمني والفرع السعودي لتنظيم القاعدة في عام 2009، بعدما أجبر برنامج المملكة لمحاربة الإرهاب جهاديين كثر على المغادرة. وفضلاً عن الدعوة للجهاد ضد أهداف غربية، يبرر التنظيم هجماته على القوات الأمنية اليمنية بالقول إن الرئيس علي عبد الله صالح مرتد عن الدين، وهي الحملة التي لقيت سنداً في تسريبات ويكيليكس حول مدى تعاونه مع الجيش الأميركي. ويعرب صناع السياسة في اليمن والغرب عن خوفهم من التهديد الذي تشكله مثل هذه الأيديولوجية على بلدان غربية وحتى على اليمن ذاته.