تزايدت الانتقادات سواء في صحف المعارضة او في أوساط المثقفين المصريين لوزير الثقافة فاروق حسني الذي لايزال يعتبر نفسه ضحية "مؤامرة" خارجية وذلك بعد أسبوع من فشله في تبوؤ منصب المدير العام لمنظمة الاممالمتحدة للتربية والثقافة والعلوم "اليونسكو"، نقلاً عن تقرير إخباري لوكالة الصحافة الفرنسية الأربعاء 30-9-2009. وكان المرشح الذي لم يحالفه الحظ، إضافة الى معظم وسائل الاعلام المصرية، شنوا عقب هذا الفشل حملة عنيفة تنديداً بمؤامرة "صهيونية" وغربية.
لكن الانتقادات بدأت اخيراً تزداد ضد حسني الذي يتولى وزارة الثقافة منذ 22 عاماً، حتى إن الكاتب علاء الأسواني أعرب عن "سعادته" بهذا الفشل في مقال نشرته صحيفة "الشروق".
وقال الأسواني صاحب رواية "عمارة يعقوبيان" التي تتضمن نقداً عنيفاً للمجتمع المصري المعاصر إن "المصريين يرون في فاروق حسني وزيراً يفرضه عليهم منذ 22 عاماً نظام يرأسه (الرئيس حسني) مبارك منذ 30 عاماً دون أي انتخابات حرة. ومن الطبيعي إذا أن يقرن المصريون فاروق حسني بهذا النظام المستبد الفاسد".
من جانبه، رأى عزت القمحاوي المسؤول عن الملحق الادبي لجريدة "الاخبار" ان نظريات المؤامرة التي طرحت لتبرير هذا الفشل "تعكس شيئاً خطيراً في الوعي المصري والعربي الذي يتصور ان كل الانتخابات تزيف".
وقال إن "الوزير كان مرشحاً جرى تقييمه وفقاً لعمله ونزاهته. وقد ارتكب الكثير من الاخطاء خلال ال22 عاماً" التي امضاها في الوزارة.
وبعدما اعتبر حسني الاوفر حظاً لفترة طويلة، هزم في نهاية معركة حامية امام الدبلوماسية البلغارية ايرينا بوكوفا.
وقد تعرض وزير الثقافة المصري لهجمات عنيفة لاسيما من شخصيات يهودية مثل ايلي فيزيل الناجي من المحرقة والحاصل على جائزة نوبل للسلام، وذلك بسبب تصريحات قال فيها حسني إنه على استعداد لان "يحرق بنفسه" اي كتب اسرائيلية موجودة في المكتبات المصرية.
ثم أعرب الوزير عن اسفه لهذه التصريحات مؤكداً أنها اخرجت من سياقها، لكن انتماءه الى حكومة تمارس الرقابة كان له تأثير في صورته.
من جانبه، نشر النائب محسن راضي، عضو جماعة الاخوان المسلمين، الذي كان حسني يرد عليه عندما ادلى بتصريحاته هذه عن حرق الكتب الاسرائيلية التي شوهت حملته من اجل اليونسكو، مقالاً لمهاجمة وزير الثقافة المصري.
وقال النائب الاسلامي في المقال الذي نشرته صحيفة "الدستور" المستقلة "ادركت اسباب الهزيمة واستشعرت من داخلي ان الهزيمة والتراجع والاخفاق والفشل عنوان ثابت سيظل يلاحق هذا النظام الذي يصر افراده على سياسة البقاء الى الابد".
واعتبر ان "تزوير الانتخابات وإقصاء القضاة عن الاشراف عليها وغلق النقابات وتجويع الشعب المصري وإرهابه بالطوارئ ستظل عقبة كؤود امام كل انجاز".
وأمام هذه الهجمات، واصل حسني التأكيد انه كان ضحية "مؤامرة" تتجاوز شخصه وقال في حديث لجريدة "الاسبوع" الاسبوعية ان "معركتي لم تكن ضد مرشحين لكن ضد دول. والمؤامرة كانت اكبر مما يمكن تصوره".
ولم يصدر من الرئيس حسني مبارك اي تعليق رسمي على فشل المرشح المصري، لكنه لمح الى انه لايزال يحظى بثقته.
في المقابل، يرى البعض في هذا الفشل شكلاً من اشكال الانتصار.
وفي هذا الاطار، قال الصحافي صلاح منتصر في صحيفة "الاهرام" ان "فاروق حسني خرج من معركة اليونسكو شخصية عالمية شهيرة مثل الفنان عمر الشريف".