يؤدي الرئيس السوداني عمر حسن البشير الثلاثاء زيارة إلى جوبا عاصمة جنوب السودان، وصفتها دوائر رسمية سودانية بالتاريخية، ويرجّح أن تكون الأخيرة إليها باعتبارها خاضعة لحكمه قبل أن يصبح بالنسبة لها رئيس دولة جارة بحكم الاستفتاء المقرر للتاسع من الشهر الجاري والذي ينتظر أن يفضي إلى انفصال جنوب السودان في دولة مستقلة عاصمتها جوبا. في الأثناء أبدت الجامعة العربية اهتماما بحسن سير الاستفتاء المذكور، مؤكدة مشاركتها في مراقبة إجرائه عبر بعثة من الخبراء. واستعدادا للزيارة "التاريخية"، عقد مجلس وزراء حكومة الجنوب اجتماعا برئاسة النائب الأول للرئيس السوداني رئيس حكومة الجنوب، سلفاكير ميارديت، استعرض خلاله الترتيبات والاستعدادات الرسمية والشعبية لزيارة البشير. وأكد وزير الإعلام الناطق الرسمي باسم حكومة الجنوب، برنابا ماريال بنيامين في تصريحات صحفية استعداد حكومة جوبا لهذه الزيارة "المهمة والتاريخية". ومن المنتظر أن يلتقي البشير خلال الزيارة نائبه الأول رئيس حكومة الجنوب سلفاكير ميارديت. وقال د.مصطفى عثمان مستشار الرئيس السودانى إن زيارة البشير "المرتقبة" للجنوب تأتي في إطار حرصه على الوقوف بنفسه على ترتيبات الاستفتاء، والتأكيد على إجرائه فى جو من الأمن والطمأنينة. وتعددت خلال الفترة القليلة الماضية الإشارات من حكومة البشير بتسليم الخرطوم باستقلال الجنوب والاستعداد للتعامل معه كأمر واقع. ولا تبتعد زيارة البشير اليوم عن سياق طمأنة الجنوبيين بشأن مرحلة ما بعد الاستفتاء. وأمر الرئيس السوداني بتوفير الأمن للجنوبيين وممتلكاتهم في كل أنحاء البلاد خلال إجراء استفتاء تقرير مصير الجنوب. وفي السياق ذاته أكد المهندس إبراهيم محمود حامد وزير الداخلية السوداني عقب لقائه البشير في الخرطوم أن عملية تأمين الاستفتاء وما بعده تسير بصورة طبيعية مشيرا إلى أنه تم نشر 17 ألفا و500 شرطي في حالة استعداد. وأشار إلى أن هناك تنسيقا مع شرطة جنوب السودان ولجان أمن المجتمع والقوات المسلحة وجهاز المخابرات لتأمين البلاد منوها بأنه بحث مع الرئيس السوداني الوضع الأمني في البلاد وإمكانات تأمين الوضع في ولايات دارفور. وكشف الوزير عن الاستغناء عن الجنسية السودانية المعمول بها الآن ليحل محلها التعامل ب"بطاقة قومية" مشيرا إلى أنه تم إعطاء كل مواطن رقما وطنيا بعد أخذ المعلومات وإدخال نظام البصمة في كل مراحل الاستخراج سواء كان ذلك في البطاقة أو جواز السفر. ولفت إلى تسجيل كافة المواطنين السودانيين إضافة إلى الأجانب المتواجدين في البلاد بمن فيهم الجنوبيون الموجدون في الشمال. ومن جانبها أكدت الجامعة العربية على لسان السفير محمد الخمليشي الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية لشؤون الاتصال والإعلام توجيه بعثة مراقبين برئاسة الخمليشي ذاته لمراقبة الاستفتاء المذكور تتألف من 88 متخصصا سينتشرون في 21 مركزا للتصويت في جنوبي السودان وشماله. وقال الخمليشي في تصريح له قبيل مغادرة البعثة القاهرة متوجهه إلى السودان إن المهمة التي تضطلع بها بعثة المراقبين تأتي انعكاسا لاهتمام الجامعة العربية بالسودان وأمنه واستقراره. وأوضح أن مهمة البعثة هي مراقبة الاستفتاء أيا كانت نتيجته مؤكدا تطلع الجامعة العربية إلى أن يكون السودان آمنا ومستقرا وأن يتوصل إلى تسوية لباقي القضايا ومنها "آبيي". ويأتي سفر بعثة مراقبي الجامعة العربية للسودان أياما قليلة بعد زيارة قام بها عمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية للخرطوم وجوبا مرفوقا بوفد ضم السفير الخمليشي . وقال الخمليشى " إن وفد الجامعة لمس من جميع الأطراف استعدادا لقبول نتائج الاستفتاء ووعدوا بإبداء كل الشفافية وجميع السلطات المعنية وبعثات المراقبين من الاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة والمجتمع المدني أبدت استعدادا للتعاون والتنسيق مع الجامعة العربية.