تتجه انظار العالم يوم الاحد المقبل نحو جنوب السودان لمتابعة سير عملية الاستفتاء الذي سيختار من خلاله الجنوبيين اما الانفصال عن الشمال او الوحدة . ويحق لمواطنو جنوب السودان التصويت في الاستفتاء الذي سيجرى خلال الفترة من التاسع وحتى ال 15 من الشهر الجاري والذي قد يؤدي الى انفصال الجنوب عن الشمال حتى وان كانوا يعيشون في شمال السودان او خارجها. وبحسب اللجنة المسؤولة عن تنظيم عملية الاستفتاء فان اللوائح الانتخابية تشمل نحو اربعة ملايين ناخب. ويفضل الرئيس السودانى عمر حسن البشير الوحدة على الانفصال، الذي أكد استعداد حكومة الخرطوم لدعم جنوب السودان في شتى المجالات الامنية والفنية واللوجستية، في حال حدث الانفصال واختار مواطني الجنوب ذلك . وجاء في كلمة الرئيس البشير التي القاها امام المسؤولين في حكومة جنوب السودان في مدينة جوبا، التي وصلها في وقت سابق اليوم في زيارة تاريخية للمدينة تسبق اجراء الاستفتاء بعدة ايام " قناعتنا ان الوحدة هي الافضل ولكننا سنعترف بما سيقرره أهل الجنوب في الاستفتاء ولا نريد ان نفرض علي ابناء الجنوب الوحدة بقوة السلاح ولكن نريدها طوعا وأختيارا ". ونوه الرئيس السوداني بالروابط الاجتماعية والثقافية التي تربط بين الجنوب والشمال، مؤكدا احترامه لخيارات ابناء الجنوب في الاستفتاء القادم مع التزامه بقبول نتائجه . ودعا البشير الي ان تتم العملية في أجواء نزيهة وشفافة... مؤكدا في الوقت نفسه التزام الحكومة الاتحادية بتنفيذ كل العهود والمواثيق التي وقعتها لاسيما مايتعلق بتنفيذ اتفاقية السلام الشامل . واشار الى :" ان الانقاذ منذ توليها للحكم كان السلام هدفها الاستراتيجي وعقدت له العديد من المؤتمرات"، مؤكدا أن كل هذه الجهود تم تتويجها بتوقيع اتفاقية السلام الشاملة التي أنهت الحرب. ولفت الرئيس السوداني إلى أن ماتحقق للجنوب من مكاسب عبر اتفاقية السلام الشامل كان كفيل بدعم أبناء الجنوب لخيار الوحدة بين الشمال والجنوب ..مضيفا " سنظل دعاة وحدة لان فيها قوتنا وتقدمنا ". من جانبه رحب سلفاكير ميارديت النائب الأول لرئيس الجمهورية رئيس حكومة جنوب السودان بزيارة الرئيس البشير لجوبا اليوم .. مؤكدا أن هذه الزيارة خاصة في هذه الأيام قبل عملية الإستفتاء مطمئنة للمواطن الجنوبى. وإعتبر سلفاكير زيارة الرئيس البشير بأنها رسالة إطمئنان للمواطنين الجنوبيين قبل التوجه لصناديق الإقتراع للإستفتاء في التاسع من يناير الحالي. وأكد على حق رئيس الجمهورية لزيارة جوبا في أي وقت كان سواء قبل الإستفتاء أو بعده وزيارة كل المناطق في جنوب السودان وذلك في إطار رده علي الذين يقولون أنه لا داعي لزيارة الرئيس في هذه الفترة قبل خمسة أيام من عملية الإستفتاء . وتأتي زيارة الرئيس السوداني هذه لمدينة جوبا قبل ايام من عملية الاستفتاء حول مصير جنوب السودان الذي ينجز ما نص عليه اتفاق السلام الشامل والذي وضع حدا لاكثر من عقدين من حرب اهلية بين شمال وجنوب السودان اسفرت عن سقوط مليوني قتيل بين عامي 1983 و2005. وتأمل الاطراف الدولية ان تتم عملية الاستفتاء وسط ظروف عادلة وحرة وشفافة وسليمة وان تلتزم الاطراف المعنية بالسلام في السودان باتفاقية السلام الشامل . فقد اعربت الصين عن املها ان يتم الاستفتاء في ظروف عادلة وحرة وشفافة وسلمية وان تلتزم كافة الاطراف المعنية السلام واستقرار السودان"، بحسب الناطق باسم خارجيتها هونغ لي . ومن المقرر ان ترسل الصين التي تقيم علاقات متميزة مع السودان بعثة مراقبة انتخابية لمراقبة عملية الاستفتاء في السودان الذي يستوعب اكبر الاستثمارات الصينية في افريقيا ، والذي يعد ثالث شريك تجاري للصين في قارة افريقيا . بينما يصل وفدا اميركيا رفيع المستوى برئاسة وزيرة الخارجية الاميركية هيلارى كلينتون يوم السبت المقبل الى السودان، لمتابعة عملية الاستفتاء الذي ستبدأ يوم الاحد المقبل . وبحسب مصادر مطلعة في الخرطوم فان الوفد الامريكي يضم وزير الخارجية الاميركي السابق كولن باول اضافة الى المبعوث الاميركى الخاص السابق جون بافلث. ويسبق زيارة الوفد الامريكي هذه زيارة للمبعوث الاميركى سكوت جريشن للتحضير للزيارة. ومن المتوقع ان يصل الى السودان ايضا مراقبون اميركيون واوربيون وافارقة وعرب، لمراقبة سير عملية الاسفتاء التي قد يؤدي الى تقسيم اكبر بلد في القارة الافريقية . سبأ وكالات