في تغطيتها للاحداث الاخيرة الجارية في اليمن تحرص قناة العربية الاخبارية على عنونة احداثها تحت هذا الاسم " معركة بيت الاحمر" ,, ولا نعرف على اي اعتبارات قدمت للمشاهد الاحداث تحت هذا العنوان. - صحيح ان احد أطراف المعركة يعود " قبلياً" إلى بيت الاحمر ، لكن الطرف الاخر هو الأمن والجيش اليمني وحتى الحرس الجمهوري ،، وهم بمناطقهم وقبائلهم يعودون إلى مختلف مناطق وقبائل اليمن ..اجتمعت تحت مسمى نظامي قانوني ، ودخل المعركة بدون دوافع لخوض حرب هدفها الانتصار للقبيلة. - ما يفرق بين طرفي الاحتراب في اليمن الآن هو أن طرفا يملك دوافع قانونية ودستورية ، بل هي من وحي واجبه المكلف به دستوريا وقانونيا ، التي أهمها حماية البلاد والحفاظ على الثورة ومكاسبها. - احد اهداف ثورة سبتمبر الخالد ، وبلا شك ان تحت هذه المسئولية تندرج حماية المباني والمقرات التي تمثل سيادة للدولة والممتلكات العامة والخاصة واستتباب الأمن والاستقرار والوقوف بحزم امام القوى التي تحمل السلاح في وجه الدولة والمواطن. - كما ان من مهام مؤسستي الجيش والامن الانتصار لشرعية الدستور والقوانين المنظمة للحياة السياسية والاجتماعية وعدم تجاوزها ، وما جرى ويجري تحت هذه الأطر التي تجسد حماية البلاد ومكاسبها. - ان الاختلاف السياسي لا يبرر لأي قوة أو جماعة أو كيان قبلي أو سياسي في اليمن ان يستعرض عضلاته ممعنا في تجاوزه مبديا وجهه الخفي باحتلال أو تدمير أو قتل ، بالسطو على مبان وتحويلها إلى ثكنات عسكرية من خلالها يسفك الدم ويزرع الفوضى والرعب في الوطن. - وعودة إلى العنوان الباهت والمنقوص لقناة العربية اقول ان التسويق لهكذا عناوين في محاولة لحصر الاسباب والاهداف والاطراف المتعاركة واختزالها في طرفين قبليين هي محاولة يائسة للانتقاص من الدولة اليمنية ومؤسستيها العسكرية والامنية. - كما ان فيها تمييع للحقائق التي ظل مركز القرار يداريها عقودا ويجيرها إلى المستقبل تحت اعتبارات قد يكون اهمها الحفاظ على السلم الاجتماعي وعدم اراقة الدم ، بينما نحن اليوم في أمس الحاجة إلى كشف كل المنغصات والمطبات التي واجهت الطموح الشعبي العارم في ارساء دعائم صلبة للدولة اليمنية الحديثة الخالية من تأثير القوى والجماعات القبلية المسلحة ، الدولة الخاضعة لخيارات الشعب ، كل الشعب.