عزيز محمد - بلغت معركة"الحسم العسكري" التي أطلقها الرئيس عبدربه منصور هادي القائد الأعلى للقوات المسلحة في 12 من مايو الماضي لاستعاد كل أبين جنوبي اليمن من قبضة القاعدة وذراعها المحلي المسمى"أنصار الشريعة" ، هدفها مع انتصار الجيش وإسناد اللجان الشعبية المتوج أمس الجمعة بتطهير مدينة شقرة الساحلية أخر معاقلها بالمحافظة. انتصار تجاوز من خلاله الرئيس هادي ، حملة أراجيف المشككين والمثبطين وحلفاء تلك الجماعة الأصولية من الانقلابيين المستثمرين للأحداث بمسعى إسقاط الدولة وتفكيك الجيش وتوسيع رقعة انقسامه ، بالتزامن مع مساعي إفشال العملية السياسية وفقا للتسوية الخليجية التي تترنح من ضربات المعارضين ومكر بعض الموقعين من منتجي الأزمات وتفريخ التطرف وإشعال الحروب. وبما مثله انتصار القوات المسلحة والامن في أبين من إعادة تلاحم الجيش البنيوي والشعبي الذي تصدع بفعل تداعيات الازمة التي عصفت باليمن منذ مطلع العام الماضي، مثل ضربة قاصمة لقوى التطرف والإرهاب من تنظيم القاعدة وحلفائها لتسقط وبشكل مدوي إمارتها المعلنة في أبين منذ سيطرتها على عديد من مدنها ومناطقها في مايو 2011. وبقدر ما أتبت الرئيس هادي موقعه على رأس الدولة المتهالكة اقتصاديا وسياسيا-وبعيداً عن تعثرات العملية السياسية التي تراوح مكانها-أثبت عزيمة وتصميم رجل دولة وقائد عسكري محنك على حسم هذا الملف الذي شرد نحو 200 ألف شخص من مساكنهم لاكثر من عام وأرهق الدولة ومثل منعطفا- أما لفرض هيبتها او سقوطها - ماضيا في تحقيق مكاسب على الأرض ضد جماعة الإرهاب التي سفكت دماء المئات من المدنين والعسكريين ، معززا الثقة في قدرة المؤسسة الدفاعية وفق خطط حديثة في إنجاز مهامها بكل كفاءة واقتدار في الحفاظ على أمن الوطن واستقراره ووحدته. وشكل التكتيك الذي اعتمد نهج التخطيط العسكري والعلمي الدقيق والمحكم والإشراف المباشر من رئيس الجمهورية الفريق الركن عبد ربه منصور هادي –القائد الاعلى للقوات المسلحة -وتعاون المواطنين الشرفاء من أبناء محافظات أبين ولحج وعدن الأوفياء، عنوان النصر النوعي للجيش وبتشكيلاته العديدة وبتتبع خارجي عن كثب في حملته الأخيرة بتطهير كل محافظة ابين واستعادتها التي توجت أمس الجمعة في مدينة شقرة الساحلية اخر معاقل القاعدة في أبين بعد ما يزيد عن شهر من انطلاق معركة الحسم. فرحة سادت اليمن بكل أرجائه للملحمة التي سطرها الجيش وانجازه الذي اشترك فيه توليفة من الأبطال في القوات المسلحة والأمن وبتعاون أبناء أبين وعدن ولحج الشرفاء ، وضربة موجعة لأعداء الحياة ومراكز قياداتها التي ظهرت غير مستوعبة للصدمة نظرا لما قادته الحملة بانتصاراتها من تفكيك لطلاسم التوليفة الجديدة للتنظيم تحت مسمى"أنصار الشريعة".. هي هزيمة قاسية لم يشهدها التنظيم الإرهابي وحلفائه من سابق ، هي رسالة عنونها رجال الجيش مجد الأوطان وشرف الانتماء ، على أن مرحلة جديدة لا زالت ضد بقايا العناصر المتسربة من أبين لبعض المحافظات المجاورة ، وأيضا خلاياها النائمة. تحرير أبين المتوج بالانتصار على آخر معاقل القاعدة في المحافظة المنكوب أهلها منذ ما يزيد عن عام ..كما يمثل مدخلا ومنعطفا بارزا في استعادة الرئيس هادي للدولة وهيبتها واعادة الثقة بالمؤسسة الدفاعية، فانه يمثل نقطة ارتكاز لتوفير المناخات الملائمة لإطلاق الحوار الوطني وفقاً للمبادرة الخليجية وآلياتها ، ومرحلة جديدة في مساعيه استعادة الاستقرار في كل ربوع اليمن الذي تخنقه أزمة اقتصادية باتت تهدد حاضره ومستقبله.. وقبل وأثناء ذلك تفرض موجبات مرحلة ثانية في محافظة أبين المحررة ، عنوانها مضاعفة الجهود لاستتباب الأمن والاستقرار وإعادة بناء ما دمرته عناصر الإرهاب ، وإعادة الحياة إلى طبيعتها بتمكين المواطنين من العودة إلى مناطقهم ومساكنهم في بيئة مناسبة ,وذلك باستشعار الجهات المعنية في الحكومة والمكاتب التنفيذية لمسئوليتها في سرعة إزالة الألغام التي خلفها فلول الإرهاب ، وإعادة الخدمات للمواطنين حتى يكون الانتصار كاملا ومؤزرا وإنهاء ما عانته آلاف الأسر لأكثر من عام وهي مشردة ونازحة خارج منازلها في محافظتي عدن ولحج.