وصل رئيس جنوب افريقيا جاكوب زوما الى طرابلس لاجراء محادثات مع الزعيم الليبي معمر القذافي لمحاولة ايجاد حل دبلوماسي للصراع في ليبيا. وقال متحدث باسم زوما ان ضمن الاهداف الرئيسية للزيارة ضمان التوصل الى وقف لاطلاق النار، وايصال المساعدات الانسانية للمناطق التي تحولت الى بؤر للصراع. وكان مقترح لوقف النار، توسط فيه الاتحاد الافريقي الشهر الماضي، قد رفض من المعارضة وحلف الناتو، لانه لم يطالب بتنحي القذافي. واستبعد مستشارون للقذافي، في تصريحات ل بي بي سي، مسألة تنحيه. وتأتي زيارة زوما الإثنين في اطار جهود الاتحاد الإفريقي لإقناع ليبيا بانتهاج الإصلاح السياسي لحل الأزمة، كما قالت المتحدثة باسم الاتحاد زيزي كودوا. وقال مصدر في مكتب زوما، امتنع عن ذكر اسمه،، إن "الغرض من الزيارة البحث عن استراتيجية لخروج للقذافي". وأقر أحد مستشاري القذافي بأن زيارة زوما قد تكون الفرصة الأخيرة امامهم للتوصل إلى حل دبلوماسي، لكنه أصر على أنه "لا احتمال هناك بتنحي الأخ العقيد"، كما تطالبه الناتو والمعارضة. وكان الامين العام للناتو اندرس فوغ راسموسن قد ذكر قبل ذلك الاثنين ان الحملة العسكرية للحلف في ليبيا تحقق اهدافها، وان ايام القذافي باتت معدودة. واوضح راسموسن، في كلمة امام مؤتمر للحلف يعقد في مدينة فارنا البلغارية، ان "عمليتنا في ليبيا تحقق اهدافها، ونحن بالفعل قلصنا بقوة من قدرة القذافي على ايذاء وقتل شعبه". واضاف ان "عهد الرعب الذي يمارسه القذافي قد وصل الى نهايته، وبات معزولا على نحو متزايد داخل بلده وفي الخارج، وحتى اولئك القريبون منه بدأوا في الابتعاد والانشقاق والتخلي عنه". من جانب آخر قالت وكالة الانباء الليبية الحكومية الاثنين ان قصف طائرات الناتو لمدينة زلتان، الى الغرب من مدينة مصراته التي تسيطر عليها المعارضة، اسفر عن مقتل 11 شخصا، واصابة عدد آخر لم تحدده الوكالة. واضافت الوكالة ان اهدافا مدنية وعسكرية استهدفت في قصف منطقة وادي قعم في زلتان الاثنين. وترفض قوات المعارضة التفاوض معه ما لم يتنحى عن حكم البلاد. وقد ندد حزب "المؤتمر الإفريقي الوطني" الذي يرأسه زوما بقصف الناتو لليبيا. وتتصاعد الضغوط الدولية على القذافي حيث دعت قمة الدول الصناعية الثمانية الجمعة لترحيله كما دعا الرئيس الروسي ديميتري ميدفيديف السبت أنه لم يعد للقذافي الحق في البقاء في ليبيا. وهناك تأييد للتحالف ضد القذافي في شوارع العاصمة الليبية طرابلس حتى مع اشتداد صعوبة الحياة هناك، كما أن أزمة الوقود مستحكمة بحيث ينتظم المواطنون في طوابير لمدة 5 أيام كي يحصلوا على نصيبهم منه. ووفقا لأحد سكان العاصمة من المعارضين للقذافي "لا أحد يرغب في أن يتعرض للقصف، ونحن نريد من الناتو التخلص منه"، غير أن المعارضين في طرابلس يخشون الاحتجاج علانية.