خلفت الاعتداءات المتكررة التي تشنها العناصر القبلية المسلحة في حي الحصبة والأحياء المجاورة على مدى الأيام القليلة الماضية كارثة إنسانية كبيرة في أوساط السكان المدنيين. ونزحت نسبة كبيرة من السكان هناك إلى مناطقهم في محافظات يمنية أخرى. وشكا سكان بعيدون إلى حد ما من مكان المعارك عن وصول طلقات نارية إلى منازلهم. وبحسب موقع المصدر ، قتل بائع قات في سوق الرقاص برصاصة طائشة اخترقت جسده. وفارق الحياة بعدما أسعف إلى المستشفى ، فيما عثرت أمراة على ثلاثة عيارات نارية في غرفة طفلتيها اللتين لا يتجاوز عمر أكبرهما الست سنوات. ونقلت جريدة الخليج عن أحمد عبدالرحمن الذي يقطن منزلاً بالايجار في عمارة سكنية مجاورة لمحيط منزل الأحمر قوله "لقد اخترقت الرصاصات نافذة الغرفة لتصطدم في الجدار المقابل وتسقط على الأرضية، وحين أتصور أن إحدى هذه الرصاصات أو كلها كان يمكن أن لا تصطدم بالجدار، بل بجسد إحدى ابنتي أو كلتيهما افقد قدرتي على كظم غيظي". وأضاف "أين أذهب بأولادي وزوجتي والخرج من صنعاء أصبح مجازفة كالبقاء داخلها". الحاجة آمنة، مسنة في الستينات، كانت على موعد مساء الأحد المنصرم مع المصير الأسوأ، رصاصة طائشة انطلقت من بندقية أحد المقاتلين في معارك الحصبة الضارية لتعبر الأجواء باتجاه تجمع سكني مجاور لمستشفى "كزم" التخصصي وتستقر في رأس المرأة المسنة التي كانت للتو قد فرغت من أداء صلاة الوتر . وروى النجل الأكبر للعجوز المغدورة حامد المطري ل"الخليج" ملابسات مصرع والدته المسنة بالقول "لم أرها طوال النهار لأنني كنت خارج المنزل، وحين عدت في وقت متأخر بعد منتصف الليل لمحت ضوءاً في غرفتها فأحببت أن أمسي عليها وأقبل يديها ورأسها كما تعودت كل ليلة قبل دخولي إلى غرفتي للنوم بين أطفالي، وحين فتحت الباب وجدتها مكومة على الأرض فسارعت إلى احتضانها ورفعها إلى السرير المقابل لأصدم بوجود دماء غزيرة تغطي مقرمتها (رباط نسائي للرأس)، وحين أزحت "المقرمة" تسمر جسمي وأنا أرى ثقباً في الجانب الأيمن من رأس أمي والدماء تتدفق منه، حتى الدموع جفت في عيني، ولم استطع حتى أن اصرخ ليهرع إلى الغرفة أشقائي وزوجتي، فقط أغمضت عيني وأنا في حالة صدمة، لقد قتلت أمي رصاصة طائشة، ولا يهمني من أطلقها فغريماي الرئيسيان هما صادق الأحمر وعلي عبدالله صالح" . رصاصة طائشة أخرى أخطأت وجهتها لتستقر في رأس "عنزة" تملكها الحاجة فاطمة النهمي (60 عاماً)، التي تقطن وعنزتها المغدورة منزلاً متهالكاً في حي مسجد النصر بمنطقة "الحصبة" . ووسط تلك الاعتداءات الهمجية التي تشنها العناصر القبلية يزداد القلق الشعبي من استمرار وتيرة القتال واثره على كافة نواحي الحياة في اليمن.