اصيب أكثر من ألف شخص عندما أطلقت قوات الامن الغاز المسيل للدموع في ميدان التحرير بوسط القاهرة امس على مئات المحتجين معظمهم شبان رشقوها بالحجارة وطالبوا بتسريع محاكمة مسؤولين كبار سابقين بعدما فرقت قوات الامن بعنف تجمعا لأسر اكثر من 840 شخصا قتلوا خلال انتفاضة 25 يناير الشعبية التي اطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك، احياء لذكرى الضحايا، وامنت وحدات من الجيش مقر وزارة الداخلية بوسط القاهرة بعدما تجمع بعض المحتجين قربها مطالبين باستقالة الوزير بعدما وصفوا في بيان بأنهم «بلطجية»، ودعت بعض جماعات الثوار إلى بدء اعتصام مفتوح في الميدان للضغط من أجل تنفيذ بقية أهداف الثورة. وفيما أعلنت وزارة الصحة اصابة 1036 شخصا افاد مسؤول امني ان المواجهات اندلعت مساء الثلاثاء حين اقتحمت مجموعة من الاشخاص مبنى كان يقام فيه احتفال في ذكرى الشهداء الذين سقطوا خلال ثورة 25 ينايرا التي ادت الى الاطاحة بمبارك. ثم اتسعت المواجهات نحو محيط مبنى التلفزيون الرسمي في وسط القاهرة ثم نحو ميدان التحرير المجاور. لكن ناشطين حقوقيين اتهموا الشرطة بمهاجمة افراد عائلات شهداء الانتفاضة الشعبية بعدما ارادوا المشاركة في احياء ذكراهم. وقال شهود ان شبانا نزلوا من حافلات مزودين سكاكين وعصيا، متهمين «بلطجية» النظام السابق بزرع الفوضى. وقالت وكالة أنباء الشرق الاوسط ان 41 شرطيا ومدنيين اثنين على الاقل اصيبوا. وقالت وزارة الداخلية انها ألقت القبض على 7 كانوا ضمن مجموعة حاولت اقتحام الحفل وأثارت الشغب، على حد قولها. وهذه هي أول أعمال عنف تقع منذ أسابيع في ميدان التحرير المسرح الرئيسي للانتفاضة التي أطاحت بمبارك. ومنعت الشرطة المزودة بعتاد لمكافحة الشغب ودروع المحتجين من السير في اتجاه وزارة الداخلية. وعند الفجر انسحبت عشرات من الشاحنات التابعة للشرطة التي كانت مصطفة قرب ميدان التحرير. واستمر فرض طوق أمني حول وزارة الداخلية. وكان شبان رشقوا الشرطة بالقرب من وزارة الداخلية بالحجارة أثناء توجه الموظفين الى أعمالهم. وأطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع. وقال بعض المصريين العاديين ان أولئك المشاركين مصممون على محاربة الشرطة ولا يريدون مجرد الاحتجاج. وقال نشطاء سياسيون ساعدوا على تنظيم احتجاجات أخرى في التحرير في الاونة الاخيرة ان المشاهد الغاضبة أمس الاول وفي ساعة مبكرة من صباح امس لم تكن في اطار أي احتجاجات مقررة. وتناثرت في الشوارع الحجارة وقطع الطوب. وكان دخان أسود ينبعث من سيارة أشعلت فيها النيران قرب ميدان التحرير. واتهم احد المتظاهرين يحمل عبوة غاز مسيل للدموع السلطات المصرية باستخدام ذخيرة مصنوعة في اسرائيل. وقال المتظاهرون انهم احتجوا على اعتداء الشرطة على أسر الشهداء فجر امس، وهو ما يتنافى مع البيان الصادر عن وزارة الداخلية الذي وصفهم بالبلطجية. ونجح عدد من النشطاء السياسيين في إقناع أعداد من المحتجين أمام الوزارة بالابتعاد والاكتفاء بالتواجد في الميدان. وردد المتجمعون هتافات مطالبة بإقالة وزير الداخلية منصور العيسوي ورئيس الوزراء عصام شرف ورئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة المشير حسين طنطاوي. وبعد الاشتباكات، وصلت وحدات من الجيش المصري ظهرا لمقر وزارة الداخلية لتتولى تأمين المبنى وصرف المحتجين المتواجدين بالقرب منها. وبدأت القوات المسلحة في إبعاد المحتجين عن الوزارة وتسلمت حماية المبنى من الخارج من قوات الشرطة. وبعد ساعات من اندلاع المواجهات، أعلنت كتل معارضة نيتها الدخول في اعتصام اعتبارا من امس وحتى يوم الجمعة المقبل الثامن من تموز الذي كانوا يعتزمون تنظيم مظاهرة مليونية فيه. وقال المجلس الاعلى للقوات المسلحة على صفحته على موقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي ان الاحداث «لا مبرر لها الا زعزعة أمن واستقرار مصر وفق خطة مدروسة ومنظمة يتم فيها استغلال دم شهداء الثورة بغرض احداث الوقيعة بين الثوار والمؤسسة الامنية في مصر لتحقيق هذه الاهداف». وردد بعض المحتجين هتاف «الشعب يريد اسقاط النظام». كما رددوا هتاف «الشعب يريد اسقاط المشير»، في اشارة الى المشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس الاعلى للقوات المسلحة الذي يدير شؤون مصر الان. كما وهتفوا «ضحكوا علينا وقالوا تغيير.. شالوا مبارك حطوا مشير». و»مش هنمشي هو يمشي»، وهو الهتاف الذي ردده المعتصمون في الميدان ضد مبارك الى أن أعلن تخليه عن منصبه. وأعلنت وكالة أنباء الشرق الأوسط اعتقال بريطاني وأميركي خلال التظاهرات. التاريخ : 30-06-2011