تابع الجمهور العربي سلسلة مباريات بطولة كوبا أميركا لكرة القدم بغصة وألم بعد موت البطل البرازيلي "حامل اللقب" وسقوط العملاق الأرجنتيني "المضيف" في حلقات مبكرة لتستمر الأحداث حتى المشهد الأخير المقرر الأحد بين الجاراتين الأوروغواي والباراغواي. وسارت البطولة بعكس توقعات الفنيين وعشاق الساحرة المستديرة لأنهم عولوا الكثير على راقصي السامبا والتانغو للصعود إلى مسرح المباراة النهائية لكنهم صدموا بواقع جديد ومنتخبات لا تخشى أحفاد بيليه وأبناء مارادونا وانتزعت النجومية منهم عن جدارة واستحقاق.
النجم الأسطوري منتخب الأوروغواي تسلح بنجمه الأسطوري دييغو فورلان الذي كان في الميدان قائداً وملهماً وقدوة لزملاءه باللعب من أجل شعار الأوروغواي وليس للمصالح الشخصية كما فعل البرازيليون نيمار وروبينيو ولوسيو، ما ساهم في تأهل مستحق للأوروغواي إلى النهائي لا سيما أنه طرد أصحاب الأرض من المنافسة. أما باراغواي فقد عذبت البرازيل في دور الثمانية وفتحت الستار أمام كشافي الكرة الأوروبيين من أجل الإلتفات للاعبيها والتعاقد معهم في أفضل الدوريات العجوز واستنساخ تجارب احترافية ضخمة على شاكلة ابن جلدتها سنتا كروز الذي كانت كوبا أميركا مهد نجوميته وانتقاله للعب في الدوري الألماني لمصلحة بايرن ميونيخ.
كسر القاعدة وكسر المنتخبان "المجتهدان" قاعدة "النهائي= برازيلي + أرجنتيني"، واستبدلاها بنظرية جديدة تقول: "لا ميسي ولا نيمار" فالمجد القاري لعام 2011 يصيغه فورلان وسواريز من الأوروغواي وأنتولين الكاراز ولوكاس باريوس من الباراغواي فهم من أبدع وتألق ولعب بجدية وخدم بلاده وأفرح شعبه وهم من يستحق اللقب بالفعل. هناك من يقول إن كوبا أميركا لا طعم لها دون البرازيل والأرجنتين ولكن الأخيرين المدججين بالنجوم لم يقنعا الجمهور وخرجا بخفي حنين وسط صافرات استهجان شملت ميسي ونيمار وبقية اللاعبين فضلاً عن وابل من الانتقادات للمدربين الأرجنتيني سيرجيو بابتيستا والبرازيلي مانو مينيزيس اللذان يتصدران قائمة المسؤولين عن الخروج المبكر من البطولة.
شموس تسطع وحل بدلاً من الكبيرين جارين لدودين أيضاً لا يقلان شأناً عن السامبا والتانغو، فشمس الأوروغواي سطعت بقوة ولا ننسى أنها رابعة مونديال جنوب أفريقيا 2010 فيما بلغت الباراغواي دور الثمانية في النهائيات العالمية نفسها ما يعني أن الكرة تتدحرج خلف المنطق وليس العاطفة وسيكون لكلا المنتخبين شأن عظيم في المستقبل القريب. وما فشل فيه ميسي يسعى إليه عمالقة بقامة فورلان وسواريز، كما لا يمكن لميسي وحده الفوز بكوبا أميركا؟ ولا ننسى نيمار ابن ال19 ربيعاً الذي طالبته الصحافة البرازيلية قبل الجماهير بتحقيق اللقب رغم صغر سنه وعدم نضوجه بالشكل المطلوب حتى أنهم قارنوه بميسي وكريستيانو رونالدو وقالوا عنه خليفة بيليه لمجرد أن كليهما لعب لنادي سانتوس! كوبا أميركا لم تعرف كبيراً ولم تعتمد على الأسماء بل رجحت كفة من يعطي الكرة ويبذل حبات عرق للحصول على مبتغاه.. فوداعاً ميسي ونيمار إلى نسخة جديدة من كوبا أميركا! من محمد الحتو Eurosport