شهدت العاصمة اليمنية صنعاء تظاهرات لأنصار الحزب الحاكم وأحزاب المعارضة تعد هي الأكبر من نوعها التي تشهدها العاصمة منذ بدء رهانات تحريك الشارع، حيث استعرض فيها كل طرف قوة نفوذه في الساحة الشعبية. مظاهرة الحاكم فقد شهد ميدان التحرير والشوارع والأحياء المحيطة به عقب صلاة الجمعة اليوم مهرجانا جماهيريا حاشداً، أعقبه مسيرة مليونية عبر خلالها المشاركون عن تأييدهم ومباركتهم لمبادرة الرئيس علي عبد الله صالح وتأييدهم لتجديد لدعوة الحوار، ورفضهم القاطع لأعمال الفوضى والعنف والتخريب، مشددين على ضرورة تعزيز الاصطفاف الوطني للحفاظ على الأمن والاستقرار والسكينة العامة وحماية الثوابت الوطنية. وأغرق المتظاهرون الساحات والشوارع بالأعلام الوطنية وصور رئيس الجمهورية والشعارات الداعية للأمن والسلام ورفض الفتنة والفوضى والتخريب والمناطقية والمذهبية، والتمسك بالانتخابات كخيار دستوري لتدوال السلطة. كما جابوا الشوارع بسياراتهم في كرنفال لم تشهد له صنعاء مثيلاً. وفي الساحة المواجهة لجامعة صنعاء حشدت أحزاب المعارضة مئات آلاف المتظاهرين الذين أغلقت حشودهم جميع منافذ الطرق، ورفعوا شعارات مناهضة للنظام وتطالب برحيله، ورددوا الهتافات والأهازيج المنددة بالسلطة والفساد والتوريث، معلنين رفضهم لجنة الحوار التي تم تشكيلها مساء أمس برئاسة الدكتور علي مجور- رئيس مجلس الوزراء- وعضوية أربعة وزراء آخرين. كما قال المتظاهرون أن هذه الجمعة هي الأخيرة أمام النظام، وأن الجمعة القادمة هي جمعة الرحيل-0 على حد تعبير الناشطة توكل كرمان التي قادت هتافات المتظاهرين. وعلى صعيد متصل، قامت الأجهزة الأمنية المكلفة بحماية التظاهرات المناصرة للرئيس صالح بالاعتداء بالضرب على مراسل "نبأ نيوز" الزميل ياسر العبادي، ومصادرة الكاميرا التي كان يصور بها التظاهرة، وكذلك سحب بطاقته.. وهذه هي المرة الثانية التي يتم فيها منع مراسلي "نبأ نيوز" من تغطية فعاليات الحزب الحاكم المناصرة لمبادرة الرئيس صالح. هذا وكانت عدة محافظات يمنية قد شهدت هذا اليوم تظاهرات معارضة، بينها محافظات عدن وأبين ولحج والضالع وذمار وإب وصعدة.