شهدت اليمن ظهر اليوم الجمعة ماراثوناً محموماً من التظاهرات الحاشدة التي اكتضت بمئات آلاف المشاركين من مؤيدي النظام والمطالبين برحيله، والذين تسابقوا على ساحات وشوارع المدن لأداء صلاة الجمعة فيها، فيما رافقتها في عدن مراسيم تشييع لعدد من ضحايا الاشتباكات المسلحة التي تخللت تظاهرات الأيام القليلة الماضية. العاصمة صنعاء شهدت ماراثون كبير جداً بين متظاهري ساحة التغيير المواجهة لجامعة صنعاء الداعين لرحيل النظام والمنددين بالفساد، وغالبيتهم العظمى من عناصر أحزاب اللقاء المشترك "المعارضة".. وبين متظاهري ميدان التحرير الهاتفين لبقاء الرئيس وتأييد مبادرته السياسية، والتنديد بالفوضى والدعوات الانفصالية والاستقواء بالخارج.. وقد أدى كلا الفريقين صلاة الجمعة في محل اعتصامه، وتناولت خطبته للجمعة ذات مضامين شعاراته السياسية. أما محافظة تعز فقد شهدت التظاهرة الأكبر للمعارضة والتي احتشد لها ما يناهز المليون متظاهر وقد امتلأت الساحة عن بكرة أبيها بالمتظاهرين وأغرقت الشوارع المحيطة بها وصولا إلى صالة الهريش وشارع مستشفى الثورة العام وفندق سنان وشارع الضبوعة, هاتفين برفض الحوار أيا كان نوعه أو مصدره, ومتمسكين بمبدأ واحد وهو (اعتصام اعتصام حتى رحيل النظام). وجدد المتظاهرون التأكيد على أن الثورة الشعبية المطالبة برحيل النظام هي ثورة الشباب وليس من حق تكتل أو حزب أو جماعة أو فرد التحدث مع السلطة بأسمائهم, فهم أصحاب الثورة وهم المعنيون قبل غيرهم بمصيرها.. وستوافيكم "نبأ نيوز" بتقرير مفصل عن تظاهرة تعز في خبر لاحق. كما شهدت مدينة عدن خروج تظاهرات حاشدة شارك فيها عشرات آلاف المتظاهرين الذين شيعوا جثامين اثنين من قتلى المواجهات المسلحة في المعلا والمنصورة.. غير أن المتظاهرين هتفوا إلى جانب إسقاط النظام ل"استقلال الجنوب" و"التحرر من الاحتلال الشمالي".. وقد برز في هذه التظاهرات على نحو ملفت شعار (لا وحدة ولا تغيير.. ثورتنا ثورة تحرير).. حيث تنامت الدعوات الانفصالية على نحو كبير في الأيام القليلة الماضية. وقد شهدت مدن لحج والضالع وشبوة والمكلا والحديدة والبيضاء وذمار وعمران تظاهرات مماثلة شارك فيها عشرات آلاف المتظاهرين، بعضها مناهض للنظام ويطالب برحيله وبعضها الآخر مناصر للنظام ويطالب ببقائه ويؤيد مبادراته الحوارية. جمعة صاخبة، لم تشهد شوارع اليمن ماراثوناً تظاهرياً مثيل ما شهدته هذه الجمعة التي لم يمنحها المعارضون عنواناً كما جرت عليه العادة.. وبتزايد المتظاهرين يتزايد القلق في كل أرجاء اليمن، وكل يترقب بخوف شديد لحظة اشتعال شرارة الفتنة بين الفريقين في ظل مزايدات كواليس السياسة التي لم يعد أحد يعرف صدقها من كذبها.. فالكل يتهم الكل، ويحمله المسئولية، وكل الشعب صار يدفع ثمن مغامرات ديمقراطية طائشة، تحركها الفضائيات وبيانات البيض الابيض!!