شهدت مدينة تعز ظهر اليوم الجمعة كبرى تظاهراتها الشعبية التي احتشد لها مئات آلاف المتظاهرين من أنصار الحزب الحاكم تحت مسمى (جمعة السلام) وأنصار المعارضة تحت مسمى (جمعة الغضب)، وأقام الفريقان خطبة وصلاة الجمعة في الخلاء وكل رافع شعاراته ويهتف لقضيته. مسيرة كبرى للحزب الحاكم تقدم صفوفها حمود الصوفي محافظ تعز وكبار قيادات المؤتمر، أعلن فيها المتظاهرون تأييدهم لمبادرة الرئيس علي عبدالله صالح للحوار والإصلاحات السياسية وأعلنت الجماهير وقوفها إلى جانب الأمن والاستقرار ورفضها لكل محاولات الفوضى والتخريب وإثارة الفتنة... (التفاصيل في تقرير لاحق).. وعلى الجانب الآخر، وبكل لهجات اليمن.. هتف نحو 200 الف متظاهر بمدينة تعز بالرحيل للسلطة في يوم أطلق عليه يوم (جمعة الغضب), وحملت لافتة عملاقة اعتلت المتظاهرين في ساحة الحرية بشارع الهريش عبارة (بكل لغات العالم.. بكل لهجات اليمن.. بوك.. امشي.. اسرح.. اخطا.. اضوي.. ولي), فيما حث خطيب الساحة جموع المتظاهرين بالصمود والصبر في وجه من اسماه بالطغيان حتى تتحقق مطالب الشباب وتنتصر من وصفها بالثورة البيضاء في اليمن لتكون الثورة الثالثة بعد ثورتي مصر وتونس. وفي حين توافد المتظاهرون من كل حدب وصوب في المدينة وأرجائها أفادت معلومات عن منع الآلاف القادمين من المديريات الريفية من دخول المدينة للمشاركة في التظاهرة التي انضم إليها بعد نحو أسبوع العديد من النخب المثقفة والفكرية في المحافظة علاوة على مشاركة النساء أطفال والشيوخ. وتحول مشهد التظاهرة بعد الفراغ من صلاة الجمعة وصلاة الغائب على أرواح شهداء عدن وصنعاء الذي سقطوا في مظاهرات اليومين الماضيين الى كتلة بشرية ضخمة تشابه تلك التي شاهدها العالم بعد نحو عشرة أيام من انطلاق الثورة المصرية التي أطاحت بنظام مبارك. هذا وقد جابت تظاهرات جمعة الغضب بتعز شوارع المدينة بعد صلاة الجمعة بنحو ساعة مرددة هتافات تحاكي هتافات الثورة المصرية بفارق استخدامها لمفردات اللهجة المحلية من قبيل (هي الرئاسة بالصميل) وهي عبارة مستلهمة من لافتة مصرية كتب عليها خلال الثورة المصرية (هي الرئاسة بالعافية ), في حين استمر الآلاف في شارع الهريش مرابطين لحين عودة المتظاهرين من منازلهم عند الساعة الخامسة عصرا كما جرت العادة يوميا حيث تشهد الساحة التي اطلق عليها ساحة الحرية مظاهرات ليليلة بالالاف حتى قبيل الفجر. ولم تسجل في تظاهرات اليوم الحاشدة أي احتكاك سواء بين موالين ومعارضين للسلطة من جهة أو متظاهرين وأجهزة الأمن التي لوح بعض أفرادها الى المتظاهرين بالأيدي عند مرورهم في بعض شوارع المدينة.