طرد الشباب المتظاهرون في ساحة الحرية بمدينة تعز اللجنة البرلمانية المشتركة من الحاكم والمعارضة القادمة من العاصمة صنعاء لتهدئة التظاهرات المطالبة برحيل النظام والتي تدخل يومها التاسع على التوالي, فيما انسحبت اللجنة صاغرة بهدوء وسط أصوات المتظاهرين الذين قدموا يوم أمس من كافة أرياف المحافظة وبعض المحافظات المجاورة لها كمحافظات عدنولحج, مرددين هتافات.. بكل لهجات اليمن (امشي.. اسرح.. اخطا.. اضوي.. ولي.. بوك) يعني قولوا له (ارحل).. (هي الرئاسة بالصميل). عشرة أيام اكتسب المتظاهرون خلالها خبرة في التنظيم وإدارة شئونهم حيث قاموا بتشكيل لجانا مختلفة من بينهم مثل لجان للحراسة ولجان أخرى لحماية الساحة التي تم إغلاق كافة المنافذ المؤدية لها بعد مقتل متظاهرين ونحو 87 جريحا يوم أمس الجمعة نقلوا الى مستشفيات الثورة والحكمة والصفوة والروضة. الثورة البيضاءاليمنية التي ستلحق بثورتي مصر وتونس- حسب المتظاهرين- كانت كافية لان تحشد في (جمعة البداية ) نحو 300 الف متظاهر من الرجال والنساء بمختلف أعمارهم وشرائحهم الاجتماعية والثقافية, لكن سامي الذي انضم إلى التظاهرات مؤخرا من لحج ومعه زميله صادق من عدن وفهمي من الضالع وصادق من شرعب وعصام من مقبنة يؤكدون إن الثورة بدأت أمس يوم إن ألقى بلاطجة بقنبلة وسط المظاهرة السلمية مخلفة قتيلين و87 مصابا. أما (أم احمد) التي خطبت في المتظاهرين فتدعوا الشباب إلى الصمود في وجه ما وصفته بالطغيان الحاكم, وقالت:- على صالح يدفع بكم إلى محرقة في صعدة بلا هدف ويكفيكم شرفا إن تموتون في سبيل حريتكم ومستقبلكم, يعزز رايها – حمود الشرعبي – 60 عاما – فيقول مخاطبا المتظاهرين:- ايها الشباب هذه هي الثورة الحقيقية اما الامام فكان معه بندق فرنصاوي , فيما حث خطيب جمعة الغضب المتظاهرين على لصمود والصبر حتى تتحقق المطالب وتنتصر من وصفها بالثورة البيضاء . لم يختلف المشهد في ساحة الحرية بشارع الهريش بتعز كثيرا عن مشهد ميدان التحرير في القاهرة.. وبدا محاكيا تماما له في الاسلوب وحتى في دعاء الصلاوات الخمس التي تؤدى في وقتها في ساحة الميدان وينضم اليها جموعا هائلة من البشر كما لو إن الجميع على قناعة مؤكدة إنهم قادمين على ايام طويلة هنا حيث يمضي ربع سكان المدينة ليلتهم في الخيام وفي العراء متسلحين بالصبر والصلاة على حد قولهم. هذا المشهد الر الذي يتداعى إليه الناس من كل مكان صغارا وكبارا يحظى بتقديم الدعم والبذل والتبرع فحضر المتبرعون بالدم والخيام واللافتات العملاقة, فيما تفرغ أطباء لما أسموه بالانضمام إلى (بالموقف المشرف) , عاتبين على الحكومة في إن تسخر إمكانيات الدولة والشعب لخدمة حزب حاكم فشل في تحقيق مطالب الناس الخدمية منذ 33 عاما. مشهد ساحة الحرية ينضم إليه كل يوم أناس كانوا حتى قبيل جمعة (الغضب) التي كانت بردا وسلاما على المدينة, (وجمعة السلام) للحزب الحاكم التي فتحت النار حسب المتظاهرين على المسالمين فيها.. فهذا (شاب) عشريني يعترض على قيام شيخ في من مديرية شرعب السلام بحشد الرعية لحضور مهرجان الحاكم في تعز, فأقدم على إعطاب نحو أربع سيارات للموكب المتجه صوب المدينة, تقول مصادر محلية إن الشاب لم يعجبه الموقف وهو الذي يلعن النظام ليل نهار في مقايل القات والمجالس رفضا لسياساته الفاشلة التي دفعته للهجرة في السعودية طلبا للرزق ومن سؤ الحال في بلده يؤكد المتظاهرون إن ثورتهم تستوحي إلهامها من ثورة شباب مصر حتى في بعض هتافاتها بفارق استخدامها لمفردات اللهجة المحلية من قبيل (هي الرئاسة بالصميل) وهي عبارة مستوحاة من لافتة مصرية كتب عليها خلال الثورة المصرية (هي الرئاسة بالعافية) . وثمن المتظاهرون التعامل الأمني معهم, مشيرين إلى انه لم تسجل حتى ألان مشاهد عنف امني ضدهم, بل إن متظاهرين قالوا ان أفرادا في الأمن لوحوا بأيديهم في موقف فسره كثيرون بشعور أفراد الأمن بمعاناة الشعب كونهم جزء منه بما يشير إلى احتمالية عدم تصعيد الموقف الامني معهم خلال الأيام القادمة. المتظاهرون دعوا من وصفوهم بالبلاطجة للالتحاق بركب الرفض المناهض للحاكم وتوحيد الخطاب السياسي حتى تمر الثورة البيضاء بهدوء وسلام على حد وصفهم , الدعوة نفسها وجهوها لمتظاهري الجنوب , مضيفين إن النظام يجب إن يسقط كونه أشخاص زائلون اما الوطن فسيظل هو الخالد للأبد, مؤكدين إن المعاناة واحدة في الشمال والجنوب والشرق والغرب وانه حان الوقت لان يحكم اليمن الكبير رئيسا من الجنوب والشرق والغرب وانه قادرين على اسقاط النظام من تعز فهم الذين صعدوه وهم الذين سيسقطونه حسب إحدى اللافتات (نحن الذين صعدناك ونحن من سيسقطك) . الى ذلك ناشدت حركة شباب نحو التغيير "ارحل" في بيان لها الشعب اليمني الذي قالت بان دماء أبنائه تسفك من قبل النظام الذي جعل من هدر كرامة اليمانيون وإسالة دمائهم هدف له حد تعبير البيان, واعتبر بيان الحركة إن سقوط شهداء وجرحى في عدن و تعز انه الرصاص الأخيرة في نعش نظام الرئيس على عبد الله صالح. وخاطب البيان أبناء محافظة تعز: لقد ارتفع سقفكم اليوم من المطالبة بإسقاط الرئيس الى المطالبة بخلعة ومحاكمته على كل قطرة دم سالت في يمننا العزيز ونعتبره المسئول الاول والأخير عن كل دماءكم أيها الشرفاء الأحرار وأشار البيان إلى ان كل شباب اليمن شرقها وغربها شمالها وجنوبها أصبحت قضيتهم واحدة وأصبح هدفهم واحد هو إسقاط النظام ومحاكمة الرئيس وكل رموز الفساد في نظامه. وقال البيان: ان تعز المدنية والحضارة تثبت اليوم قدرتها على التغيير وبناء وطن واحد موحده باعتبارها بوتقة لصهر كل الانتماءات والمشارب الفكرية والسياسية وكل تطلعات أبناء اليمن الواحد من الجنوب الى الشمال. على ذات السياق أفادت مصادر محلية ان أعضاء في قيادات المؤتمر الشعبي العام بمديرية سامع قدموا استقالاتهم من عضوية المؤتمر احتجاجا على ما حدث يوم أمس الجمعة بتعز من أحداث دامية و ما تمارسه السلطة والحزب الحاكم ضد المتظاهرين والاحتجاجات السلمية في الميادين.