وسط تفاقم ظاهرة العنوسة في أوساط الشباب من الجنسين سواء على مستوى المجتمع اليمني أو المجتمعات العربية، والتي غدت بمثابة الكابوس لتشكل تهديداً خطيراً للأسر العربية خاصة بعد ان كشفت دراسة حديثة تنامي هذه الازمة وتفشيها في اوساط فئة الشباب ذكوراً واناثاً لتشكل مجتمعات الجزائر ولبنان والعراق ومصر أعلى معدلات نسبة العنوسة والتي تجاوزت 85% من الشباب، تراوحت اعمارهم ما بين 25-30 ممن فاتهم قطار الزواج في حين تفاوتت نسبة العنوسة في باقي الدول العربية الاخرى ما بين 1% - 70% من ضمنها اليمن. وبحسب الدراسة فقد تعددت الأسباب الرئيسية والتي تقف وراء تزايد هذه الظاهرة وتصاعد ازمتها، مستهدفة الشباب والفتيات حيث ارجع عدد من خبراء الاجتماع والمهتمين بشؤون الاسرة العربية تفشي هذه الظاهرة إلى التغير الاقتصادي الذي ساد منطقة الخليج العربي بما معناه بدء بعض الاسر بتقليد من هم اعلى منهم اجتماعيا، ما أدى إلى المغالاة في المهور والبذخ في الافراح.. في حين ارجع البعض تفاقم هذه المشكلة إلى انفتاح الفتيات واستمرارهن في التعليم وقت عزوف الشباب عن التعليم ما أدى إلى احجام الشباب عن الفتاة المتعلمة خوفاً من تعاليها عليه نتيجة عدم التكافؤ، إضافة إلى زواج المواطنين العرب من اجنبيات وخاصة في دول الخليج. بينما ذهب البعض الآخر إلى الانتشار الكبير لبدائل غير مشروعة مثل الزواج العرفي وزيادة اقبال الشباب على الانترنت باعتبارها طرق بديلة وخاطئة لجأ إليها الشباب للتخفيف من الشعور بالازمة والرغبة في الارتباط بالجنس الآخر، الأمر الذي باتت العنوسة ناقوس خطراً يهدد الاسرة العربية حتى أن المجتمعات الرفاهية المادية لم تسلم من ضرباته في وقت لا تزال فيه خطط المواجهة حبيسة الافكار النظرية. وبالنسبة لمعالجات هذه المشكلة فقد أوردت الدراسة مقترحاً طرحه مأذون شرعي في جدة أحمد سعيد العمري، مفاده فكرة الزواج بالتقسيط لتسهيل الزواج موضحة ان أهمية الزواج بالتقسيط تأتي من منطلق التخفيف من تكاليف المهر والزفاف، والتي تقدر في المجتمع السعودي بحسب قوله ب77 ألف ريال على الأقل ما تشكل عبئاً كبيراً على ذوي الدخل المحدود. واعتبر العمري الزواج بالتقسيط اقتراحاً منظماً وليس فكرة عشوائية يصرح له من قبل الجهات الرسمية على اعتباره مشروعاً لمساعدة الشباب والفتيات.. مشيراً إلى انه سيتم انشاء مكتب كمقترح من قسمين الأول يستقبل طلبات الزواج من النساء، في حين القسم الثاني يستقبل الطلبات من الشباب بحيث يقوم المكتب بالبحث عن طلبات الطرفين. وتشير احصائيات الدراسة إلى ان 50% من الشباب السوري عازبون ونسبة 60% من الفتيات عازبات في حين يبلغ عدد العوانس في مصر حوالي 5.6 مليون ممن تجاوزت اعمارهن 35 عاما، بينما ثلث سكان الجزائر عوانس وعزاب ممن بلغوا سن الزواج وتجاوزوه، حيث ان 4 ملايين فتاة تنازلن عن شروطهن في انتظار زوج لم يأت. وبلغت نسبة العنوسة في دول الخليج واليمن 35% ممن بلغن سن الزواج، وتجاوزت اعمارهن 35 عاماً واصبحن يحملن اللقب القاتل، كما أكدت الاحصائيات ان 71 ألف فتاة تجاوزن سن ال35 عاما و 85 ألف شاب من نفس الفئة العمرية في المملكة الاردنية دخلوا مرحلة العنوسة دون زواج.. منوهة إلى ان نسبة العازفين عن الزواج في لبنان من الجنسين 90% ممن تتراوح اعمارهم بين 25- 30 عاما، وبلغت نسبة العزاب في كل من السودان والصومال 20% تجاوز جميعهم سن الزواج بينما تبلغ نسبة العنوسة في فلسطين 1% ممن بلغن سن الزواج وتجاوزت اعمارهن 35 عاماً حسب الدراسة. المصدر/ صحيفة الحوادث
