فاضت الدموع من عيني إثر مذبحة حي الجامعة التي ارتكبها أُناس بلا ضمائر ضد المعتصمين والمحتجين، المطالبين بالتغيير، والذين خرجوا للتظاهر بشكل سلمي، وعلى حين غرة فوجئوا بالرصاص الغادر يتساقط بدم بارد على رؤوسهم وأعناقهم وصدورهم مما خلق الإحساس لدى الجميع أن البلد بلدهم وزيادة الانتماء إليها والرغبة في العطاء والتضحية ولسنا بصِّدد من زرعوا الفتن من دعاة وغيرهم وهيجوا الأنفس ورفعوا شعارات وبذاءات سياسية حاولت أن تؤدي إلى شرعنة أنفسهم كمدافعين عن القضية.. المشهد الآن يتغير ولم تستوعبه الأحزاب والقوى المتربصة بعد، فالدماء سالت يا بني قومي وأنبتت حساً وطنياً ينادي باقتلاع الفساد ومحاسبة الفاسدين، وليس ركوب الموجة من قبل الانتهازيين والمتحولين إلا بعضاً ممن نكن لهم جم التقدير، وهؤلاء لم يرحموا الشباب وأحلامهم أين كانوا منها، واليوم نراهم في طليعة صفوف ثورة الشباب يقولون سلمية لا حزبية!! أين كان هؤلاء الانتهازيون والمتحولون من هموم هؤلاء الشباب الذين أصبحوا الآن القوة الثالثة في البلاد، هل تركته يغرق في همومه بل ويضحي بأزكى وأطهر الدماء، بينما هي تبحث عن أدوات لتصل إلى السلطة. سقط قتلى وجرحى بأي ذنب قتلوا في الجمعة التي أدمت قلوبنا وضمائرنا وتتحمل الدولة مسؤولية الكشف عن القتلة ومن وراءهم، فما حدث ليس بالأمر الهين، ولا نامت أعين الجبناء.. [email protected]