استنكر المرجع الإسلامي الإمام الشيخ حسين المؤيد وبشدة مطالبة أعضاء في الكونغرس الأمريكي خلال مؤتمر صحفي عقد في مقر السفارة الأمريكية في بغداد بدفع العراق تعويضات عن خسائر الجيش الأمريكي في العراق. واعتبر الإمام المؤيد صدور هذه التصريحات من بغداد ومن مقر السفارة الأمريكية في بغداد استهتارا واضحا بالعراق وشعبه وبالدولة العراقية وتعبيرا عن أعلى درجات الصلف الأمريكي , وقال المؤيد في تصريح له بهذا الخصوص : لقد شنت الولاياتالمتحدةالأمريكية حربها على العراق لتأمين مصالحها وتجسيد هيمنتها الاستعمارية على العالم العربي والإسلامي وعلى الساحة الدولية وقد غزت العراق ضاربة عرض الحائط الشرعية الدولية بعد أن فشلت في استصدار قرار دولي يغطي غزوها الغاشم للعراق وقامت باحتلال عسكري غير مشروع يتناقض والقوانين المقرة من المجتمع الدولي ويتعاكس مع المواثيق الدولية وفرضت بغزوها للعراق واقعا يعتمد فقط على منطق القوة استصدرت من خلاله قرارا من مجلس الأمن الدولي يعطي لها صفة (المحتل) للعراق ولم تكتفِ بذلك وإنما فرضت وصايتها على الشعب العراقي بدءاً من تعيين السيئ الصيت بريمر حاكما على العراق وفرض مشروع سياسي على الشعب العراقي ممثلا بمجلس الحكم الذي أفرز طائفية سياسية كادت أن تلقي بالعراق إلى الهاوية ولا تزال مصدر احتقان وعدم استقرار سياسي وأمني في العراق , أضف على ذلك الانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان في العراق والممارسات التدميرية والتخريبية التي الحقت بالعراق أضرارا هائلة مضافا إلى النهب المفضوح والمقنع لثروات العراق وخيراته .وبعد كل ذلك يصل الصلف والاستهتار إلى مطالبة العراق بتعويضات عن خسائر الجيش الأمريكي الذي غزا واحتل العراق وقام بما قام به من دمار وتخريب دون إذن من الشعب العراقي الذي عبر بوضوح مرارا عن رفضه لغزو العراق واحتلاله وحيث أعلنت الولاياتالمتحدةالأمريكية احتلال العراق رغما عنه ودون استناد إلى إرادته .وقال المؤيد إن هذه المطالبات الوقحة والجائرة تكشف عن حقيقة السياسة الأمريكية وأساليبها وأهدافها وهي تمثل نموذجا يجسد سلبيات التدخل الأمريكي خاصة والأجنبي عامة في شؤوننا وتعطي درسا للأمة العربية والإسلامية والثورات العربية في أن تمنع أي فرصة لأمريكا في التدخل في الشأن العربي والإسلامي.وقال سماحته إن هذه التصريحات الفجة تأتي في وقت تعلن فيه الإدارة الأمريكية عن رغبتها في إبقاء قوات لها على الأراضي العراقية وهي تضيف إلى هذا الاستفزاز استفزازا آخر بمطالبتها العراق بتعويضات.إن الشعب العراقي هو الذي يجب وطبقا للقوانين الدولية أن يطالب الأمريكيين بالتعويضات وله الحق شرعا وقانونا بالمطالبة بمحاكمة الولاياتالمتحدةالأمريكية على غزوها واحتلالها وجرائمها في العراق .وختم الإمام المؤيد تصريحه بالقول : إننا بحاجة إلى بلورة موقف وطني رسمي وشعبي يضع حدا حاسما لهذا الصلف الأمريكي , وفي الوقت الذي نعرب فيه عن ترحيبنا بقرار الحكومة العراقية بطرد هؤلاء الأعضاء في الكونغرس الذين تصرفوا بوقاحة سياسية وعبروا عن منطق الظلم والهيمنة الذي يطبع السياسة الأمريكية , فإننا ندعو إلى إجراءات أكثر صرامة وإلى رد فعل على الصعيد السياسي يحفظ للشعب العراقي اعتباره ونؤكد على ضرورة تبلور موقف وطني يواجه مثل هذه التحديات.