قيادات في أحزاب اللقاء المشترك – أغلبها من حزب الإصلاح – كانت تقول للعالم ألاَّ وجود لتنظيم القاعدة في اليمن، وأن الإرهاب مجرد فزاعة يستخدمها النظام اليمني لجلب المساعدات الدولية، ومثل هذا الكلام سمعه العالم أيضاً من الشيخ صادق الأحمر والشيخ حميد الأحمر، كما سطرته أحزاب اللقاء المشترك واللجنة التحضيرية للحوار في كل بياناتها السابقة التي أصدرتها بدافع الكيد السياسي ضد النظام. ومن جانبه كرر اللواء علي محسن الأحمر مثل هذه الأقوال في تصريحات لوسائل إعلام عربية وغربية. وأثناء قيام ألوية من الحرس الجمهوري وقوات أمنية بضرب تنظيم القاعدة وعناصر جماعة "أنصار الشريعة" التي اجتاحت مدناً كبيرة في محافظة أبين انتقل كل هؤلاء إلى تكتيك كيدي، فأحزاب اللقاء المشترك أصدرت بيانات متكررة تدين النظام لأنه يرتكب ما سمته "مجازر في أبين"، وكان المقصود بالمجازر الهجمات التي توجهها قوات الجيش والأمن ضد مسلحي القاعدة وجماعة "أنصار الشريعة"، أما اللواء علي محسن الأحمر وجماعته فقد اعترفوا أثناء إذاعة بيانهم العسكري الثاني أن مسلحي القاعدة و"أنصار الشريعة" قد سيطروا على جزء كبير من أبين، ووضعوا أيديهم على مكاتب ومنشآت مدنية وعسكرية، لكن اللواء وجماعته برروا ذلك بالقول إن النظام هو الذي تعمد تسليم أبين للقاعدة وبقية الإرهابيين، وبعد يوم واحد من بيان اللواء علي محسن الأحمر الذي تلاه اللواء عبدالله علي عليوه، اعتمدت أحزاب اللقاء المشترك صيغة ذلك البيان، وراحت تردد إن النظام سلم أبين للإرهابيين أو حسب قولهم "للمسلحين".. في وقت لاحق اكتشف كل هؤلاء إن تصريحاتهم الكيدية أفزعت مسؤولين عرب وأمريكيين وأوربيين، إذ أن أولئك المسؤولين يدركون جيداً حقيقة وحجم تنظيم القاعدة والجماعات الحليفة ويدركون خطورتها، وكان من الطبيعي أن يفزعوا من بيانات المعارضة، وتساءل أكثر من مسؤول غربي: لماذا ينكرون الحقيقة؟!!.. أهذا هو موقفهم من الإرهاب؟!!. لقد أدرك هؤلاء أنهم أخطأوا وأن مصداقيتهم تجاه الإرهاب صارت محل شك واختبار، ومرة أخرى غيروا تكتيكهم، ولكن بطريقة تدعو للسخرية منهم، فبعد النجاح المتواصل الذي تحرزه قوات الحرس الجمهوري والأمن وكتائب من ألوية المنطقة العسكرية الجنوبية في مواجهة القاعدة و"أنصار الشريعة"، صارت أحزاب المعارضة تتحدث عن دور كبير لمن قالوا إنها " قوات عسكرية موالية للثورة" في محاربة القاعدة و"أنصار الشريعة"، بينما لا وجود حقيقي لما يسمى " قوات عسكرية موالية للثورة" في أبين، فالذين يقومون بالمهمة القتالية هناك هم من قوات الحرس الجمهوري وقوات أمنية مدربة على مكافحة الإرهاب، وفي مقدمتها اللواء 25 ميكا الذي صار مسنوداً بكتائب من ألوية أخرى في عدنوأبين إلى جانب قبائل أبينية.