دعا رئيس الوزراء المصري الدكتور عصام شرف في بيان للتلفزيون المصري ليل السبت الاحد المواطنين المتواجدين في ميدان التحرير الى اخلائه وفتح المحاور المرورية، فيما أعلن المتحدث الرسمي لوزارة الصحة المصرية محمد الشربيني ان اجمالي المصابين في أحداث المصادمات وما يشبه "حرب الشوارع"التي وقعت بميدان التحرير أمس ارتفع الى 507 حالات بينهم 19 جنديا. وقال الشربيني في تصريح له انه تم اسعاف 442 من المصابين في موقع الحادث فيما جرى تحويل 65 آخرين الى مستشفيات تقرر خروج 57 شخصا منهم. وشهد ميدان التحرير في القاهرة ساحة معركة بين قوات الشرطة ومتظاهرين للسيطرة عليه بعد إخلائه في ساعة مبكرة صباح أمس من مئات المعتصمين الذين باتوا ليلتهم فيه بعد انتهاء تظاهرات الجمعة. وسقط عشرات المصابين من الجانبين في الاشتباكات التي استخدمت فيها الشرطة القنابل المسيلة للدموع والمتظاهرون الحجارة. وبعد إخلاء الميدان فرضت قوات الشرطة طوقاً أمنياً مشدداً حوله، وأحاطته بعشرات الآليات والمدرعات، لكن المئات تجمعوا وهاجموا قوات الشرطة المتمركزة في الميدان بالحجارة من اتجاهات عدة، وردت قوات الشرطة بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع في محاولة لتفريقهم. ووقعت اشتباكات عنيفة بين الطرفين سقط فيها عشرات المصابين قبل أن تنسحب قوات الشرطة من الميدان مخلفة وراءها ناقلة جنود أحرقها المتظاهرون. وعادت قوات الشرطة مجدداً إلى الميدان مستخدمة قنابل الغاز المسيل للدموع ضد المتظاهرين ونجحت في استعادة السيطرة على الميدان بعدما دارت «حرب شوارع» بين الجانبين في المنطقة المحيطة بالميدان، وظل الكرُّ والفرُّ مستمراً ساعات عدة، بالتزامن مع عمليات حشد للشباب لاستعادة السيطرة على الميدان. وقال المتحدث الرسمي لوزارة الصحة المصرية ان الفرق الطبية بالمستشفيات قدمت كافة الاسعافات اللازمة للمصابين وأن الحالات التي تحسنت تقرر خروجها ،مشيرا الى ان الحالات التي استلزمت عمليات جراحية تقرر اجراؤها. واوضح ان الاصابات تراوحت ما بين كدمات واختناقات وجروح وسحجات وكسور نتيجة استنشاق الغازات وانه تم عمل كافة الفحوصات والاشعات والتحاليل اللازمة لهم من خلال الفرق الطبية فور دخولهم المستشفيات. وعلى صعيد متصل ذكر مصدر امني للتليفزيون المصري ان قوات الامن غادرت ميدان التحرير ولم يتبق به أي من جنود الامن المركزي او قوات الجيش، فيما عادت مجموعات المعتصمين الى ميدان التحرير والتمركز فيه ثانية واكتفت قوات الامن باغلاق بعض الشوارع المؤدية للميدان. وقال المصدر انه تم القاء القبض على 18 متظاهرا وصفهم بأنهم "من مثيري الشغب" مشيرا الى انه يجرى التحقيق معهم حاليا. ويطالب المعتصمون، الذي بداوا حركتهم منذ ايام عدة، بسرعة محاكمة رجال الشرطة والسياسيين المسؤولين عن اعمال العنف التي اوقعت، وفقا لمصادر رسمية، نحو 850 قتيلا والاف الجرحى خلال ايام الانتفاضة ال18. ومن جهته، قال مصدر أمني في وزارة الداخلية المصرية ان قوات الشرطة كانت ومازالت على موقفها من الالتزام بأقصى درجات ضبط النفس في التعامل مع المتظاهرين والمتجمهرين في ميدان التحرير بالرغم من الاعتداءات المتكررة بحق قوات ومعدات الشرطة. وأشار المصدر في تصريح له امس الى أن قوات الأمن رغم ايمانها الكامل بحرية الرأي والتعبير السلمي الا انها لن تتوانى عن أداء واجبها في الحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة ضد أي تخريب في اطار سيادة القانون. وأكد انه بالرغم من الأحداث التي يشهدها ميدان التحرير الا أن قوات الشرطة لن تتخاذل عن الاضطلاع بمسئولياتها في حفظ الأمن والاستقرار تأكيدا على التزامها أمام الله والوطن مهما كانت الصعوبات والتحديات. واضاف ان "وزارة الداخلية ناشدت جموع الشعب المصري العظيم مراعاة الظروف الدقيقة التي تمر بها البلاد والتي تتطلب تضافر الجهود وتعاون كافة أطياف المجتمع لتحقيق أهداف ثورة يناير المجيدة والخروج بمصرنا لبر الامان". واهاب بيان لوزارة الداخلية بالمواطنين الالتزام بضبط النفس والالتزام بالقانون حفاظا على ارواح المواطنين واموالهم . وقال مسؤول امني مصري بارز ان هناك بعض الجهات ترغب في افتعال الفوضى والبلبلة في البلاد لأغراض معروفة ومنها تأخير العملية الانتخابية. وقال مساعد وزير الداخلية المصري لقطاع الأمن اللواء سامي سيدهم في تصريح للتلفزيون المصري ان الامور تطورت في ميدان التحرير وسط القاهرة بسبب وجود أشخاص يرغبون في افتعال الفوضى والبلبلة متسائلا عن علاقة الثورة بتخريب واشعال النيران بسيارات الأمن والاحتكاكات بالامن والمارة. وردا على اتهامات بشأن تعامل الشرطة مع المتظاهرين بعنف مفرط أثناء فض اعتصام بميدان التحرير قال سيدهم ان "ما يحدث في ميدان التحرير حاليا هو أبلغ رد على هذه الاتهامات". وأوضح أنه لا توجد أي مبررات لاحراق أو اتلاف المال العام مشيرا الى أن قوات الأمن تحدثت مع الموجودين في الميدان وقدمت لهم النصح أكثر من مرة وتم ضبط النفس لاقصى الدرجات. وبشأن قدرة وزارة الداخلية في ظل هذه الاجواء على تأمين الانتخابات المقبلة قال مساعد وزير الداخلية ان الانتخابات مؤمنة بشكل شامل لكل اللجان "ولن نسمح لاي شخص باحداث فوضى أمام أي لجنة انتخابية وسوف نقابله بمنتهى الحسم والحزم. وأكد سيدهم أن وزارة الداخلية المصرية تقوم يوميا بحملات للقبض على البلطجية والبؤر الاجرامية الا أنه وصف ما يحدث حاليا في ميدان التحرير بالانفلات الاخلاقي. والجمعة انضم الى المشاركين في الاعتصام عشرات الالاف من المتظاهرين، واغلبهم من السلفيين والاخوان المسلمين، الذين نظموا تظاهرة حاشدة لمطالبة الجيش، الذي يدير البلاد منذ شباط/فبراير الماضي، بسرعة تسليم الحكم الى سلطة مدنية. ومن المقرر ان يبدا اجراء اول انتخابات تشريعية بعد سقوط مبارك في 28 تشرين الثاني/نوفمبر على ان تمتد على نحو اربعة اشهر.( وكالات )