نظمت السبت تظاهرة حاشدة أمام القنصلية الإيرانية للتنديد بالاحتلال الإيراني لحقل فكة النفطي وللتدخلات الإيرانية المتكررة وشارك في التظاهرة عدد من الحركات السياسية كحركة تحرير الجنوب وجبهة الحوار الوطني وقائمة تجديد وحزب الشعب ومؤتمر حرية العراق والتحاد العام للمجالس والنقابات العمالية ومجلس عشائر التحرر والبناء وحركة القوى الوطنية والقومية وشخصيات مستقلة وعشائرية وأطياف متنوعة من المجتمع البصري وشاركت المرأة أيضا في التظاهرة وكان لها دور كبير من خلال الأهازيج والرفض للاحتلال وردد المتظاهرون عبارات الوحدة الوطنية والتلاحم بين أبناء الوطن. ويقول عوض العبدان أمين عام حركة تحرير الجنوب وهو مشارك بقوة في التظاهرة إن الشعب البصري اليوم انتفض ضد الإيرانيين وضربهم ضربة ستقصم ظهره وان البصريين اليوم أوصلوا رسالة للعالم كله انه رغم كل الحرب الفكرية التي شنت ضدهم والتي حاولت سلخهم عن محيطهم العربي أو الوطني إلا أنهم اليوم يبرهنون أنهم أقوى بكثير من كل مايملك الأعداء وأنهم أحفاد ثورة العشرين وإبطال الحرب ضد إيران أيام الثمانينات. وقد جرت التظاهرة وسط إجراءات أمنية مشددة ولم يسجل أي خرق امني وقد توعد البعض من المتظاهرين الحكومة الإيرانية بأنهم سيسيرون مشيًا على الأقدام للوصول إلى البئر المحتلة وتحريرها بالمكوار العراقي الذي هو أقوى من أسلحتهم النووية التي يزمعون تصنيعها وأضاف العبدان "سنقوم بإجراءات أخرى من بينها مقاطعة المواد التجارية الإيرانية وغيرها من الإجراءات التي ستجبر الحكومة الإيرانية على الخروج آبار الفكه النفطية والتوقف عن التدخل بالشؤون الداخلية لبلدنا". ورفع المتظاهرون لافتات ورددوا شعارات تندد ب"الاحتلال الإيراني" للبئر النفطي، و"تطالب القوات الإيرانية بالخروج من الأراضي العراقية فورا". وكانت مظاهرات مماثلة قد خرجت تندد بالعدوان الإيراني في العمارة وتكريت وبغداد والأنبار وتطالب الحكومة بموقف حازم ضد العدوان الإيراني على الأراضي العراقية . وكان العراق ابلغ الاسبوع الماضي ايران رسميًا احتجاجه على عدم سحب قواتها من منطقة بئر الفكة النفطي الرابع بشكل كامل. وطالب، في مذكرة احتجاج سلمها محمد الحاج حمود وكيل وزارة الخارجية العراقية الى القائم بالاعمال الايراني في بغداد كاظم شيخ قروتن الاربعاء الماضي، الجانب الايراني بضرورة الاسراع بالانسحاب من هذه المنطقة كي "تعود العلاقة الطيبة بين البلدين ولتفعيل اعمال اللجان الفنية حول ترسيم الحدود". وكانت قوة عسكرية ايرانية قد توغلت في 18 الشهر الماضي الى داخل الشريط الحدودي العراقي بمحافظة ميسان بجنوب العراق وفرضت سيطرتها على البئر رقم 4 في حقل الفكة النفطي العراقي، وقامت بعدها بانزال العلم العراقي من فوق برجه ورفعت العلم الايراني بدلاً منه. كما قامت بعد ايام ووسط احتجاجات عراقية واسعة بالانسحاب الى مسافة 50 متر من البئر المذكور.