عقد مشائخ خولان غير المنتمين لحزب الإصلاح اجتماعاً اليوم في منطقة جحانة لتحديد موقف نهائي من خاطفي قائد اللواء 62 حرس جمهوري مراد العوبلي. ويأتي هذا الاجتماع بعد فشل الوساطة التي بدأوها منذ أمس الأول لدى رئيس حزب الإصلاح في مديرية خولان. واصلت الوساطة القبلية أمس الجمعة جهودها الرامية للإفراج عن العميد الركن مراد العوبلي، قائد اللواء 62حرس جمهوري – المختطف منذ أمس الأول الخميس لدى مسلحين عسكريين وقبليين في خولان موالين لقائد الفرقة الأولى مدرع "المنشق" علي محسن الأحمر.. ويتزعم الخاطفون بحسب ما أكدته مصادر في الوساطة ومصادر محلية رئيس حزب التجمع اليمني للإصلاح في خولان الشيخ إبراهيم أبو صلاح. وقال قائد المنطقة الأمنية الرابعة العقيد صالح بن علي دهمش ل(اليمن اليوم):أن مشائخ من خولان وتواصلاً لجهودهم في الوساطة اجتمعوا بعد ظهر أمس في جحانة – المنطقة التي اختطف منها العميد العوبلي – وتم التواصل مع ممثلي الخاطفين لاستكمال ما تم بينهم مساء أمس الأول الخميس. وأكد أنه لا جديد، وأن ممثلي الخاطفين طلبوا من الوساطة مهلة ثانية إلى صباح اليوم السبت ليتشاوروا في ما بينهم ، بعد أن كانوا طلبوا مهلة من مساء الخميس إلى صباح الجمعة. وبحسب العقيد دهمش فقد حضر الاجتماع من المشاركين في الوساطة القبلية الشيخ صالح عز الدين، الشيخ حسين أحمد القاضي، الشيخ ناجي صالح النوفة، الشيخ نواف النوفة، الشيخ علي العنز، الشيخ علي يحيى النويرة وآخرون. مشيراً إلى أن الخاطفين- وحتى ساعة الاتصال به من قبل الصحيفة الخامسة مساء- متمسكون بمطالبهم التي وصفها ب(اللاعقلانية واللامنطقية) .. حيث طلبوا من الوساطة الالتزام بتنفيذ مطالبهم ممثلة بإعادة المنقطعين العسكريين وتسوية أوضاعهم ومطالب مالية لدى وزارة الدفاع، حسب ما أعلن عنه الخاطفون. وقال العقيد دهمش في سياق تصريحه أن الوساطة القبلية وأثناء اجتماعها في جحانة ردوا على ممثلي الخاطفين بأن مثل هذه المطالب هي حجة على أصحابها ولا تعطيهم أدنى حق لارتكاب ما أقدموا عليه من جرم، وأنه إذا كان لديهم مطالب فليتجهوا بها إلى قيادة وزارة الدفاع أو إلى رئيس الجمهورية مباشرة إذا لزم الأمر، أما العميد العوبلي فهو ليس إلا قائد لواء لا يختلف عن قادة الألوية العسكرية ولا علاقة له بالتسويات وشؤون الأفراد والشؤون المالية. وفي السياق أكد مصدر محلي أن خلافات تتفاقم بين أهالي عزلة قروه التي ينتمي إليها الخاطفون، ما قد ينذر بمواجهات قبلية. وبحسب المصادر فإن عدداً من أهالي المخطوفين في سنحان على خلفية اختطاف العميد العوبلي الذي ينتمي إلى قبائل سنحان، حملوا خاطفيه كامل المسئولية عن حياة أبنائهم وتغيب بعضهم عن أداء امتحانات الثانوية العامة. وأشارت المصادر إلى أن عدداً من أهالي المخطوفين في سنحان باشروا بالفعل بعد عصر أمس الجمعة وفور تلقيهم معلومات عن فشل الوساطة، بنصب تقطعات لاختطاف أقارب خاطفي العميد العوبلي، وهو ما جعل الوساطة القبلية تتحرك من منطقة جحانة في تمام الساعة السادسة مساء إلى عزلة قروه لمواصلة جهودها مع رئيس حزب الإصلاح هناك الذي يتزعم ويتحدث عن الخاطفين، وللحد من تفاقم الخلافات بين أهالي قروه أنفسهم. ((اليمن اليوم)) اتصلت بالشيخ صالح ناجي عز الدين – شيخ منطقة قروه ويقود الوساطة القبلية – للاستيضاح، والذي أكد بدوره أن الخاطفين ينتمون إلى أحزاب اللقاء المشترك وحزب الإصلاح تحديداً، وقال : ((أولاً يا طويل العمر القضية وما فيها أن مجموعة من اللقاء المشترك اختطفوا العوبلي من جحانة يوم الخميس ويقولون أنهم انضموا للثورة وما حد أدى مرتباتهم)). موضحاً بأن التواصل معهم في إطار جهود الوساطة القبلية ((وقلنا لهم ياجماعة العوبلي قائد معسكر لا هو شؤون مالية ولا هو وزير دفاع، وما قمتم به هو عمل لا يرضي الله ولا رسوله وتستنكره القبل ولن نرضى به)). وتابع الشيخ صالح : الآن نحن في الطريق إلى قروه الساعة السادسة والنصف مساء متحركين من جحانة وما قدر الله يكون، مشدداً بأن ما أقدم عليه الخاطفون ليس بالأمر الهين وأن تداعياته وخيمة ما لم يتم تلافيها وقد تعود باليمن إلى المربع الأول من الأزمة. وأكد مصدر قبلي كان حاضراً الاجتماع في جحانة ل(اليمن اليوم) : أن رئيس حزب الإصلاح في خولان الشيخ إبراهيم أبو صلاح طلب من اللجنة أن لا يحرجوه في مسألة الإسراع بالإفراج عن العميد العوبلي، مؤكداً لهم أن الأمر ليس بيده. وقال المصدر أن الشيخ إبراهيم صارح الوساطة ناصحاً إياهم التواصل مباشرة مع اللواء علي محسن الأحمر وقادة الإصلاح في صنعاء. وكان مسلحون موالون للقائد العسكري المنشق علي محسن الأحمر وحزب التجمع اليمني للإصلاح قاموا باعتقال العميد الركن مراد العوبلي قائد اللواء 62 حرس جمهوري صباح الخميس في جحانة، بعد يومين فقط من اتفاق رعته اللجنة العسكرية العليا مع الأطراف المشار إليها لرفع الحصار عن اللواء الذي يقوده العوبلي في أرحب. وأكدت مصادر قبلية وعسكرية أن الخاطفين تقطعوا للعميد العوبلي أثناء مروره من منطقة جحانة شرق العاصمة حينما كان في زيارة عائلية برفقة أفراد أسرته واقتادوه إلى قرية في خولان وتسليمه لقيادي بارز في حزب الإصلاح ومقرب من اللواء المنشق علي محسن. ووصف سياسيون من حلفاء حزب الإصلاح في المشترك عملية اختطاف العميد العوبلي بالإرهابية، مؤكدين في تصريحات صحفية نشرتها (اليمن اليوم) في عددها الصادر أمس الجمعة ((أن العملية تستهدف نسف التسوية السياسية وتدشين مرحلة من الصراع المسلح)). *صحيفة اليمن اليوم
