تسجيل أربعة أحداث زلزالية في المياه الإقليمية اليمنية    الرياض.. توقيع مذكرة تفاهم لتعزيز الطاقة في اليمن بقدرة 300 ميجاوات بدعم سعودي    جرحى الجيش الوطني يواجهون الإهمال ويطالبون بالوفاء    قبائل بني نوف في الجوف تُعلن النفير العام والجهوزية لمواجهة الأعداء    عدن.. البنك المركزي يغلق منشأة صرافة    تعادل الامارات مع العراق في ذهاب ملحق المونديال    شرطة العاصمة: نسبة الضبط تجاوزت 91% .. منها 185 جريمة سرقة    صنعاء.. البنك المركزي يوجه المؤسسات المالية بشأن بطائق الهوية    طائرة الاتفاق بالحوطة تتخطى تاربة في ختام الجولة الثانية للبطولة التنشيطية لكرة الطائرة بوادي حضرموت    الرئيس المشاط يعزي رئيس مجلس النواب    أغلبها استقرت بمأرب.. الهجرة الدولية تسجل نزوح 90 أسرة يمنية خلال الأسبوع الماضي    جوم الإرهاب في زمن البث المباشر    البطاقة الذكية والبيومترية: تقنية مطلوبة أم تهديد للسيادة الجنوبية    الغرابي.. شيخ قبلي متهم بالتمرد وارتباطات بشبكات تهريب في حضرموت والمهرة    "إيني" تحصل على حق استغلال خليج السويس ودلتا النيل حتى 2040    صنعاء: تحذيرات من 3 ليالي صقيع    استهداف العلماء والمساجد.. كيف تسعى مليشيا الحوثي لإعادة هندسة المجتمع طائفيًا؟    تدشين حملة رش لمكافحة الآفات الزراعية لمحصول القطن في الدريهمي    وزير الصناعية يؤكد على أهمية تمكين المرأة اقتصاديا وتوسيع مشاركتها في القطاعات التجارية    غموض يلف حادثة انتحار مرافِق المخلافي داخل سجنه في تعز    اتحاد كرة القدم يحدد موعد الدوري اليمني للدرجة الأولى والثانية ويقر بطولتي الشباب والناشئين    القصبي.. بين «حلم الحياة» و«طال عمره» 40 عاما على خشبة المسرح    المقاتلتان هتان السيف وهايدي أحمد وجهاً لوجه في نزال تاريخي بدوري المحترفين    دنماركي يحتفل بذكرى لعبه مباراتين في يوم واحد    وداعاً للتسوس.. علماء يكتشفون طريقة لإعادة نمو مينا الأسنان    عدن.. انقطاعات الكهرباء تتجاوز 15 ساعة وصهاريج الوقود محتجزة في أبين    شبوة:فعالية تأبينية مهيبة للإعلامي والإذاعي وكروان التعليق الرياضي فائز محروق    نائب وزير الخارجية يلتقي مسؤولاً أممياً لمناقشة السلام    جراح مصري يدهش العالم بأول عملية من نوعها في تاريخ الطب الحديث    ريال مدريد يختصر اسم "البرنابيو" ويحوله إلى ملعب متعدد الأغراض    الذهب يهبط من أعلى مستوياته في 3 أسابيع    مناقشة آليات توفير مادة الغاز المنزلي لمحافظة البيضاء    وزير الصحة: اليمن يواجه أزمات مركبة ومتداخلة والكوارث المناخية تهدد الصحة العامة فيه    واشنطن تفرض عقوبات على 32 فردا وكيانا على علاقة بتهديد الملاحة الدولية    واشنطن تكشف عن التنازلات التي قدمها الشرع في البيت الأبيض    اول موقف من صنعاء على اعتقال الامارات للحسني في نيودلهي    لماذا قتلوا فيصل وسجنوا الرئيس قحطان؟    حل الدولتين في فلسطين والجنوب الغربي    قضية الجنوب: هل آن الأوان للعودة إلى الشارع!    عدن تعيش الظلام والعطش.. ساعتان كهرباء كل 12 ساعة ومياه كل ثلاثة أيام    جروندبرغ يقدم احاطة جديدة لمجلس الأمن حول اليمن 5 عصرا    تدشين منافسات بطولة الشركات لألعاب كرة الطاولة والبلياردو والبولينغ والبادل    الإعلان عن القائمة النهائية لمنتخب الناشئين استعدادا للتصفيات الآسيوية    الأمم المتحدة: اليمن من بين ست دول مهددة بتفاقم انعدام الأمن الغذائي    قراءة تحليلية لنص "اسحقوا مخاوفكم" ل"أحمد سيف حاشد"    القرود تتوحش في البيضاء وتفترس أكثر من مائة رأس من الأغنام    حضرموت.. تُسرق في وضح النهار باسم "اليمن"!    احتجاج على تهميش الثقافة: كيف تُقوِّض "أيديولوجيا النجاة العاجلة" بناء المجتمعات المرنة في الوطن العربي    وزير الإعلام الإرياني متهم بتهريب مخطوطات عبرية نادرة    الواقع الثقافي اليمني في ظل حالة "اللاسلم واللاحرب"    ارشادات صحية حول اسباب جلطات الشتاء؟    اليونيسيف: إسرائيل تمنع وصول اللقاحات وحليب الأطفال الى غزة    قيمة الجواسيس والعملاء وعقوبتهم في قوانين الأرض والسماء    5 عناصر تعزّز المناعة في الشتاء!    الشهادة .. بين التقديس الإنساني والمفهوم القرآني    كما تدين تدان .. في الخير قبل الشر    الزكاة تدشن تحصيل وصرف زكاة الحبوب في جبل المحويت    "جنوب يتناحر.. بعد أن كان جسداً واحداً"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رئيس الجمهورية: الوحدة أعظم منجز في تاريخ اليمن وأهم خطوات الإصلاح السياسي على الإطلاق
نشر في لحج نيوز يوم 21 - 05 - 2013

أكد الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية أن الشعب اليمني تمكن من خلال إعادة تحقيق وحدة الوطن في الثاني والعشرين من مايو المجيد، من تحقيق واحداً من أعظم المنجزات في تاريخه الحديث وخطوة من أهم خطوات الإصلاح السياسي على الإطلاق وحلماً راود القوى الوطنية لعقود من الزمن، مشددا أن هذا الانجاز كان ومايزال نقطة الضوء في السماء العربية الملبدة بالضعف والوهن والانقسام، وهو مكسبٌ وطني وعربي والخطوة الأولى نحو هدف الوحدة العربي السامي.
جاء ذلك في الخطاب الوطني الهام الذي وجهه الأخ رئيس الجمهورية مساء اليوم الى جماهير شعبنا اليمني في الداخل والخارج بمناسبة العيد الوطني الثالث والعشرين للجمهورية اليمنية (22 مايو) المجيد.
وقال الأخ الرئيس :" لقد جاء هذا الإنجاز التاريخي العظيم تتويجاً لكل نضالات شعبنا اليمني الوحدوي الأبي ضد التشطير بكل مساوئه وكوارثه وطياً لصفحةٍ مظلمة من صفحات الصراع العبثي بين أبناء الوطن الواحد والذي استنزف إمكانيات ومقدرات كل شطر للتمترس ضد الشطر الآخر بدلاً من تسخير هذه الإمكانيات والمقدرات للتنمية وبناء الإنسان في دولة يمنية واحدة تعمل لخير الإنسان وتقدم الوطن وازدهاره ورفاه أبنائه".. مبينا أن الوحدة اليمنية ليست ضرورة لأمن واستقرار ونماء وازدهار اليمن فحسب، بل إنها حتمية ملحة لأمن واستقرار المنطقة والعالم الذي يرى في انقسام اليمن وتشرذمه وتحوله إلى كياناتٍ متنازعة تهديداً لمصالحه الحيوية وللأمن والسلم الدوليين.
وأوضح أن المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وكذلك قرارات مجلس الأمن ذات الصلة جاءت مؤكدة لهذه الحقيقة وداعمة لأمن واستقرار ووحدة اليمن باعتبار ذلك مصلحة يمنية وإقليمية وعربية ودولية.
وأشار الأخ الرئيس الى أن هذه المناسبة الوطنية الغالية تطلُّ علينا في هذا العام وقد تمكن شعبنا اليمني العظيم بشبابه الباسل وحكمائه السياسيين وكل قواه الحية من الإفلات من دائرة العنف ومن المصير الكارثي الذي وقعت فيه للأسف الشديد بعض دول المنطقة التي هبت عليها رياح التغيير.. مبينا ان اليمنيين قدموا تجربة فريدة في المنطقة هي محل إعجاب العالم بأسره ونجح الحل السياسي في السير نحو التغيير والإصلاح الذي حمل لواءه شبابنا الحر المناضل بأسلوب علمي وحضاري.. وقال :"لقد تمكنا بحمد الله وبتعاون الأشقاء والأصدقاء ووعي شعبنا العظيم من إنجاز مراحل متقدمة في التسوية السياسية الممثلة في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية".. لافتا الى ان شعب الإيمان والحكمة أكد على تمسكه بالتسوية السياسية السلمية وبنهج الحوار الوطني الذي قطع مرحلة متقدمة حتى الآن في أجواء سادها الإخاء والروح الوطنية المسؤولة .
واردف قائلا:" لقد أكد شعبنا اليمني عمقه الحضاري الراسخ عندما اجتمعت كل الأطراف التي حملت السلاح في مراحل سابقة تحت سقف واحد حاملةً همَّ إخراج إلى بر الأمان وممسكة بالأقلام بدلاً من البنادق وبالكلمة الوطنية المسؤولة بدلاً عن المتارس والخنادق في مشهد حضاري فريد وأجواء صحية تسودها الحرية والتسامح والرغبة الصادقة في إخراج الوطن إلى بر الأمان وحل مشكلاته الشائكة التي تراكمت وكونت تركة ثقيلة يمكن التغلب عليها إذا خلصت النوايا وصدق العزم وحافظنا على نعمة الاعتصام بحبل الله وأسلوب الحوار ونهج الوفاق معتبرين بما يجري حولنا من مآسٍ بسبب الانزلاق إلى هاوية العنف والتناحر".
وأضاف الأخ الرئيس :" علينا أن ندرك جميعاً بأنه ليس أمامنا من خيار سوى النجاح في هذه المهمة الوطنية الكبرى وأن الحوار هو طوق النجاة الوحيد لكل يمني، ولذلك يجب أن تتكاتف جهود كل القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني لوضع الحلول الجذرية والعادلة المبنية على قراءة صحيحة لمعطيات الواقع لكل المشاكل والقضايا وفي مقدمتها القضية الجنوبية التي أجمعت كلُّ التيارات السياسية والحزبية على أنها مفتاح الحل وعلى ضرورة وضع الحلول الجذرية على أسس راسخة من العدالة والإنصاف بما يكفل رفع كل المظالم وعودة الحقوق لأصحابها وصون الوحدة الوطنية".
وجدد الأخ رئيس الجمهورية التأكيد بأن أمامنا فرصة تاريخية نادرة يجب أن لا نضيعها في صراعات سياسية أو مناطقية أو مذهبية لاطائل من ورائها وأن علينا أن نغتنمها لتصحيح مسيرة نصف قرن من مسار الثورة اليمنية وأن نتجنب الأخطاء التي حرمت اليمنيين من التنمية الشاملة والعيش الكريم وأهدرت طاقاتهم في صراعات عبثية وأن نحافظ على مكاسب التغيير وعلى ماتحقق من إنجازات ونبني عليها، مجدداً بأن القراءة الخاطئة تقود إلى حلول خاطئة تحول دون إنجاز التغيير الذي ننشده جميعاً والذي يحقق مطالب وأهداف الشباب الذين بتضحياتهم وإرادتهم وضعوا اليمن على أعتاب عهدٍ جديد.
ومضى قائلا:" وإذا كان الرعيل الأول من الثوار الأحرار قد ناضلوا من أجل التخلص من عسف الإمامة وجبروت المستعمر وتمكنوا من امتلاك الإرادة الوطنية الحرة مما مهد لإنجاز الوحدة اليمنية المباركة فإن الثورة الشعبية الشبابية السلمية جاءت لتصحيح مسار الثورة اليمنية (26سبتمبر و14أكتوبر) وإصلاح الأخطاء بما يصون الوحدة ويعيد الألق لمبادئها وأهدافها الوطنية ولتدخل اليمن القرن الحادي والعشرين بالتأسيس للدولة المدنية الحديثة، دولة العدالة والمواطنة المتساوية وسيادة القانون القائمة على مبادئ الحكم الرشيد".
ووجه الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي، حكومة الوفاق الوطني بمضاعفة الجهود والمزيد من العمل خاصة في سبيل القضاء على الاختلالات الأمنية والأعمال التخريبية المتمثلة في ضرب خطوط نقل الطاقة الكهربائية وأنابيب النفط والغاز.. باعتبارها أعمالا إجرامية دنيئة تكلف اقتصاد البلاد المنهك الكثير من الأعباء وتضر بالاقتصاد الوطني وبمعيشة المواطن، مشددا على ضرورة أن تقوم وزارتي الدفاع والداخلية وبالتنسيق مع وزارتي الكهرباء والنفط بوضع حد لمثل تلك الأعمال التخريبية والضرب بيدٍ من حديد لكل من تسول له نفسه الإضرار بمصالح الوطن والمواطن.
وتناول الأخ الرئيس في خطابه الإنجازات الكبيرة المحققة خلال الفترة الانتقالية وكذا النجاحات المحرزة على صعيد مكافحة الإرهاب وغيرها من القضايا على الساحة الوطنية والتطلعات والآمال المعقودة على مؤتمر الحوار الوطني الشامل للخروج بنتائج تلبي طموحات جماهير الشعب اليمني وتضع اللبنات المتينة لليمن الجديد و لصناعة المستقبل الأفضل.
وفي مايلي نص الخطاب :
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين الذي جعل من الوحدة قرينة للرحمة بالعباد
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وخاتم النبيين وهادي البشرية إلى سواء السبيل
الإخوة المواطنون .. الأخوات المواطنات:
يسعدني في هذا اليوم المجيد أن أزف إليكم أينما كنتم في الوطن أو المهجر أزكى التهاني وأجمل التبريكات بهذه المناسبة العظيمة، العيد الوطني الثالث والعشرين لإعادة تحقيق وحدة الوطن في الثاني والعشرين من مايو المجيد.. ففي مثل هذا اليوم الأغر حقق الشعبُ اليمني واحداً من أعظم المنجزات في تاريخه الحديث وخطوة من أهم خطوات الإصلاح السياسي على الإطلاق وحلماً راود القوى الوطنية لعقود من الزمن، حيث كان ومايزال نقطة الضوء في السماء العربية الملبدة بالضعف والوهن والانقسام، وهو مكسبٌ وطني وعربي والخطوة الأولى نحو هدف الوحدة العربي السامي.
وجاء هذا الإنجاز التاريخي العظيم تتويجاً لكل نضالات شعبنا اليمني الوحدوي الأبي ضد التشطير بكل مساوئه وكوارثه وطياً لصفحةٍ مظلمة من صفحات الصراع العبثي بين أبناء الوطن الواحد والذي استنزف إمكانيات ومقدرات كل شطر للتمترس ضد الشطر الآخر بدلاً من تسخير هذه الإمكانيات والمقدرات للتنمية وبناء الإنسان في دولة يمنية واحدة تعمل لخير الإنسان وتقدم الوطن وازدهاره ورفاه أبنائه.
فالوحدة اليمنية ليست ضرورة لأمن واستقرار ونماء وازدهار اليمن فحسب، بل إنها حتمية ملحة لأمن واستقرار المنطقة والعالم الذي يرى في انقسام اليمن وتشرذمه وتحوله إلى كياناتٍ متنازعة تهديداً لمصالحه الحيوية وللأمن والسلم الدوليين.
وقد جاءت المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وكذلك قرارات مجلس الأمن ذات الصلة مؤكدة لهذه الحقيقة وداعمة لأمن واستقرار ووحدة اليمن باعتبار ذلك مصلحة يمنية وإقليمية وعربية ودولية.
الإخوة والأخوات:
في مثل هذا اليوم من العام 2011م استغلت عناصرُ الخيانة والإرهاب الاحتجاجات التي اندلعت وسعت إلى التوسع في بعض المحافظات ونشر ثقافة الموت والدمار، ولكن كانت قواتنا المسلحة والأمن لهم بالمرصاد حيث سطرت في مثل هذه الأيام من العام الماضي أنصع صفحات البطولة والفداء وتم القضاء على هذه الشرذمة الضالة وفي فترة قياسية لاتزيد عن الشهرين وبتوفيق الله وباستبسال أبطال قواتنا المسلحة والأمن وبمشاركة الشرفاء من اللجان الشعبية من أبناء الوطن تحقق النصر في معركة السيوف الذهبية التي قاد محورها الغربي الشهيد البطل اللواء الركن/ سالم قطن، وعاد الأمن والاستقرار والسلام الاجتماعي إلى محافظة أبين وتم دحر عناصر الإرهاب من محافظة شبوة.
وتطلُّ علينا هذه الذكرى المجيدة اليوم وقد تمكن شعبنا اليمني العظيم بشبابه الباسل وحكمائه السياسيين وكل قواه الحية من الإفلات من دائرة العنف ومن المصير الكارثي الذي وقعت فيه للأسف الشديد بعض دول المنطقة التي هبت عليها رياح التغيير.
وقدم اليمنيون تجربة فريدة في المنطقة هي محل إعجاب العالم بأسره ونجح الحل السياسي في السير نحو التغيير والإصلاح الذي حمل لواءه شبابنا الحر المناضل بأسلوب علمي وحضاري، وقد تمكنا بحمد الله وبتعاون الأشقاء والأصدقاء ووعي شعبنا العظيم من إنجاز مراحل متقدمة في التسوية السياسية الممثلة في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، وتم تحقيق الجزء الأكبر في اتجاه إعادة هيكلة القوات المسلحة والأمن وإنهاء الانقسام على أسس وطنية بحيث يتبع كلٌّ منهما قيادةً موحدة في وزارتي الدفاع والداخلية وحتى تقوم هذه المؤسسات بمهامها الحقيقية وتكون حامية لسيادة الدولة وليس لسلطة الفرد أو القبيلة أو الحزب، بما يحقق نصوص المبادرة الخليجية ويتسق مع الدستور والقانون.
كما أنه تم إنجاز الكثير في اتجاه إعادة التوازن السياسي والاقتصادي والأمني، فقد حافظ الاقتصاد الوطني على استقراره واستقرار العملة الوطنية وبدأت عجلة التنمية تدور للأمام شيئاً فشيئاً، ونحث حكومة الوفاق الوطني على المزيد من العمل خاصة في مجال القضاء على الاختلالات الأمنية والأعمال التخريبية المتمثلة في ضرب خطوط نقل الطاقة الكهربائية وأنابيب النفط والغاز.. هذه الأعمال الإجرامية الدنيئة التي تكلف اقتصاد البلاد المنهك الكثير من الأعباء وتضر بالاقتصاد الوطني وبمعيشة المواطن، وعلى وزارتي الدفاع والداخلية وبالتنسيق مع وزارتي الكهرباء والنفط وضع حد لمثل تلك الأعمال التخريبية والضرب بيدٍ من حديد لكل من تسول له نفسه الإضرار بمصالح الوطن والمواطن، ونقول لكل من يتوهم أن هذه الأعمال الهمجية سوف تعرقل وتعيق التسوية السياسية بأن رهاناتكم خاسرة فشعب الإيمان والحكمة قد أكد على تمسكه بالتسوية السياسية السلمية وبنهج الحوار الوطني الذي قطع مرحلة متقدمة حتى الآن في أجواء سادها الإخاء والروح الوطنية المسؤولة وأكد شعبنا اليمني عمقه الحضاري الراسخ عندما اجتمعت كل الأطراف التي حملت السلاح في مراحل سابقة تحت سقف واحد حاملةً همَّ إخراج الوطن إلى بر الأمان وممسكة بالأقلام بدلاً من البنادق وبالكلمة الوطنية المسؤولة بدلاً عن المتارس والخنادق في مشهد حضاري فريد وأجواء صحية تسودها الحرية والتسامح والرغبة الصادقة في إخراج الوطن إلى بر الأمان وحل مشكلاته الشائكة التي تراكمت وكونت تركة ثقيلة يمكن التغلب عليها إذا خلصت النوايا وصدق العزم وحافظنا على نعمة الاعتصام بحبل الله وأسلوب الحوار ونهج الوفاق معتبرين بما يجري حولنا من مآسٍ بسبب الانزلاق إلى هاوية العنف والتناحر.
وعلينا أن ندرك جميعاً بأنه ليس أمامنا من خيار سوى النجاح في هذه المهمة الوطنية الكبرى وأن الحوار هو طوق النجاة الوحيد لكل يمني. ولذلك فإنه يجب أن تتكاتف جهود كل القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني لوضع الحلول الجذرية والعادلة المبنية على قراءة صحيحة لمعطيات الواقع لكل المشاكل والقضايا وفي مقدمتها القضية الجنوبية التي أجمعت كلُّ التيارات السياسية والحزبية على أنها مفتاح الحل وعلى ضرورة وضع الحلول الجذرية على أسس راسخة من العدالة والإنصاف بما يكفل رفع كل المظالم وعودة الحقوق لأصحابها وصون الوحدة الوطنية.
وفي هذا الصدد فإن العمل يجري بوتيرة عالية في لجنتي الأراضي والمبعدين، كما أننا أصدرنا مؤخراً حزمة من التوجيهات بهدف توفير الدعم اللازم لنجاح اللجنتين في مهامهما بما يكفل عودة الحقوق ورفع المظالم في اقصر فترة زمنية ممكنة وخلق أجواء الثقة وتوفير أسباب النجاح لفريق عمل القضية الجنوبية إلى جانب قضية صعدة، ونؤكد مجدداً بأن القراءة الخاطئة تقود إلى حلول خاطئة تحول دون إنجاز التغيير الذي ننشده جميعاً والذي يحقق مطالب وأهداف الشباب الذين بتضحياتهم وإرادتهم وضعوا اليمن على أعتاب عهدٍ جديد.
وقد أكدنا في أكثر من مناسبة أن أمامنا فرصة تاريخية نادرة يجب أن لانضيعها في صراعات سياسية أو مناطقية أو مذهبية لاطائل من ورائها وأن علينا أن نغتنمها لتصحيح مسيرة نصف قرن من مسار الثورة اليمنية وأن نتجنب الأخطاء التي حرمت اليمنيين من التنمية الشاملة والعيش الكريم وأهدرت طاقاتهم في صراعات عبثية وأن نحافظ على مكاسب التغيير وعلى ماتحقق من إنجازات ونبني عليها، وإذا كان الرعيل الأول من الثوار الأحرار قد ناضلوا من أجل التخلص من عسف الإمامة وجبروت المستعمر وتمكنوا من امتلاك الإرادة الوطنية الحرة مما مهد لإنجاز الوحدة اليمنية المباركة فإن الثورة الشعبية الشبابية السلمية جاءت لتصحيح مسار الثورة اليمنية (26سبتمبر و14أكتوبر) وإصلاح الأخطاء بما يصون الوحدة ويعيد الألق لمبادئها وأهدافها الوطنية ولتدخل اليمن القرن الحادي والعشرين بالتأسيس للدولة المدنية الحديثة، دولة العدالة والمواطنة المتساوية وسيادة القانون القائمة على مبادئ الحكم الرشيد.
كما أتمنى على أعضاء مؤتمر الحوار الوطني ألا يغفلوا أنهم إنما جاءوا إلى هذا المؤتمر كثمرة من ثمار الثورة الشبابية، وأن يضعوا أهدافها نصب أعينهم من أجل أن تكون مخرجات الحوار محققة لهذه الأهداف الوطنية التي بُذلت من أجلها التضحيات الكبيرة وسالت من أجلها الدماء الزكية في سبيل إصلاح منظومة الحكم والقضاء على الفساد من خلال اعتماد مبادئ الشفافية والمحاسبة لأنه لايمكن الحديث عن تجفيف بؤر الفساد ومنابعه وبناء أسس الدولة العادلة في غياب هذه الأسس والمبادئ.
لقد وضعت المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية الأسس والمبادئ للوصول إلى الحكم الرشيد من خلال تغيير منظومة الحكم السابق وبناء منظومة جديدة تستوعب كل المتغيرات في الدستور الجديد الذي سيخرج به مؤتمر الحوار الوطني الشامل.
وهنا أنتهز الفرصة لأجدد الشكر والامتنان للدول الراعية للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وكذلك جميع الدول الشقيقة والصديقة التي وقفت إلى جانب اليمن في هذه الفترة العصيبة.. ولايفوتني هنا تحديداً تقديم الشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية على رعايته الكريمة للتوقيع على المبادرة وآليتها التنفيذية وعلى كل ما قدمته المملكة من دعم مادي ومعنوي للجمهورية اليمنية سياسياً واقتصادياً وأمنياً.
وختاماً، لا يفوتنا في هذا المقام وهذه المناسبة المجيدة أن نترحم على جميع شهداء اليمن الأبرار الذين صنعوا بدمائهم وتضحياتهم عهداً جديداً للشعب اليمني وكذلك من أبطال قواتنا المسلحة والأمن الذين قاموا بأدوار وطنية رائدة في مواجهة الإرهاب وأبنائنا من قوات الأمن المركزي الذين استشهدوا في مثل هذا اليوم في ميدان السبعين وهم يعدون للاحتفال بالعيد الوطني الثاني والعشرين للوحدة واغتالتهم أيادي الغدر والإرهاب.. سائلين الله أن يتغمدهم جميعاً بواسع رحمته وأن يُسكنهم فسيح جناته.
والتحية كل التحية للسواعد المباركة من أبناء قواتنا المسلحة الذين يرابطون في مواقع الشرف والفداء حفاظاً على أمن الوطن والمواطن.. فلهم منا جميعاً في كل مكانٍ من أرضنا ومياهنا كل الثناء والتقدير والتهنئة بهذا اليوم الأغر الذي صنعوه ويحمونه بالغالي والنفيس.. فليهنأوا به، وعاش اليمن حراً أبياً.
عاشت الثورة والوحدة رمز قوتنا وعزتنا
وكل عام وأنتم بخير
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
سبأ


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.