وسط الهدوء الذي غطى المكان بمنطقة نجمة انطلقت صيحات شجارهما بعد منتصف الليل، لعبت برأسهما الخمر فتحوّلت الكلمات بينهما الى لكمات.. إنهما صديقان يحملان الجنسية البنغلاديشية، وتجمعهما جلسات الخمر التي دفع ثمنها الجيران كل يوم بالإزعاج الذي تسببه أصواتهما العالية كل يوم. لكن هذه المرة كانت مختلفة.. الأصوات العالية لم تكن هزيان سكارى، ولكن أصوات شجار وعراك وجلبة وسط موسيقى صاخبة تنبعث من التليفزيون. وعبثاً حاول الجيران التدخل لوقف شجارهما، وإعادة السكون للمنطقة، إلا أنهم ما إن طرقوا باب الغرفة والتدخّل لفض الاشتباك حتى شاهدوا أرضية المكان وقد ملأتها زجاجات الخمر وزجاج مكسور متناثر، قبل أن يقابلهما صاحب الغرفة بالسباب لاقتحامهما حياته الشخصية، رافضاً خفض أصوات شجارهما وصوت التليفزيون، وأغلق الباب في وجوه الجميع. لكن المشاجرة لم تهدأ بينهما، وبدأ الجيران يسمعون صوت العراك والصراخ والأشياء المحطمة، قبل أن تنطلق صرخات صاحب الغرفة تستغيث لإنقاذه. كان من السهل أن يدرك الجيران أن ثمة جريمة قد وقعت، فقاموا باقتحام الغرفة ليجدوا صاحبها غارقاً في دمائه بعد أن تلقى عدة طعنات في بطنه ويديه، بينما كان صديقة واقفاً حاملاً سكيناً وفي حالة إنهاك بعد أن تلقى هو الآخر عدة ضربات بقطعة حديد على رأسه من المجني عليه. على الفور قام الجيران بالاتصال بالشرطة والإسعاف التي وصلت بعد عدة دقائق لتنقل المصابين إلى المستشفى، حيث كشف التقرير الطبي عن إصابة المجني عليه بجروح طعنية وقطعية أعلى البطن وبالساعد الأيمن والإلية اليسرى تسبّبت له في تمزّق الحجاب الحاجز والأنسجة الرخوة كما بيّنت أن الآلة المستعملة هي آلة حادة قاطعة كالسكين وأن أصابته بليغة ومازال بحاجة إلى المتابعة الصحية وأما كشف المتهم الطبي فقد أسفر عن إصابته بجروح تهتكية في الرأس وفي الإبهام الأيمن كما تم فحص عيّنة من دم المتهم بمعرفة المختبر الجنائي وأفادت بأنها تحتوي على نسبة الكحول بنسبة ( 0,4 ) في الألف. وقد نجحت العناية الطبية في إنقاذ حياة المجني عليه، فكيّفت النيابة القضية على أنها شروع في القتل.