في احتفائية متواضعة احتضنها منزله الواقع ببستان السلطان بأمانة العاصمة، كرم الملتقى الوطني لأبناء الثوار والمناضلين والشهداء ( مجد) اليوم أبو الأحرار ( محمد محمود الزبيري)، في تكريم هو الثاني منذ أكثر من 30 عاما، احتفاء بالذكرى ال45 لاستشهاده، وشهد حفل التكريم كلا من السفير المصري في صنعاء (محمد مرسي عوض) والسفير الفلسطيني (بسام عبدالله الآغا). نجل المحتفى، والذي قتل والده حين كان عمره 8 أشهر، فأشار إلى التكريم الأول الذي حصل عليه والده، وكرمه رئيس الجمهورية قبل 30 سنة، ومنحه وسام الجمهورية من الدرجة الأولى، موضحا أنه ومن ذلك التاريخ لم يتم تكريمه إلا اليوم على يد ملتقى أبناء الثوار والمناضلين " الوليد"، مقدما شكره لمشاركة سفيري جمهورية مصر العربية ودولة فلسطين على مشاركتهما حفل تكريم والده بعد 45 سنة على استشهاده. لكن نجل أبو الأحرار والذي لم يعرف والده، وقتل وعمره ثمانية أشهره، ولم يعرف عنه سوى ما يحكي عنه الناس من أصدقاء، أشار على تكريم الشعراء له في الثمانينات، وتنظيم ندوات بسيطة، التي "بدأت تخف مع قدوم الأيام والسنوات حتى اختفت تماما"، متحدثا عن " غبن كبير جدا" في تكريم الشهيد الزبيري وأسرته من جهته اعتبر السفير المصري احتفائية التكريم مناسبة الوفاء العميق من قبل أبناء الشهداء وأبناء الثورة اليمنية لرمز من رموز الثورة اليمنية، شاكر لنجل الزبيري لتوجيه الدعوة إليه للمشاركة في إحياء ذكرى أبيه ال45. وقال إن مشاركته تأتي رسالة وفاء وعرفان وتقدير، وتعبير عن تقديره لمن يهتم بتكريم الشهداء، والتي تأتي تخليدا لذكراه وذكرى جميع المناضلين، داعيا الله أن يجزيهم خيرا على مافعلوا خدمة لهذا الوطن. وفي سياق متصل، أكد السفير المصري أن بلاده مصر كانت وستضل ومؤيدة وداعمة لليمن ووحدته وأمنه واستقراره، مشيرا إلى تواصل واستمرار العلاقات بين اليمن ومصر في مختلف المجالات، والتي تدعم بإرادة سياسية قوية. أما سفير دولة فلسطين فاستحضر كلمات على مدخل منزل الزبيري، وصف فيها الزبيري ب"الرجل الشريف والعظيم سيد الشهداء وأبا الأحرار، " والذي " نستلهم منه نضالنا في فلسطين"، و" نحن استمرار لنضاله ضد الغزو والتخلف والإحتلال والإستعمار وكل من يحاول أن يعادينا من الغرب"، مقدما درع القدس لنجل الزبيري. وفي كلمة أبناء المناضلين والتي ألقاها حفيد ( أحمد محمد نعمان) لطفي النعمان- حيا في البدء حضور سفير جمهورية مصر العربية التي قال إنها " كانت منطلقا لنشاطهما السياسي، منذ بواكره وقبله مزادهم العلمي والمعرفي". وأشار إلى تحقيق كثير من أحلام الزبيري " وإن لم تكن بتلك الصورة المثالية التي أرداها"، إلا أنه قال إن تلك الصورة "تمضي نحو الإكتمال". وفيما حيا نجل أول وزير للإعلام بعد الثورة (علي محمد الأحمدي ) -العقيد هشام، جهود ملتقى أبناء الثوار لأحياء مثل هذه المناسبات والتذكير بها، وصف ( زيد محمد الذاري )حفيد أبو الأحرار، مناسبة التكريم ب"الرائعة ولفتت الوفاء من ملتقى أبناء الثور والمناضلين والشهداء مجد"، لكنه أشار متأسفا إلى غياب احتفائية التكريم لفترات طويلة عن أبي الأحرار، تمنى أن يتم من اليوم التدشين لعودة إحياء الذكرى، إذ أن الحاجة ماسة لإحياء قيم الآباء المناضلين وأخلاقهم وأدوارهم. وقال في الإحتفاء بذكرى استشهاد أبو الأحرار إحياء لكل قيم الخير والوطنية والتضحية والطهر والنقاء في سبيل هذا الشعب والوطن. ووصف الحفيد مسيرة ( الزبيري) بأنها " مسيرة عطاء وبذل وجهاد، إذ تشرد من أرضه وهاجر من وطنه، وعاش حياته ما بين السجن وما بين المنفى في سبيل إحياء هذا الشعب وإخراجه إلى آفاق الحرية والحياة والتطور، مشيرا إلى أن مسيرته تكاد تكون استثنائية في تاريخ المناضلين، تجسدت في كل منعطفات حياته ومنعطفات حياة النظام اليمني". وأضاف:" لم يكن الزبيري شخصا عاديا، بمقدار ما كانت شخصية استثنائية بكل معنى الكلمة"، و" كان متواضعا بسيطا أبى أن ينتقل إلى أي موقع آخر ومنزل آخر فيه من بهرجة الدنيا"، شاكرا لأبناء الثوار على لفتة التكريم، التي برغم بساطتها وتواضعها، تحمل بساطة وتواضع الزبيري، ونقاءه وزهده. أما ابنة ( محمد أحمد النعمان) فوزية نعمان- فتحدث عن تزوج الزبيري من امرأة واحد فقط، لأنه " لم يكن فاضي" حسب تعبيرها، وخلفت له وليدا واحد مع قرب نهاية مقتله. ودعت من يحاول تشويه صورة الزبيري والنعمان بين الأبناء بأن " كفوا عن هذا الهراء"، مطالبة بالتصدي لمن يحاول تشويه صورتهما، وتوضيح العلاقة بينهما. وكان أمين الملتقى ( محمد الشامي) أشار إلى أن مناسبة تكريم الزبيري قد تأجلت مرتين لظروف خاصة، اعتبر الحضور الذي شارك في الإحتفائية رغم عدم تقديم دعوة رسمية – أكبر ثروة وشرف. وأشار إلى جعل ملتقى أبناء الثوار من العام 2010، عام وفاء وعرفان للآباء الثوار، ورموز الحركة الوطنية وأسر الشهداء، حيث تم تشدين عدد من الثوار، أبرزهم تكريم أول وزير إعلام بعد الثورة وهو (علي محمد الأحمدي)، واللواء عبد الكريم السكري، وشخصيات أخرى. وقال في التكريم إحياء وتجسيد حقيقي للولاء الوطني سلوكا وممارسة، متحدثا عن الخطة القادمة للملتقى في التكريم، إذ من المنتظر أن يكرم القاضي أحمد عبد الله الحجري، وهو أول تكريم له منذ 33 عاما، وأحمد محمد نعمان، وتنفيذ زيارات إلى المحافظات لذات الغرض بالإضافة انه سيقوم الملتقى بتكريم المناضل الشيخ/ حسين عيسى عرفانا بأدواره النضالية في يوم الثاني والعشرين من مايو وذلك بمناسبة اعياد الوحدة الوطنية تسليم الشهادة الى نجله الشيخ/ محمد حسين عيسى عضو المجلس الأعلى بالملتقى . اضافة الى اقرار الملتقى تكريم شهداء مصر العربية بدرع الوفاء لشهداء مصر وكذلك تكريم شهداء فلسطين بدرع الوفاء للقدس ودرع الصمود. حضرها الأستاذ احمد غوث الدين ممثل منظمة مناضلي الثورة بمحافظة المحويت وعضو مجلس الشرف الأعلى بالملتقى والشيخ محمد حسين عيسى نجل المناضل المرحوم الشيخ حسين عيسى ومبارك الاحمدي مسئول فرع الملتقى بني ضبيان والأمين العام المساعد للشئون الأعلامية عبد الملك العصار ومعاذ الفقيه مسئول الهيئة الشعبية لمكافحة الفساد بالملتقى وعدد من اعضاء وممثلي ملتقى أبناء الثوار الى جانب حشد كبير من محبي الشهيد الزبيري وعدد من مثلي الوسائل الاعلامية بمختلف انواعها.