هيلة امرأة متعلمة واصلت دراستها إلى الماجستير وعلّمت أجيالًا على يدها ثم هجرت ذلك كله، بعد أن مزقت شهادتها لتلحق عامدة بركب الارهاب وتتسيد فيه قيادة أتاحت لها تحريك الخلايا وتسكينها في الاوكار ثم والتعتيم عليها وجمع الأموال الهائلة وبعثها غسلا وتهريبا الى خارج البلاد. والأخطر من ذلك دأبها على تجييش النساء تحت ستار الدعوة والجهاد، ليتفاعلن معها عملا وتعاطفا وبذلا فحظيت بمجوهراتهن ودعمهن المعنوي والمادي لعبا على غطاء المجاهدة.. النداء الذى كان ومازال يتردد فى كل الأوقات. فعلت كل ذلك وربما اكثر وهى تعقد حلقات الوعظ وتحفيظ القرآن لطالبات الكلية التى درست بها. وتحولت فى مدة قياسية الى ناشطة خطيرة لصالح القاعدة قيادة وفعالية وملاذا لنسائهم وأطفالهم، كما اوضحت بياناتهم الأخيرة. وبعد إزالة الستار عن النشاط الهدام لهذه المرأة والمسماة حركيًا (أم الرباب) والذى سبقه نشاط وفاء الشهري (أم هاجر الازدي) وضح للعيان ان هناك فصلا لم يكن معلوما لنا من فصول القاعدة يمكننا تسميته بحقبة الامهات التى لحقت حقبة الاباء فى الظهور. بل يفتح الباب على ارتباط هذا النشاط مؤخرا بالنساء وباعتبارهن بعدًا تفاعليًا للخلايا النائمة ومساعدا قويا للدعم اللوجستى لا يكتشف بسهولة استنادا الى خصوصية المرأة في مجتمعنا من جهة وميل الدولة الى احترام الأسر وعزوفها عن إعلان أسماء المنضمين الى ركب الإرهاب لإيمانها بعدم اخذ امرئ بجريرة آخر حتى لو كان ابنه وابنته، لان هذه الهيلة قد دخلت ضمن برنامج المناصحة الذي اقرته الدولة وأظهرت تغييرها، ثم ما لبثت ان عادت أشرس مما كانت بعد خروجها منه، ولم يعلن عن ذلك فى حينه بل ان من اعلن عن اسمها ونشاطها هو من نصب نفسه قائدا لها فى اليمن الا ان اللافت للأمر وصفه لها بالفاعلية والنشاط الكبير الفائدة لقاعدته، وهذا الامر بحد ذاته مدخل كبير للمتأمل لدراسة هذه الشخصية من جهة واتجاهات القاعدة فى تجييش النساء من جهة اخري وتوقيت الإعلان الذي فسره الكثيرون بانه إحدى وسائل لفت النظر ضمن اللعبة الإعلامية التي تمارسها القاعدة لصالح بعض الجهات. وكان عام 2003 أول ظهور علني لنشاط سيدات القاعدة عبر الشبكة العنكبوتية، حيث سعين الى بث النداءات وتجنيد الافراد فى المنتديات والمواقع المؤيدة لهم، إلا ان هذه الظاهرة بدأت بالانحسار التدريجي بفعل تأثير الضربات الأمنية المتتالية على التنظيم، حتى انحسر ذلك الدور تقريبا عام 2006 ثم اخذ مسارات مختلفة لجأت فيه القاعدة الى استعمال النساء كدروع تخفٍ عند اقتناء السلاح من جهة وارتداء أزيائهن من جهة أخرى. ورغم تأكيد بعض الخبراء الإعلاميين أن ارتباط النساء بالإرهاب لا يقوم على الفكر بل على العاطفة الا اننى لا أؤيد ذلك الرأي الى حد كبير. لاننى اعتقد انه يقوم على الفكر أولا ثم العاطفة لأنهن واستنادا الى تاريخ الحركات العالمية التى اطلعت عليها يصبحن أكثر شراسة وتمسكا وابتداعا حين يقتنعن فكريا وهذا ما اثبتته حالة هيلة وغيرها. الا ان المتزامل لكل ملابسات ظهور هذه الشخصية وظروفها يحق له التساؤل الملح: كم هيلة تقبع مستترة بيننا او تعمل فى الخفاء او انها مشروع تفجيري قادم؟! إن الظروف التى ساعدت على ظهور هذه الهيلة وغيرها ممن لا نعرف مازالت كما هي لم تحقق تغييرا كبيرا يذكر، ابتداء من توجهات المجتمع وانتهاء بالمؤسسات المختلفة وعلى رأسها تلك المعنية بتشكيل الفرد فكريا وأقصد التربية والتعليم وذاك حديث آخر.