توجه الرئيس اليمني علي عبد الله صالح الأربعاء إلى لندن في زيارة مفاجئة للعاصمة البريطانية يلتقي خلالها رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون. وأفاد مصدر رسمي ان زيارة صالح لبريطانيا "تهدف لبحث العلاقات الثنائية ومجالات التعاون المشترك بين البلدين بالإضافة إلى بحث المستجدات الإقليمية والدولية وفي مقدمتها التطورات في المنطقة وجهود مكافحة الإرهاب والقرصنة". وكانت لندن قد استضافت مؤتمرا للمانحين في نوفمبر2006 لدعم احتياجات اليمن التنموية ووصل حجم التعهدات للدول المانحة نحو 6 مليارات دولار لكن حكومة صنعاء لم تحصل إلا على 10 % من حجم تلك التعهدات. وكانت العلاقات اليمنية – البريطانية توترت اثر اتهام اليمن لبريطانيا بدعم حركة انفصالية قادها نائب الرئيس اليمني السابق علي سالم البيض في تسعينيات القرن الماضي لانفصال جنوب اليمن عن شماله. وخضع جنوب اليمن للاحتلال البريطاني لمدة 128 عاما واستقل عام 1967 وتوحد بعدها مع الشمال في 22 مايو-أيار 1990 في حين عادت أصوات تطالب بعودة دولة الجنوب كدولة مستقلة عن الشمال ويقود تلك الدعوات نائب الرئيس اليمني السابق على البيض. في غضون ذلك أعلن الرئيس اليمني علي عبد الله صالح أن تنظيم "قاعدة الجهاد في جزيرة العرب" اضر بالاقتصاد، وتوعد باجتثاثه واستئصال شأفته وتجفيف منابعه. وقال صالح في خطاب بث عقب الإعلان عن أول أيام شهر رمضان في اليمن "إن الجهود تتواصل من أجل التغلب على أبرز التحديات الاقتصادية والتي تنعكس بآثارها سلباً على العديد من التحديات ومنها ما يتصل بالتطرف والإرهاب". وأضاف "لن تتوانى أجهزتنا الأمنية في ملاحقة العناصر الإرهابية من تنظيم القاعدة دون هوادة والتي أضرت باقتصاد الوطن ومصالحه واستئصال شأفة الإرهاب وتجفيف منابعه". وشدد بانه لا مكان "للعناصر الإرهابية الضالة المنحرفة في تفكيرها وسلوكها والتي ناصبت الوطن والدين والإنسانية العداء وسعت إلى إشاعة الفساد في الأرض". وتبنى تنظيم القاعدة هجوما وقع في محافظة شبوة (جنوب شرق) في 25 تموز- يوليو واسفر عن مقتل ستة جنود يمنيين، بحسب بيان نشرته مواقع إسلامية متطرفة. وطالب صالح من الحكومة مواصلة تنفيذ برامجها وتدابيرها في المجال الاقتصادي وتقديم المزيد من التسهيلات والتشجيع للاستثمارات من اجل خلق المزيد من فرص العمل والحد من البطالة، وذلك للحد من تأثير القاعدة على اوساط الشباب. وابدى صالح في خطابه السنوي بمناسبة حلول شهر رمضان أمله أن يؤدي الحوار بين حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم وأحزاب اللقاء المشترك وشركائه إلى ما يحقق الغايات الوطنية المنشودة منه. وقال "لا بديل لوطننا وأمتنا عن الحوار الذي يعزز صلات الأخوة والتماسك والتلاحم في المجتمع ويحافظ على مصلحة الوطن والأمة وينميها ويغلق كل أبواب الشر المفتوحة على الانقسامات والتعصبات الضيقة والمدمرة".