يتسلح بالصبر , وبمكنسة يدوية متهرئة بانتظار فرج قادم , خالد – 35 عاما – عامل في مشروع نظافة مدينة تعز ( 260 كم ) جنوب العاصمة اليمنية صنعاء:- أعاني من مرض عضال داهمني منذ فترة , على إثره قرر الأطباء إجراء عملية جراحيه لكن راتبي المتدني غير كاف لسداد تكلفة العملية ومتطلبات المعيشة الصعبة التي دفعت الكثير منا للتسول . اضرابات قصة ( خالد) تختزل واقعا صعبا لشريحة عمالية هامة في اليمن هي شريحة عمال النظافة التي تخوض نضالا حقوقيا وإنسانيا لم يهدأ لمتابعة ملف التوظيف الرسمي ورفع الأجور والتأمين الصحي منذ سبع سنوات , متزامنا مع حزمة من الإضرابات كان أخرها تنفيذهم لإضراب جزئي منتصف شهر مايو الماضي شمل المرافق الحكومية والمختلطة والخاصة بعموم المحافظات اليمنية وذلك اثر دعوة الاتحاد العام لنقابات عمال اليمن للحكومة في بيان 'له بتاريخ 2 ابريل 2010 بتنفيذ مطالبه الخاصة برفع الأجور وتثبيت المتعاقدين بما فيها أجور عمال النظافة في حين شهدت بعض المحافظات سلسلة من الاعتصامات للضغط على الحكومة بغية تنفيذ ما التزمت به بموجب الاتفاقيات والتوجيهات الصادرة من رئيس الدولة . الخميس للتسول عدا ( خميس التسول ) كما يصفه عمال النظافة في اليمن فان سبعة أيام من بينها يوم الجمعة الغير مقدر بأجر هي أيام عمل في مشروع نظافة مدينة تعز , عمال وعاملات النظافة اجمعوا على معاناتهم المستمرة جراء حرمانهم من حقهم في التوظيف الرسمي ما يضطر الكثير منهم وأبناؤهم ونساؤهم للتسول , يشير على حسن محمد - متعاقد مع مشروع النظافة إلى أن راتبه الذي لا يتجاوز 20 ألف ريال منذ 10 سنوات ينفقه في ثلاثة أيام ثم يضطر أطفاله ونسائه إلى الخروج يوم الخميس للتسول في الشوارع من اجل مواصلة مشوار حياة تمتد 30 يوما , أما صبحي - المتعاقد منذ 12 عاما فاتهم النقابة بالتقصير في متابعة حقوقهم القانونية والإنسانية التي يتمتع بها غيرهم من العمال في القطاعات الأخرى , وقال :- نشعر أن النقابة لا تقوم بواجبها تجاه عمال النظافة كما يجب . زميلته العاملة عزة :- أعمل بالأجر اليومي منذ 11 سنة ولم يتم تثبيتي حتى الآن , ورواتبنا لا تفي بالحاجة الضرورية خاصة مع هذا الغلاء المتصاعد لأسعار المواد الغذائية ونحن أصحاب أسر وكثير منا مسكنه بالإيجار , نفس الشكوى وجدتها عند ( مها , رملة , سوريا , حُسن ) عاملات في نفس مشروع النظافة اللائي اتهمن النقابة الفرعية والعامة بالتقصير وراء مماطلة الجانب الحكومي في تثبيتهم على وظائفهم النظرة الدونية ويتهم بديع الخلافي - رئيس جمعية الآمال الناطقة باسم عمال النظافة - الجانب الحكومي بممارسة الوصمة والنظرة الدونية تجاه عمال النظافة التي تنتمي الى الفئة السمراء في اليمن والمعروفة اجتماعيا ( بالاخدام ) والبالغ عددها أربعة ملايين نسمة , مؤكدا ان عدم تثبيت عمال النظافة في اليمن يترتب عليه حرمانهم من امتيازات مختلفة مثل التامين الصحي والعمل الإضافي وعدم الفصل التعسفي والإجازات والإكراميات وغير ذلك مما يتمتع به الموظفون الحكوميون في المؤسسات الأخرى الذين يتقاضون رواتب تزيد عن 30 إلف ريال مع امتيازاتها المختلف علاوة على نظام التامين الصحي المكفول للعمال الموظفين رسميا بموجب قانون التامين الصحي رقم26 لسنة 1990م القانون ويرفض سمير المقطري رئيس نقابة عمال وعاملات النظافة بتعز اتهامات بعض العاملين لنقابة العمال بالمحافظة بالتقصير , وقال :- نحن نقوم بواجبنا تجاه المنتسبين للنقابة من العمال والعاملات بالمطالبة بتثبيتهم ورفع أجورهم ، وفيما يخص عدم صرف أجر العمل الإضافي قال ً: الإضافي يتم صرفه أولاً فأولاً ،وليس هناك عمل إضافي بلا اجر مطالبا الحكومة بالإسراع بتطبيق القانون رقم (43) لسنة 2005م الخاص بالأجور والمرتبات، والذي بموجبه يتم مساواة عمال النظافة بموظفي القطاع الحكومي العام وكذا تنفيذ توجيهات الرئاسة للحكومة بتثبيت عمال النظافة والعمل بما جاء في المذكرات الرسمية التي حصل عليها العمال , فيما يؤكد مدير مشروع النظافة - عبد الجليل الحميري أن تثبيت عمال وعاملات النظافة قراراً مركزياً وليس قراراً محلياً , ملمحا الى خطوات وبدائل أخرى ( لم يفصح عنها ) سيتم تنفيذها قريباً وستراعى أوضاع منتسبي المشروع من العمال والعاملات وحتى المتوفين والمتقاعدين مقاضاة الحكومة وارجع محمد علي المرزوقي رئيس المكتب التنفيذي للنقابة العامة لعمال البلدية وهي نقابة مستقلة أسباب عدم تثبيت عمال النظافة في اليمن على وظائفهم إلى وجود مستفيدين من بقائهم متقاعدين , وأشار المرزوقي الذي تعرض للاعتقال ثلاث مرات كانت الأولى عام 99م والثانية عام 2006م والثالثة عام 2009م بسبب مطالبته بحقوق عمال النظافة إلى أن بعض كبار السن قد يدفعون أبناؤهم ونساؤهم للعمل في فترات مسائية من اجل تحسين الدخل ولا تستطيع النقابة عمل شيء في هذا الموضوع لان ذلك يتم برغبتهم . وكشف المرزوقي عن وجود 40 ألفا من أصل 50 الفا هم عدد عمال النظافة في اليمن يعملون بالأجر اليومي , محددا قضايا عمال النظافة في التثبيت ، الضمان الاجتماعي ، التأمين الصحي ، السلامة المهنية , وكشف عن قيام عمال النظافة في كل من العاصمة صنعاء ومحافظة اب بالتقديم بدعوى قضائية ضد الحكومة باعتبارها المسئولة الأولى عن عدم تنفيذ توجيهات الرئاسة , كما هدد بتصعيد قضية عمال النظافة الى المستوى الدولي والعربي . 250 معدل الاجور ويطالب الاتحاد العام لنقابات عمال اليمن ب 300 دولار كحد أدنى للأجور بدلا عن 250 دولار 'بما يوازي مستوى خط الفقر، وبتخفيض الهوة بين الحدين الأعلى والأدنى للأجور والمرتبات، وتخفيض ضريبة كسب العمل، وتثبيت المتعاقدين بمن فيهم عمال النظافة بالإضافة إلى مطالب أخرى , يأتي ذلك في الوقت الذي تكشف فيه إحصائيات رسمية عن ارتفاع متوسط دخل الفرد السنوي في اليمن إلى 1260دولاراً مع نهاية العام الماضي 2009 , ووفقا لتقرير حديث صادر عن الجهازالمركزي للإحصاء فأن متوسط دخل الفرد السنوي في اليمن ارتفع من 582 دولاراً في العام 2000 إلى (863 ) عام 2005 م ليسجل نهاية العام 2009 أكثر من 1200 دولار , في حين أشارت إحصائيات غير رسمية أن اخر معدل البطالة وصل الى32% مذكرات رسمية وتوجيهات رئاسية وحملة اعتقالات طالت مناصريهم وتهديد بتصعيد القضية على المستوى الدولي , لكن يبقى عمال النظافة في اليمن يبحثون عن أجور ... لا تدفع للتسول
