بينما تحيي دولة الكيان الصهيوني احتفالاتها بالذكرى الستين لإقامتها " هذه الذكرى التي تمثل نكبة لكل فلسطيني وعربي ، يزخر النتاج الفكري الإسرائيلي بالكثير من التنبؤات التشاؤمية إزاء مستقبل هذا الكيان المسخ ، وأصبح المزيد من الساسة والمفكرين الصهاينة يعبرون بصراحة عن قناعتهم بأن هذه الكيان إلى زوال. البروفيسير" أمنون روبنشطاين" الذي شغل في الماضي منصبي "وزير العدل "والتعليم في حكومتين سابقتين ، والذي تفرغ للكتابة حول مستقبل دولة الكيان ، بالإضافة إلى عمله كمحاضر للقانون في جامعة تل أبيب، يرى أن إسرائيل لا يمكنها البقاء مطلقًا بسبب نوعين من التهديد، خارجي يمثله فشل إسرائيل في ردع العرب عن مواصلة تهديدها والتربص بها، والتهديد الداخلي المتمثل في الفساد وتآكل ما يسميه "منظومة القيم الصهيونية" التي استند إليها الصهاينة في إقامة كيانهم البغيض. صحيفة هآرتس العبرية أجرت مقابلة مع روبنشطاين ليقول صراحة :" إنه على الرغم من أن انتصارات إسرائيل في حروبها الكبيرة مع الدول العربية، فإن هذه الانتصارات فشلت في اجتثاث الرغبة العربية في محاربة إسرائيل.. ويرى أن أكثر ما يجعل الأمور أكثر تعقيدًا في وجه إسرائيل هو "أسلمة الصراع "، واتخاذه بُعدًا دينيًا، الأمر الذي لا يزيد فقط رقعة العداء لإسرائيل، بل يجعله أكثر حدةً. ويعتبر " البروفيسير الاسرائيلي " أنه من الحمق الانطلاق من افتراض مفاده أن الأنظمة العربية الحالية ستبقى للأبد، مؤكدًا أن إسرائيل قد تستيقظ في يومٍ ما وقد أحيطت بأنظمة حكم ذات توجه إسلامي، لا ترفض وجود إسرائيل فحسب، بل تتجند من أجل إزالتها. ويسخر "روبنشطاين" من أولئك الذين يراهنون على التفوق الإسرائيلي في مجال التكنولوجيا الحربية، محذرًا من أنه بإمكان العالم العربي تطوير مثل هذه التقنيات عندما تتوفر فيه الإرادة السياسية لذلك. وقد رصد " البروفيسير الاسرائيلي " مظاهر تحلل منظومة "القيم الصهيونية"، مثل ميل الشباب الإسرائيلي لعدم التضحية من أجل " الدولة العبرية " والذي يعكسه تهاوي الدافعية في صفوفهم للتجند في صفوف الوحدات المقاتلة في الجيش الاسرائيلي، الأمر الذي جعل عبء العمل العسكري يقع في الواقع على كاهل نسبة قليلة من المجتمع.. من ناحيته ، قال " إيرز آيشل " مدير مدرسة "إعداد القادة" في تل أبيب :" إن قادة " الدولة العبرية " لم يعودوا مثالا يقتدي به الشباب الإسرائيلي.. ويؤكد أنه في الوقت الذي يصرخ قادة "اسرائيل" مهددين بشن مزيد من الحروب، كانوا يستثنون أبناءهم من تحمل عبء هذه الحروب، مشيرًا إلى حقيقة أن ابني رئيس الوزراء الحالي إيهود أولمرت تهربا من الخدمة العسكرية بالسفر للخارج. أما الجنرال الصهيوني " شلومو غازيت " الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية "أمان" فيرى أن رفض " إسرائيل" للتجاوب مع الرغبة العربية لحل الصراع يحمل في طياته دمار إسرائيل. وفي مؤتمر صحفي عقده في العاصمة السورية دمشق مساء الاثنين الماضي"21/4" ، قال ،خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس : إن هدف حركة "حماس" من أي تهدئة متبادلة مع الاحتلال الصهيوني هو حماية الشعب الفلسطيني، لاسيما في غزة، ورفع الحصار عنه وفتح المعابر ووقف العدوان، "لذلك اعتذرنا لكارتر عن وقف إطلاق النار من طرف واحد".. وأكد مشعل على قبول حركة حماس بدولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران (يونيو) عام 1967، على أن تكون عاصمتها القدس بسيادة حقيقية وبلا أي مستوطنات ومع حق عودة اللاجئين كاملاً، وبدون الاعتراف ب إسرائيل ". وتابع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس " نحن عيننا على شعبنا، ونحن نريد أن نقدم مصلحة الشعب، وما يعنينا أن يعترف العالم بالحقوق الفلسطينية ولا يعنينا بأن يعترف بحركة حماس، لأن الاعتراف بحماس وشرعيتها نابع من الشعب، ولا نضيع وقتنا بانتزاع اعتراف لحركة حماس، وما نسعى له هو الاعتراف بالحقوق الفلسطينية". الجنود الصهاينة يحتقرون جيشهم بركل قبعاتهم و بينما اعترف جيش الاحتلال الصهيوني بارتفاع عدد القتلى الإسرائيليين منذ مطلع العام الجاري إلى 24 "جندي ومستوطن ، أظهرت أفلام قصيرة تم نشرها على مواقع إخبارية جنودا إسرائيليين يتبارون بركل قبعاتهم بأحذيتهم تحقيرا لوحداتهم العسكرية .. وأظهر مقطع التقطه أحد الجنود عبر هاتف خلوي أن جنودا من احدى الوحدات الطبية يركلون القبعات ويدوسون عليها ويلعبون بها متنافسين من يستطيع منهم ركل قبعته إلى ابعد مسافة ممكنة الأمر الذي اعتبره الجيش الاسرائيلي أمرا غير لائق وينم عن الاحتقار .. وفي أعقاب الحادثة ، أصدر الجيش الإسرائيلي أوامره لجنود بعض الوحدات بعدم اقتناء أجهزة هاتف خلوي مع آلة تصوير أثناء خدمتهم العسكرية في الجيش ، وذلك بعد أن نشر بعض الجنود أفلاما قصيرة تظهر رفاقا لهم وهم يركلون قبعاتهم العسكرية التي تمثل شعار الوحدات والألوية العسكرية المختلفة في إشارة لاحتقارهم للجيش. واعترف جيش الاحتلال الصهيوني بأن الأسبوع الماضي كان أكثر الأسابيع سوداوية في تاريخ دولة الكيان الصهيوني ، حيث فقد جيش الاحتلال خلال هذا الأسبوع سبعة من أفراد وحدة النخبة ، في واحد من أكثر الأسابيع دموية بالنسبة لجنود الاحتلال الإسرائيلي خلال السنوات الأربع الماضية، ليرتفع بذلك عدد القتلى الإسرائيليين منذ مطلع العام الجاري إلى 24 "جندي ومستوطن ".. ووجهت كتائب القسام ، الجناح المسلح لحركة المقاومة الاسلامية "حماس" رسالة رُعب لجنود جيش الاحتلال الصهيوني ، وخيرتهم في هذه الرسالة بأنهم عندما يقررون دخول غزة فإنهم أمام خيارات أربعة "" إما الموت أو الأسر أو الإعاقة أو أن يعودوا بمرض نفسي إلى الأبد "..