الناصرة 'القدس العربي' - من زهير أندراوس: كشف المراسل السياسي في القناة العاشرة بالتلفزيون الإسرائيلي، أمس الخميس، كشف النقاب عن أنه قبيل التصويت على الاعتراف بفلسطين كدولة غير عضو في الأممالمتحدة الأسبوع الماضي، أجرى رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، الجنرال في الاحتياط يعقوف عميدرور، مكالمة هاتفية مع نظيره الألماني، كريستوف هويسغان، بهدف إقناعه بأنْ تُصوت بلاده ضد مشروع القرار الفلسطيني. وأضاف قائلاً إن المكالمة الهاتفية وصلت إلى الصراخ بين الاثنين، حيث أصر الألماني على أن بلاده ستمتنع عن التصويت ورفض الإذعان للتهديدات الصادرة من الجنرال عميدرور، وأشار المراسل إلى أن المكالمة بين الاثنين انتهت بغضب شديد من قبل الاثنين، وأن الصحافة العبرية في إسرائيل امتنعت عن نشر الخبر، بسبب الزيارة المقررة لرئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو إلى برلين. كما لفت إلى أن ألمانيا، كانت الدولة الوحيدة في أوروبا، والتي لم تقُم باستعداء السفير الإسرائيلي في برلين لتوبيخه بسبب قرار الحكومة الإسرائيلية بناء 3 آلاف وحدة سكنية في الضفة الغربيةالمحتلة وفي محيط القدسالمحتلة لعزلها عن محيطها الجغرافي الفلسطيني، وذلك، لأنه بحسب المصادر السياسية في تل أبيب، فضلت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركيل، أنْ تعرض الموضوع أمام نتنياهو شخصيا خلال اللقاء الذي عُقد أمس بينهما. علاوة على ذلك، نقل المراسل عن مصادر سياسية رفيعة المستوى في الدولة العبرية قولها إن المستوى السياسي في إسرائيل يخشى من فقدان صداقة ألمانيا، التي تُعتبر الدولة الأقوى في أوروبا، كما أن المصادر الأمنية لفتت إلى أن ألمانيا، وعلى الرغم من الضغوطات التي تعرضت لها، وافقت على تزويد إسرائيل بالغواصات القادرة على حمل الرؤوس النووية، على حد تعبيرها. في السياق ذاته، ذكرت صحيفة 'هآرتس' العبرية في عددها الصادر أمس الخميس أن لقاء رئيس الوزراء نتنياهو بالمستشارة الألمانية، أول من أمس الأربعاء، ترك نتنياهو خائب الأمل من المستشارة الألمانية، على الرغم من تصريحاته التي أدلى بها بعد اللقاء والتي أثنى بها على مواقف ألمانيا والتزامها بأمن الدولة العبرية، على حد تعبيره. ونقلت الصحيفة العبرية عن الصحيفة الألمانية (داي فولت) أن رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو قال في مقابلة مع الصحيفة إن اجتماعه مع المستشارة ميركل كان مخيبا للآمال. وتطرق نتنياهو في المقابلة مع الصحيفة الألمانية إلى الموقف الألماني وامتناع ألمانيا من التصويت ضد طلب الاعتراف بدولة فلسطينية، وقال ردًا على سؤال إنه يُقدر الموقف الألماني وتأييد ألمانيا للحملة العسكرية التي نفذها جيش الاحتلال ضد قطاع غزة والمسماة إسرائيليًا بعملية عامود السحاب، ولكنه استدرك قائلاً إنه سيكون منافقًا، إن لم يقل إنه، مثل كثيرين في الدولة العبرية، خائب الأمل من التصويت الألماني في الأممالمتحدة، معللاً ذلك بأن العلاقات الألمانية الإسرائيلية هي برأيه علاقات مميزة، على حد قوله. وساقت الصحيفة العبرية قائلةً، نقلاً عن مصادر إسرائيلية وصفتها بأنها مطلعة على حيثيات زيارة نتنياهو لألمانيا، أن رئيس الوزراء عبر عن اعتقاده بأن ألمانيا اعتقدت أن تصويتها سيدفع العملية السلمية بين الإسرائيليين والفلسطينيين قدما وإلى الأمام، لكن نشأ في الواقع وضع عكسي تمامًا، ذلك أنه بعد التصويت في الأممالمتحدة بدأت السلطة الفلسطينية تحت قيادة رئيس محمود عباس (أبو مازن) بالتقرب من ما أسماهم بإرهابيي حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وزاد رئيس الوزراء الإسرائيلي قائلاً للصحيفة الألمانية إن القرار لم يدع إلى الاعتراف بالدولة اليهودية، ولا إنهاء الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين، أو لتعزيز الأمن، بل على العكس من ذلك، فقد أدى القرار، بحسب نتنياهو، إلى تشجيع الفلسطينيين لتشديد مواقفهم، وعدم السير نحو المفاوضات، زاعمًا أن الامتناع الألماني عن معارضة القرار أعاد عجلة السلام إلى الوراء، على حد تعبيره. عد سنتين من العلاقات الجيدة تحولت خلالها ألمانيا إلى أقرب أصدقاء إسرائيل بعد الولاياتالمتحدة في العالم، وكانت أزمة حادة لم يسبق لها مثيل، قد اندلعت قبل نحو سنتين بعد التصديق على المخطط الاستيطاني لبناء 1100 وحدة سكنية في مستوطنة (غيلو) في القدسالمحتلة، بين ميركل و تنياهو. وفي أعقاب مكالمة توبيخ قاسية أجرتها ميركل معه، قال مسؤولون ألمان كبار لنظرائهم الإسرائيليين إن ميركل لم تعد تصدق أي كلمة يقولها نتنياهو. ونقل عن مسؤول سياسي إسرائيلي قوله إن ما أخرج ميركل عن طورها هو تجندها المكثف لمساعدة إسرائيل في عرقلة التصويت في مجلس الأمن بشأن قبول فلسطين بعضوية كاملة في الأممالمتحدة. وبناء على طلب نتنياهو مارست ميركل ضغوطا شديدة على رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، من أجل التراجع وانتقدت سياسته وقادت الدول الأوروبية في ممارسة الضغوط، وواصلت ضغوطها حاليا على عباس لكي يوافق على بيان الرباعية الدولية وتجديد المفاوضات. علاوة على ذلك، أعرب نتنياهو في اللقاء الصحافي مع الجريدة الألمانية عن خيبة أمله من غالبية الدول الأوروبية، التي أيدت الفلسطينيين، باستثناء تشيكيا التي صوتت مع إسرائيل ضد القرار. وكان نتنياهو قد زار الأربعاء براغ في طريقه إلى ألمانيا، حيث شكر المسؤولين في الجمهورية التشيكية، الدولة الوحيدة في الاتحاد الأوروبي التي صوتت ضد منح فلسطين صفة دولة مراقب غير عضو في الأممالمتحدة. وقال نتنياهو في لقاء صحافي مشترك مع نظيره التشيكي بيتر نيتشاس: باسم شعب إسرائيل أود أن أعرب عن شكري العميق على الموقف الواضح (للجمهورية التشيكية) في أثناء التصويت في الأممالمتحدة، وتابع نشكركم على صداقتكم وشجاعتكم. نشكركم لأنكم وقفتم في صف الحقيقة، يُشار إلى أن هذه الزيارة الثانية لنتنياهو إلى براغ هذه السنة، والثالثة منذ نيسان (ابريل) 2011، تأتي في حين يثير إعلان مشاريع استيطانية جديدة في الضفة الغربيةالمحتلةوالقدس الشرقية موجة من الانتقادات الدولية.