يبدأ الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي اليوم الثلاثاء زيارة رسمية إلى تركيا في إطار جهوده الرامية إلى تنشيط الدبلوماسية اليمنية في الخارج لتوضيح الوضع اليمني الراهن على أعلى المستويات من أجل خلق لوبي دولي مساند للشرعية الدستورية في البلاد التي يمثلها هادي، وذلك بالتوازي مع المكاسب العسكرية التي حققتها قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية الموالية له في الداخل. وذكر مصدر رسمي ل(القدس العربي) «ان زيارة هادي إلى تركيا تأتي ضمن تحركاته التي بدأها مؤخرا لتنشيط الدبلوماسية اليمنية على نطاق واسع لإعطاء صورة واضحة عن الوضع اليمني الراهن للعالم الخارجي، بعيدا عن المغالطات التي يحاول اللوبي الدبلوماسي التابع للرئيس المخلوع علي صالح إيصالها للعالم الخارجي، إثر الحضور الكبير لأتباعه في أغلب السفارات اليمنية في الخارج، لعدم قيام هادي منذ تسلمه السلطة في البلاد بتغيير دبلوماسي شامل». وكان الرئيس بدأ هذا التنشيط الدبلوماسي مؤخرا بتعيين السياسي الناصري المخضرم الدكتور عبدالملك المخلافي رئيسا للدبلوماسية اليمنية كوزير للخارجية، والذي بدأ منذ اليوم الأول لتعيينه بتحركات مكوكية في دول المنطقة تطلعا للتنشيط الدبلوماسي المنشود. والتقى الرئيس هادي أمس الاثنين في الرياض التي وصلها قبل يومين بسفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي وذلك قبيل انعقاد جلسة مجلس الأمن الدولي الخاصة بمناقشة الوضع الانساني والسياسي في اليمن المقررة يوم غد الأربعاء. وذكر مصدر رئاسي أنه «وضع هؤلاء السفراء أمام المستجدات على الساحة اليمنية ونتائج مكوثه في العاصمة المؤقتة عدن بعد تحريرها والمحافظات المجاورة لها من الانقلابيين فيما يتصل بتطبيع الأوضاع وعودة الخدمات الأساسية التي دمرتها ميليشيا الحوثي وصالح الانقلابية والتي تتطلب مزيد من العمل ودعم المجتمع الدولي لإعادة الاعمار». وذكر أن هادي أشار إلى إلى جملة من اللقاءات والجهود التي بذلها خلال الفترات الماضية التي مكثها في العاصمة الموقتة عدن وذلك «للوقوف على جملة من الصعوبات والتحديات التي واجهها ويواجها اليمن من اجل الوصول إلى مخرجات الحوار الوطني التي اتفق عليها مختلف أطياف الشعب اليمني من الأحزاب والمكونات السياسية والمرأة والشباب ومنظمات المجتمع المدني والمسنودة بالمبادرة الخليجية وقرارات الشرعية الدولية». ونسب إلى الرئيس هادي قوله «للأسف انقلب الحوثيون وصالح على ذلك المشروع الحيوي والحضاري الذي اختاره اليمنيون سبيلا لإدارة حياتهم من خلال الدولة الاتحادية الجديدة التي يعيش في ظلها وكنفها كافة أبناء الوطن في ظل العدالة والمساواة والحكم الرشيد». وكشف أن «التدخل الإيراني في اليمن ليس وليد اللحظة بل منذ وقت مبكّر وهذا ليس بجديد، بل مرصود وموثق من خلال شحنات الأسلحة التي تم ضبطها عبر سفينة جيهان 1 وجيهان 2 وسفراء الدول الخمس والأمم المتحدة على اطلاع بكل تلك التداعيات وما تلاها من انقلاب سافر على الشرعية والإجماع الوطني لتنفيذ أجندتهم الدخيلة باستنساخ التجربة الإيرانية في اليمن وهذا مارفضه شعبنا اليمني من أقصاه إلى أقصاه وقاوم الانقلابيين رغم استيلائهم على مقدرات الدولة». وقال هادي «لقد عانى أبناء الشعب اليمني الكثير من المآسي جرى الأعمال الإجرامية التي ارتكبتها المليشيا الانقلابية من قتل الأبرياء وتشريد الأسر وحصار وتدمير المدن حتى حقق شعبنا اليمني المؤمن بقضيته الانتصار على تلك المليشيا في الجبهات والمواقع بمختلف المحافظات وصولا إلى مشارف العاصمة صنعاء». مؤكدا أن حكومته تواجه «عقليات معقدة تريد تدمير البلد لأجل العودة للسلطة، مستخدمة كل الوسائل غير المشروعة بما في ذلك دعمها للجماعات الإرهابية لخلط الأوراق، وتحاصر مدينة تعز منذ عدة شهور دون أدنى مسؤوليات إنسانية او اخلاقية». وعقد الرئيس أيضا اجتماعا استثنائيا في العاصمة السعودية الرياض بالهيئة الاستشارية الرئاسية بحضور نائب الرئيس رئيس الوزراء خالد بحاح. وقالت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) الحكومية ان هادي وضع مستشاريه السياسيين أمام مستجدات الأوضاع على الساحة اليمنية بشقيها السياسي والعسكري وأطلعهم على آخر المستجدات على صعيد الانتصارات الأخيرة للجيش الوطني والمقاومة الشعبية على الميليشيا الانقلابية في محيط العاصمة صنعاء وبقية المناطق التي تدور فيها مواجهات ساخنة بين الجانبين. إلى ذلك، شنت مقاتلات التحالف العربي أمس الإثنين غارات جوية استهدفت مواقع متفرقة يسيطر عليها عناصر يشتبه في انتمائهم لتنظيم القاعدة في محافظة لحج 337/ كم جنوب شرق صنعاء. وقالت مصادر محلية وصحافية إن ثلاث غارات جوية استهدفت «عناصر منتمية لتنظيم القاعدة» في مركز مدينة الوهط بلحج، و خلف المجمع القضائي في حين استهدفت الغارة الثالثة موقعاً بمنطقة الدبا بلحج. ولم تتضح حتى الآن الخسائر المادية والبشرية التي خلفها القصف، في حين ما تزال مقاتلات التحالف تحلق في أجواء المنطقة. وتأتي هذه الغارات بعد يوم من استهداف ثلاث مدرعات تابعة لقوات التحالف العربي شمال مدينة الحوطةبلحج بسيارة مفخخة أثناء توجهها إلى جبهة «كرش» الواقعة على حدود محافظة تعز. وذكرت المصادر أن مسلحين يشتبه في انتمائهم لتنظيم القاعدة فجروا سيارة مفخخة عن بعد أثناء مرور المدرعات، ما أسفر عن مقتل جندي إماراتي وجرح آخر، وإعطاب مدرعة، ولم تتبن أي جهة مسؤوليتها عن تلك العملية حتى الآن. وتشارك القوات الإماراتية بشكل كبير في العمليات التي تخوضها قوات التحالف العربي ضد الحوثيين والقوات العسكرية الموالية للرئيس اليمني السابق علي صالح في اليمن منذ آذار / مارس الماضي. ويحاول عناصر تنظيم القاعدة توسيع سيطرتهم على مواقع جنوباليمن مستغلين الانفلات الأمني الكبير الذي تشهده البلاد جراء المواجهات المسلحة بين الحوثيين مسنودين بقوات صالح من جهة، وقوات الجيش والمقاومة الشعبية مدعومة بوحدات من قوات التحالف العربي من جهة أخرى. وقُتل أحد أفراد الجيش الوطني، التابع للرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، وأصيب آخرون، أمس الإثنين، في انفجار استهدف نقطة أمنية، في عدن، جنوبي البلاد، وفق مصدر أمني. وقال المصدر، مفضلاً عم ذكر هوتيه، إن جندياً قُتل، وأصيب آخرون (لم يحدد عددهم)، في انفجار استهدف نقطة أمنية تقع بالقرب من فندق «الصخرة»، الواقع على مدخل منطقة التواهي، جنوب غربي عدن. وأشار المصدر نفسه إلى أن التحقيقات ما تزال جارية لمعرفة ملابسات الحادث، مرجحاً أن يكون الانفجار ناجم عن عبوة ناسفة زُرعت في المكان. وتشهد محافظة عدن التي اتخذها الرئيس هادي، عاصمة مؤقتة (بعد سيطرة الحوثيين على صنعاء في سبتمبر/أيلول الماضي)، ومقراً لإقامته (غادر السبت إلى الرياض، بعد عودة إلى المحافظة استمرت قرابة شهرين)، حوادث قتل وتفجير متكررة. وعلى الصعيد الإنساني، أعلن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة أنه نجح في توصيل مواد غذائية إلى 18 ألف شخص داخل منطقة تشهد قتالا عنيفا في مدينة تعز المركزية في اليمن حيث يحتاج السكان بشدة إلى مساعدات غذائية خارجية. ودخلت القافلة منطقة «القاهرة» محملة بنحو 3 آلاف حصة غذائية عائلية يكفي كل منها لإطعام أسرة مكونة من ستة أفراد لمدة شهر، وتشمل هذه الحصص الغذائية الزيت النباتي والقمح والبقول والسكر. وهذه هي المرة الثانية هذا العام التي يستطيع فيها برنامج الأغذية العالمي الوصول إلى مناطق الصراع في القاهرة. وفي 21 كانون ثان/يناير وصل إلى منطقتي القاهرة والمظفر، وقام بتوزيع مواد غذائية على 3 آلاف أسرة. وتزامن تسليم المواد الغذائية أمس الأول السبت مع زيارة إلى مدينة تعز التقت فيها بورنيما كاشياب ،الممثل والمدير القطري لبرنامج الأغذية العالمي في اليمن، مع مسؤولين محليين وشهدت وصول المساعدات الإنسانية. وقالت كاشياب :»إن معرفة أننا سوف نأتي مرة أخرى يمثل فارقا كبيرا لأسرة تعيش في منطقة يصعب الوصول إليها، هذا ليس مجرد تقديم المساعدة لمرة واحدة، يستطيعون الاعتماد علينا». وأفاد برنامج الأغذية العالمي أمس بأن تعز هي واحدة من المحافظات العشرة من إجمالي 22 محافظة في اليمن التي تعاني انعدام الأمن الغذائي الشديد الذي وصل إلى مستوى «الطوارئ»، وهو المستوى الذي يسبق «المجاعة» مباشرة وفقا لمقياس مكون من خمس نقاط في التصنيف المرحلي المتكامل لحالة الأمن الغذائي. وأضاف أنه بفضل مساهمة من المملكة العربية السعودية بلغت 143 مليون دولار أمريكي نهاية عام 2015، استطاع البرنامج الاستمرار في تقديم المساعدة الحيوية في مختلف أنحاء اليمن وفي المناطق التي يصعب الوصول إليها في مدينة تعز ومناطق أخرى في البلاد.