لم يقتصر الدعم الخليجي لليمن على الجانب العسكري المساند للشرعية، بل يوازي ذلك دعم إغاثي وإنساني للتخفيف من الحالة المعيشية الصعبة التي يمر بها اليمنيون؛ من جراء الحرب التي أشعلتها مليشيا الحوثي الانقلابية بالتحالف مع الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح. وتنضوي دول الخليج، عدا عُمان، في التحالف العربي الذي تدخل عسكرياً في اليمن أواخر مارس/ آذار 2015، بطلب من الرئيس عبد ربه منصور هادي لمساندة الشرعية من خلال الضربات الجوية، ودعم قوات المقاومة الشعبية والجيش الوطني، لوجيستياً وعسكرياً، وهو ما أثمر خلال العام الأول من التدخل عن تحرير نحو 80% من أراضي اليمن. - وضع إنساني صعب المنظمات الدولية مثل الفاو واليونيسف وغيرها كشفت عن أرقام مأساوية أنتجها الوضع الإنساني في اليمن، حيث أشارت التقارير إلى أن 21 مليون يمني بحاجة إلى مساعدات إغاثية، ونحو 14 مليوناً يعانون انعدام الأمن الغذائي، ونحو مليون ومئتي ألف طفل يتهددهم خطر سوء التغذية. منسق الشؤون الإنسانية بالأممالمتحدة في اليمن، جيمي ماك غولدريك، قال في تصريحات صحفية، إن نحو 113 يمنياً يموتون يومياً بسبب نقص المواد الطبية والمساعدات الإنسانية، لافتاً إلى أن قرابة 19 مليوناً لا يحصلون حالياً على مياه صالحة للشرب، وهو ما ينذر بعواقب صحية كبيرة، لا سيما في ظل مغادرة عدد كبير من الأطباء المتطوعين نتيجة اشتداد الحرب. وفي نداء إنساني عاجل دعت الأممالمتحدة المجتمع الدولي للتبرع ب 1.6 مليار دولار أمريكي لتمويل برامج إغاثة ودعم المدنيين في اليمن. - صدارة سعودية خليجية دول الخليج تصدرت حجم المساعدات الإنسانية المقدمة إلى اليمن، حيث تجاوزت مساعداتها 800 مليون دولار أمريكي مقابل نحو 500 مليون دولار أمريكي للمنظمات الدولية والدول الأجنبية، مثل الولاياتالمتحدة والمملكة المتحدة وكندا وهولندا واليابان وألمانيا والسويد والمفوضية الأوروبية. فبعد أيام قليلة من انطلاق عمليات عاصفة الحزم تم تأسيس "مركز الملك سلمان للإغاثة الإنسانية" من خلال تبرع الملك سلمان 274 مليون دولار أمريكي للإغاثة في اليمن، وهو الرقم الأكبر بحسب وزير التخطيط اليمني الذي أوضح في تصريحات صحفية أن مساعدات مركز الملك سلمان تصل إلى نحو 60% من حجم المساعدات الإنسانية التي وصلت اليمن، إذ بلغت حتى ديسمبر/ كانون الأول الماضي نحو 409 ملايين دولار أمريكي بحسب بيان لمركز الملك سلمان. تركزت المساعدات السعودية على علاج نحو 3500 جريح في المملكة والأردن والسودان، بالإضافة إلى استيعاب نحو 25 ألف طالب في مدارس المملكة، ومساعدة اللاجئين اليمنيين في جيبوتي، وإرسال المساعدات الغذائية والطبية. - قطاعات مختلفة دولة الإمارات بدورها قدمت مساعدات بنحو 230 مليون دولار أمريكي، خصصت لتوفير الوقود والطاقة الكهربائية والمواد الغذائية والطبية، وتوفير المياه، ومشاريع الصرف الصحي، استفاد منها نحو مليون و100 ألف شخص. وفي قطاع مشاريع التعليم في محافظة عدن يعمل الهلال الأحمر الإماراتي على إعادة إعمار وترميم 154 مدرسة، وأنجز ترميم وصيانة وتسليم أكثر من 123 مدرسة في المحافظة بعد تأهيلها وتأثيثها بكامل المعدات، إضافة إلى توزيع الحقائب المدرسية والقرطاسية على الطلبة. كذلك تم صيانة وتأهيل نحو 14 مؤسسة صحية، منها خمسة مستشفيات كبيرة وتسع عيادات في مختلف مناطق محافظة عدن، وشراء الأدوية العلاجية لمرضى السرطان وغسيل الكلى، إضافة إلى مستلزمات طبية أخرى وشراء سيارات إسعاف ونقل الأدوية، كما تم إعادة تأهيل ثماني حدائق. - شحنة تاريخية أما دولة قطر فقد خصصت 100 مليون دولار أمريكي لتغطية الاحتياجات الإنسانية والتنموية على مدار السنوات الثلاث المقبلة من خلال جمعية قطر الخيرية، التي نفذت دراسات بشأن هذه الاحتياجات، وفقاً لكلمة رئيس الجمعية في فعالية أقيمت في الدوحة مطلع الشهر الماضي. دولة الكويت تبرعت بمبلغ 100 مليون دولار أمريكي لمساعدة اليمن إنسانياً عبر حملة "الكويت إلى جانبكم" التي قدمت حتى فبراير/شباط الماضي، نحو 17 مليون دولار أمريكي كمساعدات غذائية استهدفت 10 محافظات، واستفاد منها نحو 3 ملايين وفقاً لبيانات الحملة. 910 أطنان مساعدات طبية وإغاثية قدمتها مملكة البحرين كدفعة أولى من المساعدات البحرينية، ووفقاً للدكتور مصطفى السيد، الأمين العام للمؤسسة الخيرية الملكية، فإن هذه الشحنة تعتبر أكبر شحنة إغاثية في تاريخ البحرين. - صعوبات وتحضيرات وزير الإدارة المحلية اليمني الذي يشغل منصب رئيس اللجنة العليا للإغاثة، عبد الرقيب سيف، قال ل"الخليج أونلاين": إن "صعوبات عدة واجهت العمل الإغاثي والإنساني في اليمن خلال العام الأول من الحرب، أبرزها حالة عدم الاستقرار التي عاشتها الحكومة اليمنية؛ من جراء وجودها في الرياض، خصوصاً قبل تحرير عدن، وكذلك استمرار حصار المليشيا الانقلابية لتعز منذ 10 أشهر، وهو ما أعاق وصول المساعدات". وأشار إلى أن هناك تحضيرات وخطوات مهمة لتحسين العمل الإغاثي والإنساني تمحورت في توحيد جهود الإغاثة الخليجية بما يضمن تكامل الأدوار، وعدم تكرار توزيع المساعدات في بعض المناطق. وخلص الوزير اليمني إلى أن "الاجتماع الذي عقد في مركز الملك سلمان الشهر الماضي وجميع هيئات الإغاثة الخليجية انبثقت عنه نتائج جيدة في سبيل إيجاد قاعدة بيانات موحدة، وترتيب عملية الإغاثة خلال الفترة المقبلة".