بدأت المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، إرثارين كازين، اليوم السبت، زيارة إلى اليمن، بالتزامن مع تحذيرات أممية من مجاعة محتملة في البلاد. وتقوم كازين خلال زيارتها التي تستمر 3 أيام، بزيارة المناطق المهددة بالمجاعة، سواء كانت خاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية، أو سيطرة جماعة "أنصار الله (الحوثي)". واستهلت المسؤولة الدولية برنامجها بزيارة عدن العاصمة المؤقتة للبلاد، والتقت رئيس الحكومة أحمد عبيد بن دغر، وناقشت معه "آليات إيصال المساعدات الغذائية إلى جميع المحافظات دون استثناء"، وفقا لوكالة سبأ التابعة للحكومة. وتأتي الزيارة وسط تحذيرات أممية من إغلاق ميناء الحديدة غربي اليمن، الذي يُعتمد عليه في استقبال 70% من واردات الغذاء. ووفقا للوكالة الرسمية، فقد أكد بن دغر أن الحكومة "ستقدم الدعم والتسهيلات اللازمة لبرنامج الغذاء العالمي والمنظمات الدولية الأخرى لتستمر في إيصال المساعدات الغذائية والعلاجية إلى جميع المواطنين في مختلف المناطق". وأشار إلى أن "الحكومة قدمت التسهيلات للمساعدات الإنسانية في جميع الموانئ والمنافذ البرية والبحرية والجوية لتسهيل مرور المواد الإغاثية"، متهما الحوثيين ب"استغلال تلك التسهيلات في تهريب السلاح". ودعا بن دغر برنامج الغذاء العالمي والمنظمات الأخرى إلى "فتح مقراتها الرئيسيّة في عدن، ومباشرة أعمالها اﻹنسانية التي يحتاجها اليمنيون، اليوم أكثر من أي وقت مضى، وذلك مع استمرار المنظمات ممارسة أعمالها من العاصمة صنعاء الخاضعة للحوثيين". من جهتها، قالت كازين إن "المدير الإقليمي للمنظمة سيتواجد غالباً في العاصمة المؤقتة عدن، والمنظمة ستعمل بشكل منتظم من عدن في إرسال المساعدات إلى المتضررين". ولفتت إلى أنه "أصبح بالإمكان استقبال المساعدات الغذائية من ميناء عدن والمكلا والمخا (الخاضعة لسيطرة الحكومة) وإيصالها للمحتاجين". ومن المقرر أن تنتقل المسؤولة الدولية غدا الأحد، إلى صنعاء للقاء المسؤولين في "حكومة الحوثي" غير المعترف بها دولياً، وزيارة مناطق توزيع المساعدات الغذائية للمتضررين من الحرب، وفقا لمصادر أممية للأناضول. ويعيش اليمن أوضاعاً إنسانية صعبة، مع تسبب الحرب المستمرة منذ عامين، في وصول ثلثي السكان إلى ما دون خط الفقر، واحتياج أكثر من 18 مليون نسمة، إلى المساعدات. وقبل يومين، قال برنامج الأغذية العالمي إن "اليمن يمثل حاليا أكبر حالة طوارئ لإنعدام الأمن الغذائي في العالم، مع انعدام الغذاء عن ثلثي السكان". وتشير النتائج الأولية للتقييم الطارئ للأمن الغذائي والتغذية في اليمن إلى أن عدد الأشخاص الذين يعانون انعدام الأمن الغذائي قد قفز بمقدار 3 ملايين خلال الأشهر ال 7 الماضية. وحسب البرنامج، فإنه "إذا لم يتم تأمين الأموال بصورة عاجلة في الوقت المناسب، سوف تنفد المخزونات الغذائية خلال أبريل/نيسان المقبل".
