سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
القربي: زيارة الرئيس للأردن ومصر لحشد الجهود لمكافحة القراصنة الصوماليين الإرهاب ..سلامة الملاحة البحر الأحمر..والوضع العربي ..القضايا الأبرز في قمة مغلقة جمعت صالح ومبارك بالقاهرة
مكافحة الإرهاب وأعمال القرصنة في جنوبي البحر الأحمر وخليج عدن وسبل مواجهتاهماللحفاظ على سلامة الملاحة الدولية، والوضع العربي خصوصاً في فلسطين والعراق ولبنان كانت ابرز ما تم مناقشته في القمة المغلقة التي انعقدت اليوم بقصر الرئاسة بالعاصمة المصرية القاهرة بين الرئيس اليمني علي عبد الله صالح ونظيرة المصري محمد حسني مبارك ونقلت وكالة سبأ للأنباء أن المباحثات بين الزعيمين تركزت على قضايا التعاون الثنائي والسبل الكفيلة بتنمية وتوسيع التعاون المشترك بين البلدين في مختلف المجالات خصوصا في الجوانب الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والأمنية بما يصب في خدمة العلاقات الأخوية الحميمة التي تربط الشعبين الشقيقين. بعد ذلك عقدت جلسة مباحثات يمنية مصرية برئاسة الرئيس علي عبد الله صالح والرئيس حسني مبارك، حضرها من الجانب اليمني رئيس مجلس النواب يحيى علي الراعي ورئيس مجلس الوزراء الدكتور علي محمد مجور وسفير اليمن بالقاهرة الدكتور عبدالولي الشميري. كرست المباحثات لمناقشة العلاقات االتي تجمع البلدين الشقيقين وتقييم التعاون الثنائي ومستوى تنفيذ الاتفاقيات وبروتوكولات التعاون ومذكرات التفاهم الموقعة بين البلدين، وكذا مناقشة السبل الكفيلة بتنمية وتعزيز التعاون المشترك والدفع به نحو آفاق رحبة في كافة المجالات وصولا إلى تحقيق التكامل والشراكة المنشودة بين الشعبين. وتناولت المباحثات تطورات الأوضاع والمستجدات في المنطقة وفي مقدمتها المستجدات على الساحة الفلسطينية وتنسيق جهود البلدين المبذولة من أجل رأب الصدع الفلسطيني وحل الخلافات بين حركتي فتح وحماس واستئناف الحوار بين الفصائل الفلسطينية لما من شأنه إنهاء الانقسامات الداخلية وتعزيز الوفاق والاصطفاف الفلسطيني. وتطرقت المباحثات إلى القضايا التي تهم اليمن ومصر وخصوصا المتصلة بجهود البلدين في مكافحة الإرهاب والسبل الكفيلة بالحفاظ على سلامة الملاحة الدولية في منطقة جنوبي البحر الأحمر وخليج عدن ومواجهة أعمال القرصنة, إلى جانب التشاور والتنسيق إزاء مستجدات الأوضاع في العراق والسودان والصومال ومنطقة القرن الأفريقي. هذا وكان وزير الخارجية الدكتور أبو بكر ألقربي، قال اليوم في تصريح صحفي إن زيارة الرئيس علي عبدالله صالح للأردن ومصر، تأتي في إطار جهود الرئيس للتنسيق مع الدول المطلة على البحر الأحمر وحشد الجهود لمكافحة ظاهرة القرصنة البحرية التي ينفذها قراصنة صوماليون. وكانت أنباء صحفية ذكرت أن جهود يمنية - أردنية – مصرية، تبحث بصورة جدية في مخاطر القرصنة ومستقبل الملاحة الدولية ومنع أي مخططات لتدويل أمن البحر الأحمر. وأوضح الدكتور ألقربي في تصريح إلى "السياسية" أن الجهود التي يقودها الرئيس، تأتي في إطار حرصه على أمن البحر الأحمر والأمن القومي العربي. ودعا الدكتور القربي الدول المطلة على البحر الأحمر إلى تحمل مسؤولياتها تجاه أعمال القرصنة، وقال: "يجب على الدول المطلة على البحر الأحمر وبحر العرب تحمل مسؤولياتها وتنسيق الجهود فيما بينها لمكافحة أعمال القرصنة وعدم الاعتماد على الدول الأجنبية في ذلك". والدول المطلة على البحر الأحمر إلى جانب اليمن هي مصر والسودان واريتريا وجيبوتي والسعودية والأردن. ويبلغ طول سواحل الصومال 3700 كلم وهي من السواحل الأطول في العالم، وتراقبها بين 12 و15 سفينة تابعة للتحالف البحري /كومبايند تاسك فورس 150/ الذي يضم عدة دول تعمل في مكافحة الإرهاب. وتأتي هذه التطورات بالتزامن مع إعلان الاتحاد الأوربي تشكيل قوة بحرية خاصة لمكافحة القرصنة في منطقة خليج عدن وقرب الساحل الصومالي. وقال وزير الدفاع الفرنسي إيرف مورين إن 8 دول على الأقل وافقت على المشاركة في هذه القوة. وتهدد حجم الهجمات التي يشنها القراصنة في سواحل الصومال بزيادة تكاليف التجارة الدولية وبتغذية إرهابيين بمصدر جديد للدخل، وفق ما خلص تقرير نشر الأربعاء. وقال مركز شاتام هاوس للدراسات في لندن إن قراصنة صوماليين هاجموا حوالي 60 سفينة في خليج عدن والمحيط الهندي منذ بداية عام 2008. ويقول التقرير إن الفديات التي حصل عليها قراصنة الصومال خلال العام الحالي وتتراوح بين 18 مليون دولار و30 مليون دولار حتى الآن، تستخدم في تمويل الحرب في الصومال. وتشق نحو 16 ألف سفينة سنويا مياه خليج عدن والذي يعدّ مثل قناة السويس، واحدا من أهمّ معابر التجارة الدولية. ويقول التقرير الذي يحمل عنوان "القرصنة في الصومال: تهديد التجارة الدولية وتغذية الحروب المحلية" إنّ تغيير معابر التجارة سيضيف أسابيع لرحلات الشحنات ومزيدا من كميات الطاقة المستخدمة وهو ما يزيد من تكاليف الشحن، وهو ما حدث فعلا بالنسبة إلى تأمين الشحنات التي تمرّ من خليج عدن. وانتقد التقرير ضعف رد الفعل الدولي رغم وجود سفن أميركية وفرنسية لمكافحة القرصنة في المياه الدولية وتعهد مجلس الأمن الدولي بالتحرك ضد القراصنة. من جهته أكد وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط دعم مصر الكامل للجهود المبذولة دوليا للحد من ظاهرة القرصنة، مشيرا إلى ضرورة توفير الحماية لحركة الملاحة البحرية في المياه الدولية قبالة السواحل الصومالية. وشدد أبو الغيط على أن الأسلوب الأمثل لمواجهة تلك الظاهرة يتمثل في تبني تدابير جماعية متفق عليها، وأن يتم التنسيق بين المبادرات المختلفة بشكل يضمن تعاون جميع الأطراف المهتمة بمكافحة تلك الظاهرة، وأن توضع ضمانات كافية تكفل شرعية وقانونية جهود مكافحة القرصنة. وكان الدكتور القربي أكد في كلمة اليمن أمام دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة ال63 التي عقدت مؤخراً في نيويورك، أهمية إحلال قوات دولية لإعادة الاستقرار في الصومال وتقديم الدعم اللازم لضمان نجاح مهامها، داعيا في الوقت نفسه كافة الأطراف الصومالية دون استثناء لرأب الصدع وإنهاء الخلاف والحرص على مصلحة الشعب الصومالي الشقيق، كما دعا جميع الأطراف الخارجية إلى عدم التدخل في الشأن الداخلي الصومالي. وأشار القربي إلى أن الآثار السلبية الناجمة عن انعدام الاستقرار في الصومال ستنعكس على كافة دول المنطقة وتهدد سلامة وأمن الملاحة في المياه الدولية نتيجة استشراء ظاهرة القرصنة. وقال: "إن الأوضاع في الصومال تستدعي من المجتمع الدولي وقفة جادة لتحقيق الأمن والسلام للشعب الصومالي وبما يسهم في تعزيز الأمن والاستقرار في منطقة القرن الأفريقي".