رفضت هيئة الاذاعة البريطانية 'بي بي سي' بث نداء عبر قنواتها التلفزيونية لجمع تبرعات إلى غزة، وبررت هذا الموقف بأنه جاء لحماية ثقة الجمهور بحيادية تغطياتها. وعزت الهيئة السبب للرفض الى خوف الهيئة من الاضرار بما قالت عنه 'حيادية' المؤسسة، فيما يرى مراقبون واعلاميون ان السبب يرجع الى عدم اغضاب اللوبي اليهودي. وتبعت ال'بي بي سي' مؤسسات اخرى في الامتناع عن بث النداء، مما سيؤدي لحرمان المشردين والجوعى والمرضى من التبرعات والعون المطلوب. وجاء رفض الهيئة على الرغم من وجود اتفاق عمره 46 عاما مع جمعيات ومنظمات الاغاثة الخيرية يضمن لهذه الجمعيات دقيقتين في فترة البث العام في ساعات الذروة لتوجيه نداء للمواطنين البريطانيين لمساعدة منكوبي الحروب والكوارث الطبيعية. وتقول الهيئة ان اعطاء اطفال غزة دقيقتين وفرصة نداء يؤثر على ما قالت انه 'حياديتها' اضافة 'لأسئلة' عن المال واين سيذهب، لحماس ام للسلطة الوطنية. وكانت لجنة الكوارث الطارئة قد اعلنت عن نداء على مستوى بريطانيا يوم الخميس، حيث اعلنت ان الدمار الذي تسببت به الحملة العسكرية الاسرائيلية والذي جاء نتيجة 3 اسابيع من القصف والغارات كان ' عظيما' ويجبر منظمات الاغاثة على التحرك للمساعدة. وتتكون لجنة الطوارئ هذه من اكبر 12 منظمة بما فيها الصليب الاحمر و'حماية الاطفال' (سيف ذا شيلدرن) والتي تتعاون من اجل جمع التبرعات اثناء الكوارث والحروب وتوفر الطوارئ من اجل توسيع جهودها وانقاذ المنكوبين وحمايتهم. وتعتمد اللجنة بشكل كبير على الفترة الحرة الممنوحة لها من الوسائل الاعلامية خاصة التلفزيون والراديو التي تسمح لها باذاعة بيان على الهواء للاغاثة مدته دقيقتان ومجانا. ويعود هذا التقليد الى عام 1963 عندما تضافرت جهود المنظمات من اجل نداء واحد حتى يوحد الجهود ولا يشتتها. وفي العادة تقرر اللجنة اللقطات والمتحدث والنص ويتم توقيعه واقراره قبل بثه وتتم الموافقة عليها كذلك من المؤسسات. وفي حالة نداء غزة فقد توقف المحادثات عندما لم تتوصل الهيئات الاعلامية لاتفاق. وكان النداء سيظهر معاناة المنكوبين من الحرب والمشردين والجوعى، وفي حالة رفض المؤسسات التلفزيونية بث النداء فلا احد يبثه وهذا هو التقليد المعمول به. وعادة ما يؤدي نداء على مستوى بريطانيا تقوم به لجنة الكوارث الطارئة الى جمع 10 ملايين جنيه استرليني، ولكن بدون بث فالرقم سيكون اقل. وقالت مصادر صحافية ان 'بي بي سي' حساسة عندما يتعلق الامر بتغطية الشرق الاوسط حيث تتهم من اسرائيل بتحيزها للعرب واضطرت لاجراء تحقيق داخلي في الامر. وكان قرار 'بي بي سي' مدعاة لرفض عدد من المؤسسات الاعلامية الاخرى بث النداء منها 'بي سكاي بي' و'اي تي ان'، ولكن 'بي بي سي' تنفي ان تكون السبب في منع النداء. وفي بيان للهيئة جاء فيه ان بي بي سي مع مؤسسات اخرى قررت عدم بث النداء من اجل جمع تبرعات لغزة. وجاء في البيان ان الهيئة قررت عدم بث النداء بسبب الاسئلة حول التبرعات والى اي طرف ستذهب، وحتى لا تؤثر على حيادية المؤسسة مع انها طبعا ستواصل بث تقارير عن نكبة غزة، وبعد 'بي بي سي' نفت 'سكاي نيوز' ان قرارها ايضا جاء نتيجة لتحفظاتها، مشيرة ان قرار بي بي سي جاء اثناء مناقشتها للنداء وتذرعت بالتقاليد انه في حالة رفض مؤسسة فعلى الجميع الامتناع.