أكدت مصادر صحافية عبرية أن العدوان الصهيوني الأخير على قطاع غزة ألحق ضررًا حقيقيًا بالكيان الصهيوني على الصعيد الدولي. وقالت صحيفة "هاآرتس" في عددها الصادر يوم الأحد إن "إسرائيل خرجت إلى العملية في غزة في ظروف سياسية مريحة لا نظير لها، وذلك كرد فعل على إعلان حماس نهاية التهدئة، الذي اقترن باستئناف إطلاق الصواريخ. حيث ساند المجتمع الدولي العملية الإسرائيلية في البداية، والتي عرضت على أنها ردّ على الإرهاب" على حد قول الصحيفة. وأضافت: "لكن إصرار الحكومة على الاستمرار في العملية لمدة ثلاثة أسابيع، وإلحاق الدمار والقتل بأحجام مهولة في غزة، أضاع المصداقية عن العملية بل تسبب في ضرر حقيقي لمكانة "إسرائيل" الدولية. فما بدأ كعملية صادقة ينظر إليه في العالم اليوم كهجوم بربري على مواطنين لا حيلة لهم". وطالبت الصحيفة حكومة الكيان الصهيوني إلى تثبيت وقف إطلاق النار في غزة؛ لكونه يشكل مصلحة للكيان الصهيوني، والحيلولة دون اندلاع القتال مجدداً ودفع القناة الدبلوماسية لتحقيق التسوية مع المقاومة. وحذرت هاآرتس من أن "العزلة الإسرائيلية تبدو في زيادة من جميع الجهات، فالعالم العربي ثائر لصور الأطفال القتلى والبيوت المهدمة في غزة. والعلاقات مع تركيا تمر بأزمة. ومرة أخرى تسمع أصوات لتقديم ضباط من الجيش وسياسيين "إسرائيليين" إلى القضاء بتهم جرائم ضد الإنسانية. وتتهم فرنسا "إسرائيل" بوضع العراقيل أمام عمليات الترميم في غزة". تشكيك في مزاعم "الانتصار" و"ترميم الردع": وشككت الصحيفة العبرية في مزاعم "الانتصار" و "ترميم الردع" اللذيْن تباهى بهما قادة الكيان الصهيوني مع انتهاء الحرب في ضوء استمرار إطلاق النار من غزة فيما تحظى حماس باعتراف متزايد في العالم. ووصفت الصحيفة نداءات رئيس الحكومة الصهيونية "إيهود أولمرت" ووزيرة الخارجية "تسيبي ليفني" في هذه الظروف إلى استئناف التصعيد وإلى ردود فعل شديدة بأنها "غباء مطلق من شأنه فقط أن يزيد في عزلة إسرائيل". ورأت أن تهديد ليفني بشن عمليات أخرى يفهم منه أنه محاولة منها لخلق صورة قوية لها في المعركة الانتخابية، لكن كونها وزيرة للخارجية وعضواً في منتدى الثلاثة المخول باتخاذ القرارات فإن "مهمتها هي المبادرة إلى خطوات دبلوماسية و ليس عرقلتها". وخلصت صحيفة هاآرتس إلى مطالبة إسرائيل ب "أن تصحو من نشوة القوة التي طغت عليها في أعقاب الحرب في غزة وإعطاء فرصة حقيقية لتسوية سياسية"، وذلك بدلاً من تورط عسكري آخر.