أكدت حركة المقاومة الاسلامية حماس أن نتائج الانتخابات الإسرائيلية الأولية التي أظهرت تقدم حزب كاديما ثم حزب ليكود وإسرائيل بيتنا، أفرزت عمليا ثلاثة رؤوس للإرهاب الإسرائيلي مشددة على ثبات مواقفها. وقال فوزي برهوم الناطق باسم الحركة في تصريح صحفي مكتوب الأربعاء إن نتائج الانتخابات تؤكد أن المتجمع الصهيوني اتجه لاختيار الأكثر تطرفا والأكثر إثارة للإرهاب والحروب ضد الشعب الفلسطيني. وأضاف: أصحبنا اليوم أمام ثلاثة رؤوس للإرهاب، تسيبي ليفني وزيرة الخارجية الإسرائيلية التي تريد استكمال الحرب على الشعب الفلسطيني وبنيامين نتانياهو الذي أعلن أنه لا يوجد شريك فلسطيني وأنه لن يلتزم بأي اتفاقيات مع الفلسطينيين وأيضا أفيجدور ليبرلمان الذين أراد أن يضرب السد العالي ويدمر مصر ويلقي الشعب الفلسطيني في البحر ويقتل الشعب الفلسطيني ويطردهم. ورأى برهوم أن الأكثر خطورة في الأمر هو أن هناك تطور دراماتيكيا في الشأن الداخلي الصهيوني وعلى مستوى السياسة الخارجية، فقد تحولت العصابات إلى أحزاب صهيونية متطرفة كانت صغيرة ثم أصبحت اليوم ثقافة ومؤسسة. ودعا المتحدث باسم حركة حماس إلى ضرورة أن يحدث تغيير في الواقع العربي اليوم لمواجهة التحديات الخطيرة على الشعب الفلسطيني والمنطقة برمتها. من جانبه قال نافذ عزام القيادي في حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين الأربعاء إن نتائج انتخابات الكنيست الإسرائيلي أظهرت جنوح المجتمع الإسرائيلي نحو مزيد من التطرف والتشدد في مواجهة الفلسطينيين. وقال عزام في تصريحات لإذاعة القدس المحلية في غزة إن تصريحات أفيجدور ليبرمان زعيم حزب إسرائيل بيتنا وبنيامين نتنياهو زعيم حزب ليكود تدلل على وجود مرحلة جديدة صعبة في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. وفي السياق اعتبر رئيس دائرة شئون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات إن الناخب الإسرائيلي لم يصوت للسلام على المسار الفلسطيني ولا على المسار السوري وإنما أيد تشكيل حكومة وحدة وطنية للحرب على إيران. وأضاف عريقات في تصريحات تليفزيونية الاربعاء أن الفلسطينيين ليسوا بحاجة إلى مجرد عملية سلام وإنما يريدون صناعة السلام بالفعل. وأكد عريقات أن أي ائتلاف حكومي في إسرائيل لا يعترف بالاتفاقات الموقعة ولا يعترف بمبدأ الدولتين ولا يقوم بوقف الاستيطان لن يكون شريكا للمفاوضات مع الفلسطينيين. وقال المتحدث باسم حركة فتح فهمي الزعارير إن النظام السياسي في إسرائيل لن يستقر ما دامت القيادة السياسية في إسرائيل تبني إستراتيجيتها على إدارة الاحتلال وليس على جلائه ونهايته عن الأراضي المحتلة عام 1967 وإعطاء الشعب الفلسطيني حقه في تقرير مصيره واستعادة حقوقه السياسية والوطنية. وشدد المتحدث باسم فتح في بيان صحفي على أن إنهاء الاحتلال هو السبيل المفترض لاستقرار النظام السياسي في إسرائيل وابتعاد قادة الأحزاب عن مواصلة التحريض والمزايدة على الدم الفلسطيني وحقوقه. ومن جهتها اعتبرت الحركة الاسلامية اكبر احزاب المعارضة الاردنية الاربعاء ان الانتخابات الاسرائيلية كشفت تطرفا غير مسبوق في المجتمع الاسرائيلي ووصفت ما يرافقها من آمال بتحقيق تقدم في عملية السلام بوهم خادع. وأكد زكي بني ارشيد الامين العام لحزب جبهة العمل الاسلامي الذراع السياسية للاخوان المسلمين في الاردن، لوكالة فرانس برس ان الانتخابات الاخيرة كشفت تطرفا غير مسبوق في المجتمع الاسرائيلي نحو اليمين. وبين ان البرامج السياسية لليمين الاسرائيلي ترفض الانسحاب من الاراضي ووضع حد للاستيطان وترفض حق العودة كما ترفض مجرد البحث في موضوع القدس، ولن تستطيع ليفني ولا غيرها تعديل المزاج الاسرائيلي المتطرف. وتأتي هذه التصريحات التي تكاد ان تكون متوافقة في الوقت الذي تواجه فيه اسرائيل غموضا سياسيا عميقا بعد انتهاء انتخابات البرلمان الإسرائيلي الكنيست باعلان كل من وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني زعيمة حزب كديما الوسطي ومنافسها بنيامين نتنياهو زعيم حزب ليكود اليميني فوزه. وكتبت صحيفة يديعوت أحرونوت كبرى الصحف الإسرائيلية في عنوان أنا الفائز بجوار صور لكل من ليفني ونتنياهو. وسيعود الأمر للرئيس شمعون بيريس لاتخاذ قرار بخصوص تكليف أي منهما بمحاولة تشكيل حكومة ائتلافية وذلك بعد الاستماع لتوصيات أحزاب سياسية. وذكرت وسائل الاعلام الإسرائيلية أنه لن يجد خيارا أمامه لتوجيه الدعوة لنتنياهو لتشكيل حكومة إذا أوصت الأحزاب اليمينية التي فازت بأغلبية برلمانية بزعيم حزب ليكود بدلا من ليفني. ولكن ستكون هذه هي المرة الأولى في تاريخ إسرائيل البالغ 60 عاما التي لا يحصل فيها الحزب الفائز بمعظم مقاعد البرلمان في الانتخابات على فرصة لتشكيل الحكومة. وأوضحت النتائج شبه النهائية فوز حزب كديما بثمانية وعشرين مقعدا مقابل 27 مقعدا لحزب ليكود في الكنيست المؤلف من 120 مقعدا. وقالت ليفني إنها ستصبح رئيسة للوزراء ووجهت الدعوة لنتنياهو للانضمام إلى حكومة وحدة وطنية. وقال نتنياهو مشيرا إلى ما وصفه بالمعسكر القومي الكبير في البرلمان إنه سيرأس حكومة ائتلافية تضم أحزابا يمينية، مؤكدا انه سيقود الحكومة القادمة. وعلى أي حال فان التحول صوب اليمين في الكنيست سيضعف آمال إدارة الرئيس الأمريكي الجديد باراك أوباما بأن تكون هناك حكومة إئتلافية إسرائيلية يمكنها المضي قدما في احلال السلام مع الفلسطينيين وجيرانها العرب الآخرين بعد الحرب التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة الشهر الماضي.