ثمة أجواء إيجابية تتطلع إلى تحقيق إنجاز في مسيرة الحوار الفلسطيني بين حركتي حماس وفتح الذي عُقد في القاهرة نهاية الأسبوع الماضي تمهيداً لمصالحة وطنية تُنهي حالة التشرذم والانقسام في الصف الفلسطيني، وإن كانت ما تزال تعتريها الكثي ر من المخاوف والمحاذير . أول بادرة اختلاف بين نهج حماس التي تمثل الأغلبية في البرلمان الفلسطيني ون هج حركة فتح التي تمثل سلطة أوسلو ظهرت معالمها يوم أمس السبت "28/2/ 2009) حين قال رئيس سلطة أوسلو وزعيم حركة فتح " محمود عباس " خلال مؤتمر صحفي عقده عقب اجتماع مع المنسق الأعلى للسياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي -خافيير سولانا -في مقر المقاطعة بمدينة رام الله:"إن أي حكومة وحدة مع حركة حماس يجب أن توافق على حل الدولتين مع إسرائيل (يعني الاعتراف بدولة إسرائيل ) وهو مطلب سارعت حماس برفضه.. ومن غزة قال القيادي في حركة حماس " أيمن طه " معقبا على تصريحات "عباس " :"إن تصريحات عباس تُقوض فرص التوصل إلى حكومة وحدة فلسطينية ، مضيفا:" أن الحركة الإسلامية "حماس" ترفض أي شروط مسبقة لتشكيل حكومة الوحدة وأكد " طه" أن حماس لن تقبل بأي حكومة وحدة تعترف ب"إسرائيل" .. حماس ترد على كلين تون : سياسات الولاياتالمتحدة تُأجج الصراع في المنطقة في غضون ذلك ردت حركة "حماس" على تصريحات وزيرة الخار جية الأمريكية هيلاري كلينتون والتي قالت فيها :" إن المصالحة الفلسطينية لا يمكن أن تتم بدون اعتراف حماس ب"إ سرائيل" ، ردت حماس قائلة :" إسرائيل كيان غاصب جماعة من اليهود اغتصبوا فلسطين، وبالتالي إعطاءها شرعية من الشعب الفلسطيني المغتصبة أرضه والمرحل في بلاد العالم ... استهتار بالعقل البشري وبحقوق الفلسطينيين". وقال " د .صلاح البردويل " القيادي في حماس والناطق باسم كتلتها البرلمانية يوم أمس السبت : "أعتقد أن كلام كلينتون قديم، وهو تكريس لعملية التدخل في الشؤون الداخلية الفلس طينية، وهذا هو الذي أجج الصراع في المنطقة، ونحن نرفض هذا الكلام". وأضاف البردويل في تصريح صحافي : "كل ما نتمناه أن لا يكون لهذه التصريحات أي صدى وأن تكون أجندتنا للحوار أجندة داخلية وأن لا يستطيع أحد أن يؤثر على قرارنا الداخلي ف كلينتون تستطيع أن تتحدث باسم أمريكا لكن لا تستطيع أن تتحدث باسم الشعب الفلسطيني".. وتمنى البردويل أن لا تتأثر السلطة الفلسطينية بالتدخلات الخارجية بالمصالحة وأن تظل ثابتة في الحوار على الأجندة الفلسطينية التي يجب أن تبقى بوصلة للحوار. وقال الناطق باسم كتلة حماس البرلمانية: "كنا نتمنى أن ترتقي السياسة الأمريكية الجديدة إلى التغيرات الحقيقية على الأرض وترصد الجرائم الإسرائيلية البشعة وجرائم الحرب التي حدثت وتحاول أن تغير ذلك الواقع كما رفعت شعار التغيير". وفي مقابلة مع إذاعة صوت أميركا، رحبت –كلينتون- باتفاق حركتي حماس وفتح على تشكيل حكومة وحدة وطنية.. ولكنها أضافت: "اعتقد أنه أمر مهم أن يكون هناك نوع من المصالحة وتحرك نحو سلطة موحدة...من الواضح جدا أن حماس تعرف الشروط التي وضعتها اللجنة الرباعية الدولية وقمة الجامعة العربية، على حماس نبذ العنف والاعتراف بإسرائيل والتقيد بالتزاماتها وخلافا لذلك لا اعتقد أنه سيتم تحقيق خطوات إيجابية سواء بالنسبة للشعب الفلسطيني أو على طريق إنعاش الجهود لتحقيق سلام يؤدي إلى قيام دولة فلسطينية". وأشار البردويل إلى أن الحوار الفلسطيني الفعلي سيبدأ في الثامن من الشهر القادم ببداية عمل اللجان حيث تم تحديد هيكله ومضمونه، موضحاً أنه من المتوقع أن يكون معقداً.. وقال: "نأمل أن يتم تغليب المصلحة الوطنية خلال الحوار للتغلب على كافة العقبات". مشعل : مصالحة بدون حماية المقاومة " أوهام " .. إلى ذلك أكد رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" خالد مشعل، أن حركته ستظل رأس حربة المقاومة الفلسطينية، وأن الحكومة ما هي إلا وسيلةٌ لخدمة الشعب الفلسطيني.. وأوضح مشعل، خلال استقباله وفدًا أردنيًّا في مقرِّه بالعاصمة السورية دمشق يوم أمس السبت أن "حماس" ستستمر في مشروع المصالحة الوطنية لإنهاء حالة الانقسام في الساحة الفلسطينية، ولكن دون مساسٍ بثوابت الشعب الفلسطيني، مطالبًا بمصالحةٍ تحمي المقاومة والثوابت الفلسطينية وتُنهي حالة الانقسام لعودة الفلسطينيين كشعبٍ واحدٍ وإخوةٍ متوحِّدين، وتعود وحدة الضفة وغزة بجانب باقي الأراضي الفلسطينية، قائلاً: "إننا ماضون في مشروع المصالحة الوطنية من أجل الله ثم من أجل شعبنا الفلسطيني لإنهاء حالة الانقسام"، وشدد على أن من ينظر إلى المصالحة بمنظورٍ آخر لا يتضمَّن حماية المقاومة فهو واهم. حماس تعلن تخلِّيها عن وزاراتٍ سياديةٍ ومهمةٍ في حكومة "توافق وطني" وكانت حركة "حماس" أكدت على لسان القيادي في الحركة " د .خليل الحية " دعم الحوار الوطني الفلسطيني حتى لو أدى ذلك إلى تخلِّيها عن وزاراتٍ سياديةٍ ومهمةٍ في حكومة "توافق وطني" رغم أغلبيتها الكبيرة في المجلس التشريعي، مؤكدةً استعدادها لخوض الانتخابات القادمة شريطة أن يتخذ الطرف الآخر نفس الخطوات وفي اتجاهات وملفات مختلفة؛ وذلك خلال جلسات الحوار الوطني الفلسطيني الذي ترعاه مصر. وقال الحية في تصريح صحفي :""إن حركته ليس لديها "فيتو" على انتخابات رئاسية ولا تشريعية، بل إننا عندما دخلنا الانتخابات قلنا إننا نؤمن بالتداول السلمي للسلطة، ومن يقل إننا ندخل الانتخابات لمرة واحدة فهو مخطئ؛ فنحن جاهزون لاستحقاق أي انتخابات قادمة، ويجب أن نهيِّئ لها الأجواء في الوقت المناسب". وأعلنت القوى والفصائل الفلسطينية في ختام جلسة الحوار الأولى بالقاهرة " الخميس" الماضي اتفاقها على تشكيل خمس لجان للتوافق على حكومة وحدة وطنية، وبناء الأجهزة الأمنية، وتطوير وتفعيل منظمة التحرير الفلسطينية ، وإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية، والحفاظ على وحدة الصف الفلسطيني، على أن تنعقد اللجان الخمس يوم العاشر من مارس/آذار المقبل؛ وكذا تم الاتفاق على تشكيل حكومة توافقية انتقالية تكون مهمتها الأساسية للحكومة إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية في موعد لا يتجاوز الفترة الدستورية بالإشارة لتاريخ الخامس والعشرين من يناير 2010، موعد الانتخابات التشريعية الفلسطينية . هنية يُحدد ستة أهداف أساسية للحوار بدوره حدد ، زعيم حركة حماس في غزة " إسماعيل هنية ستة أهداف أساسية للحوار الفلسطيني – الفلسطيني الذي تسعى إليه حركة حماس، قائلاً: " الحوار يشكل جسراً نحو التمسك بالثوابت والحقوق الفلسطينية؛ ويحفظ لشعبنا كرامته وصموده وتضحياته؛ ويحقق له مرجعية سياسية عليا عبر إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية على أسس ديمقراطية جديدة؛ ويحقق له حكومة فلسطينية وطنية غير مرتهنة للضغوط والشروط الخارجية، ويعيد لهم بناء الأجهزة الأمنية على أسس وطنية بعيدًا عن المحاصصة أو التعاون الأمني مع الاحتلال، ويحفظ للشعب الفلسطيني حقه في المقاومة".