برز مؤخراً صراع بين ما يعرف بجناحي صنعاء وصعدة، وسط حالة من الغضب والتذمر بين أوساط القيادات المنتمية إلى صنعاء من جراء نفوذ وهيمنة وسيطرة القيادات الحوثة المنتمية لمحافظة صعدة. وأفصحت مصادر قبلية ل”الشرق الأوسط“، عن وجود امتعاض كبير لدى القيادات القبلية الموالية للميليشيات في الأمانة وصنعاء، بسبب ما وصفته بالوثوق الكامل لزعيم الجماعة بالقيادات المنتمية لصعدة عن غيرها من القيادات الأخرى. وكشفت المصادر عن وقوع مشادات كلامية قبل 3 أيام بين مشايخ قبائل موالية للميليشيات، تتبع مناطق ”الحيمة وبني مطر وهمدان وسنحان وبلاد الروس“ بمحافظة صنعاء، وقيادات حوثية من صعدة، على خلفية تباهي كل طرف بتقديمه مقاتلين كثراً ودعماً مادياً للجبهات القتالية. ونقلت المصادر، عن ردّ شديد اللهجة لأحد مشايخ همدان لقيادي حوثي من صعدة أثناء لقاء جمعهم في صنعاء، بقوله: ”لا تزايدوا علينا يا أصحاب صعدة… ولا تسخروا من أبناء وقبائل صنعاء.. أنتم من أشعلتم فتيل الحرب، ومع ذلك فنحن تحملنا المسؤولية، وقدمنا طيلة المعارك السابقة قوافل من الرجال والدعم للجبهات“. وبحسب المصادر، فإن الشيخ القبلي وبمساندة مشايخ آخرين وجّهوا أيضاً اتهامات عدة للقيادي الحوثي، أبرزها اتهام ميليشيات صعدة بالفرار من الجبهات والتفرغ فقط لسرقة ونهب اليمنيين ومؤسسات الدولة. ونتيجة لاحتدام الصراع في صفوف ميليشيات الانقلاب وتوسعها بشكل سريع ومفاجئ بمناطق أخرى خاضعة الجماعةأرجع مراقبون محليون أن السبب يعود إلى الخسائر العسكرية المتلاحقة التي مُنيت بها الميليشيات بعدد من الجبهات، ورفض كثير من القبائل مواصلة دعم الميليشيات بمزيد من المقاتلين من أبنائها. في غضون ذلك، أكدت مصادر مطلعة في صنعاء أن الأمن الوقائي التابع للميليشيات بدأ منذ مطلع الشهر الحالي تنفيذ حملات اعتقال واسعة لعدد من القيادات والمشرفين الحوثيين غير المؤدلجين سياسياً بتهمة الخيانة والعمالة. وقالت المصادر، أن الأمن الوقائي اعتقل خلال شهر أكثر من 75 قيادياً ومشرفاً وضابطاً حوثياً في العاصمة ومحافظات صنعاء وذمار وإب وحجة وعمران، بعد اقتحام منازلهم، ثم إيداعهم سجناً خاصاً تابعاً للأمن الوقائي الحوثي. وأشارت المصادر نفسها إلى أن عملية الاعتقال تمت وسط تكتم شديد في أوساط الميليشيات، التي أوهمت أسر المعتقلين أنه تم أخذهم إلى دورة تثقيفية في صعدة.