بمناسبة الذكرى 53 لاستقلال الجمهورية التونسية : مأرب برس تنشر نص كلمة سعادة سفير الجمهورية التونسية بصنعاء لقناة اليمن بسم الله الرحمن الرحيم تحتفل الجمهورية التونسية يوم 20 مارس 2009 بكامل النخوة والاعتزاز بالذكرى الثالثة والخمسين للاستقلال، في ظل إنجازات ومكاسب رائدة في مختلف المجالات، مما مكنها من تبوأ مراتب أولى على الصعيدين العربي والإفريقي ومراتب مشرّفة على الصعيد الدولي، ومن تحقيق نجاحات على كافة المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية. وهي ذكرى يوم تاريخي عظيم تخلصت فيه تونس من الاستعمار واستعادت سيادتها، فكان تتويجا رائعا لكفاح شعبها الأبي من أجل الحرية والعزة والكرامة. وبما أن الاستقلال أمانة تتوارثها الأجيال المتعاقبة، فإن احتفالات الشعب التونسي بهذه الذكرى المجيدة، تأكيد متجدد لوفاء الأجيال المتلاحقة الدائم لدماء الشهداء وتضحيات المقاومين والمناضلين. ومن هذا المنظور أقدم سيادة الرئيس زين العابدين بن علي على إنجاز تحول السابع من نوفمبر 1987، إنقاذا للبلاد وصونا لحرمة الوطن ولأمجاده. وقد استند المشروع المجتمعي للتغيير إلى مصالحة تونس مع تاريخها النضالي والتمسك بالهوية العربية الإسلامية ، وتكريس مبدأ الوسطية والاعتدال والتسامح. ونجح التغيير في كسب رهان التحول الديمقراطي في إطار دولة المؤسسات ومجتمع الوفاق الوطني، مستلهما مشروعه الحضاري من الحركة الإصلاحية التحديثية التي أسهم في تشكيل أدبياتها وإثراء مضامينها عدد هام من رموز النهضة الحديثة في تونس، و حقق بذلك الأمن والاستقرار والتقدم والازدهار للبلاد ولمواطنيها بفضل رؤية الرئيس زين العابدين بن علي الإصلاحية الشاملة وخياراته الرائدة. و يتجسم ذلك واقعا ملموسا سواء على صعيد البناء الديمقراطي وضمان حقوق الإنسان وإرساء مقومات جمهورية الغد، أو في مجال تطوير الاقتصاد الوطني وتأهيله للاندماج في الاقتصاد العالمي بكل ندية، أو على صعيد ترسيخ مقومات مجتمع المعرفة وإكساب البلاد مقومات التقدم، في إطار الحرص على صيانة الهوية الوطنية ودعم إشعاع تونس الحضاري. وقد تحولت تونس بقيادة الرئيس زين العابدين بن علي إلى بلد حديث من خلال اقتصاد تنافسي يتميز بالحركية والمرونة، مما أهله لاحتواء تداعيات الأزمة المالية العالمية ومن استقطاب استثمارات خارجية مباشرة في مناخ يسوده السلم والاستقرار و مبادئ الجمهورية ودولة القانون والمؤسسات. وكانت هذه النجاحات نتيجة للمقاربة التي أرسى دعائمها سيادة الرئيس زين العابدين بن علي، والتي تكرس التلازم بين البعدين الاقتصادي والاجتماعي في إطار التوزيع العادل لثمار التنمية. وانطلاقا من إيمان تونس العميق بأهمية البعد العربي في علاقاتها الخارجية وضرورة مزيد توثيق عرى التعاون والتكامل بين البلدان العربية، تحرص بلادنا على توسيع قاعدة التعاون وتنويعها مع الأشقاء. كما تعمل على تعميق سنة التشاور والتنسيق معهم بشأن القضايا التي تهم منطقتنا بما يرفع من قدرتها على التفاعل مع المتغيرات والتحولات الدولية المتسارعة التي يشهدها العالم اليوم، وما ينجر عنها من تحديات جسيمة ورهانات كبرى. وفي هذا الإطار تندرج العلاقات التونسية اليمنية التي تتميز بعمق الروابط الأخوية القائمة بين البلدين الشقيقين، والتي تعكس الإرادة الراسخة التي تحدو سيادة الرئيس زين العابدين بن علي وأخيه فخامة الرئيس علي عبد الله صالح من أجل مزيد دفع علاقات الأخوة والتعاون وتطويرها بما يخدم مصلحة الشعبين الشقيقين. ويشكل انتظام انعقاد دورات اللجان المشتركة التونسية اليمنية محطات بارزة على درب تطوير العلاقات بين البلدين الشقيقين، لما توفره من فرص مناسبة لإثراء أطر التعاون وبحث السبل الكفيلة بمزيد تطويرها وفتح آفاق أرحب للشراكة، تأخذ في الإعتبار الإمكانيات المتاحة وخبرة البلدين في مختلف المجالات. وإن ما يشهده البلدان الشقيقان من حركية اقتصادية وتنموية، لخير دافع لمزيد تعزيز مسيرة التعاون بينهما، وخاصة بتكريس دور القطاع الخاص في المساهمة الفاعلة في دفع التبادل واستكشاف فرص جديدة للشراكة وللاستثمار. ويظل التعاون الذي يجمع بين تونس واليمن واعدا وثريا في المجالات الاقتصادية و العلمية، التي نعمل سويا على الرقي بها لتصل إلى المستوى المنشود. وختاما نعبر عن تقديرنا الكبير في تونس لما تشهده الجمهورية اليمنية الشقيقة من نهضة شاملة على مختلف الأصعدة في ظل القيادة الرشيدة لفخامة الرئيس علي عبد الله صالح الذي تربطه علاقات أخوة بسيادة الرئيس زين العابدين بن علي. كما ننقل رسالة محبة وإخاء من شعب تونس الخضراء الذي يحمل اليمن السعيد في وجدانه، إلى الشعب اليمني الأصيل، ونتقدم بالشكر الجزيل للحكومة اليمنية الموقرة على حرصها المتواصل على تعزيز التعاون بين تونس واليمن للارتقاء به إلى المستوى المأمول. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.