انطوت الخطبة الأخيرة لزعيم الميليشيات الحوثية بمناسبة احتفال الجماعة بالذكرى السنوية لاستيراد «الصرخة الخمينية» على مؤشرات من شأنها إطالة أمد الحرب، واستمرار الجماعة في تغولها ضد اليمنيين، ونأيها عن كل مساعي السلام المبذولة، أممياً ودولياً. ففضلاً عن تأكيده على الركائز الإرهابية التي تقوم عليها أفكار الجماعة، ويستند إليه سلوكها في قمع اليمنيين والتنكيل بهم، تجاهل في خطبته التي بثتها قناة «المسيرة»، الذراع الإعلامية الأولى لجماعته، الإشارة إلى أي نوايا لدى ميليشياته لحقن دماء اليمنيين، والانصياع للقرارات الدولية، وإنهاء الانقلاب. وبحسب مراقبين، فإن أخطر الأوامر التي وجهها إلى قادة الجماعة هو اللجوء إلى استغلال فئة المهمشين، ممن تطلق عليهم جماعته «أحفاد بلال»، في إشارة إلى الصحابي بلال بن رباح ذي البشرة السوداء، لتجنيدهم والدفع بهم للقتال لتعويض نزف مقاتلي الميليشيات المستمر في مختلف الجبهات. دعوة الحوثي لتجنيد فئة من يطلق عليهم محلياً «المهمشون» جاءت لتعزز ما سبق أن قامت به الجماعة خلال السنوات الماضية، من أعمال تجنيد في صفوفهم، غير أن هذه المرة جاءت الدعوة وفي طياتها توجيهات بإقامة معسكرات خاصة بهم لاحتوائهم تحت مزاعم «إعادة دمجهم في المجتمع». وفي أول استجابة لأوامر زعيم الميليشيات، أفادت الوسائل الإعلامية التابعة للجماعة بأن وزارة الأشغال في حكومة الانقلاب غير المعترف بها دولياً عقدت اجتماعاً لمناقشة تنفيذ ما يخصها من هذه التوجيهات، وفي مقدمة ذلك بناء معسكرات ومخيمات خاصة بالمهمشين، يتم تجميعهم فيها تمهيداً لعمليات الاستقطاب الفكري والتعبئة ذات المنحى الطائفي. وفي سلوك حوثي معتاد، لم يشر زعيم الجماعة إلى المخاطر المحدقة بالسكان في مناطق سيطرته جراء تفشي «كورونا المستجد» وغيره من الأوبئة. وعوضاً عن ذلك، ذهب للتشديد على إقامة المراكز الصيفية للطلبة في الأرياف لاستقطابهم وتجنيدهم، وتوجيه وسائل إعلام الجماعة لتنفيذ برامج استقطاب عن بعد للأطفال والطلبة في المدن.