تعيش الصحافة اليمنية وصحفيها الأيام الحالية أسوء مراحلها وأتعس فتراتها، فمن حبس واعتقال صحفيين ومحاكمتهم واختطافهم، إلى منع صحف عن الصدور ومن الطباعة واعتداءات على مقراتها، إلى حجب مواقع إخبارية إلكترونية والقرصنة عليها.وآخر تلك المصائب المتوالية لقمع ما تبقي من حرية الرأي والتعبير في اليمن تم "إنشاء محكمة خاصة بالصحافة". ومن يوم لآخر تزداد وتيرة التصعيد والتضييق بحق حرية الصحافة وقمع ممارسات الصحفيين لمهنتهم، فضلاً عن ذلك الإجحاف والظلم لحقوقهم في مؤسساتهم والصحف التي يعملون فيها. عصابة تنهب الزميل الجرافي: تعرض الزميل / ماجد الجرافي - محرر في صحيفة الغد الأسبوعية للتهديد وسطو جهازه الكمبيوتر المحمول (لاب توب) الساعة الثانية بعد متصف ليل أمس من قبل عصابة مكونه من أربعة أشخاص بأمانة العاصمة. وأوضح الجرافي :في حديثه ل"مأرب برس" أن عصابة مكونه من أربعة أشخاص قاموا بسلبه جهازه الكمبيوتر" لاب توب" وذلك بعد تهديدهم له بإشهار السلاح " مسدس،وجنبيه"، ثم لاذوا بالفرار". مضيفاً" انه عند الساعة الثانية بعد منتصف ليل أمس وأثناء ما كان عائداً من مقر الصحيفة إلى منزله خلف مبنى وزارة النفط بشارع الزبيري بأمانة العاصمة، يفاجئ بسيارة أجره "تاكسي" نوع هوينداي تعترضه وعليها أربعة أشخاص،نزلوا من عليها وأشهروا في وجهه السلاح وسلبوه جهازه الكمبيوتر ". لافتاً" إلى قيامه عقب الحادثة بإبلاغ قسم شرطة المعلمي وبدورهم تحركت سيارة شرطة معه للبحث عن ذات السيارة والعصابة ولم يجدوهم". ويؤكد الزميل / الجرافي " انه عند عودته إلى منزله قريب الفجر بعد البحث عنهم يفاجئ بذات العصابة وذات السيارة بذات المكان الذي سلبوه جهازه". وفي ذات السياق أقدمت مجموعة مسلحة أمس الثلاثاء على اقتحام مقر صحيفة الشورى – "المصادرة على حزب إتحاد القوى الشعبية" والاستيلاء عليه ،وذلك بعد طرد محرريها وتهديدهم بالسلاح ( قنابل وكلاشينكوف). وأكد محرر في الصحيفة في حديثه ل"مأرب برس" أن مجموعة مسلحة مكونة من خمسة أشخاص تنتمي إلى حرف سفيان – عمران " كانوا حضروا إلى مقر الصحيفة عصر أمس وجلسوا في معهم في "مقيل القات" منذ الساعة الخامسة حتى السابعة مساءً ،عقبها نفاجئ بهم يقوموا بالاستيلاء على مقر الصحيفة بعد طرد المحررين وتهديدهم بقنابل كانت لديهم ".مؤكداً أنهم لازالوا مستوليين على مقر الصحيفة حتى اللحظة". حبس رئيس تحرير الاتجاهات ونائبه واختطاف رئيس تحرير 17 يوليو وقرصنة الوسط: وتتواصل المحاكمات والإستدعاءات بحق الصحف والصحفيين ،في خطوات متسارعة نحو مزيد من التضييق وسلب الحريات،فقد وجهت نيابة الصحافة والمطبوعات أمس الثلاثاء بحبس رئيس تحرير صحيفة (اتجاهات)- أحمد الأسدي ونائب رئيس التح رير/محفوظ البعيثي. وذلك بعد أن خضعا لتحقيق في قضية مرفوعة من وزارة الإعلام بخصوص قضايا نشر عن المعارضة السعودية. رئيس تحرير صحيفة 17 يوليو - صلاح الجلال هو الآخر لازال مختطفاً منذ مطلع مايو الماضي لدى قبيلة بني سبأ مديرية الحداء محافظة ذمار. وكانت أسرة الجلال وأهالي منطقة وصاببذمار وشعوب والتحرير بأمانة العاصمة قد واصلوا اعتصامهم أمس الثلاثاء أمام مجلس الوزراء لمطالبة الحكومة بالتدخل لتحريره. من جانب آخر تلقى الزميل / أنيس منصور حميدة مراسل ومحرر صحيفة الأيام في لحج استدعاء بالمثول للمحاكمة يوم الأحد القادم إمام محكمة كرش القبيطة الابتدائية الجلسة الأولى في القضية المرفوعة ضده من قبل جمعية الدفاع عن الوحدة. وفي حين لازالت المواقع الإخبارية ( التغييرنت،والمصدر أون لاين،والحدث، والمكلا برس،وغيره ا من المواقع الإخبارية اليمنية) قالت صحيفة"الوسط" الأهلية، التي يرأسها "جمال عامر"، إن موقعها الإلكتروني تعرض للقرصنة للمرة الثانية وخلال أسبوعين، من قبل قراصنة أسموا أنفسهم "حماة الوحدة" الذين استبدلوا الصفحة الرئيسية مع تحذير لرئيس التحرير الذي وصفوه بالعميل "أن الوحدة أو الموت".وفي ذات الاتجاه تعرضت عدد من المواقع للقرصنة منها مواقع جهات حكومية رسمية. اعتداء على موظف في قطاع التلفزيون وتوقيف المسيبلي وإحالة قضية "الش ارع "إلى محكمة الصحافة الجديدة: سيناريو مصادرة الحريات وتضييق الآراء وتكميم الأفواه والاعتداءات لم يقتصر على الصحافة المقروءة وصحفيها، فأن ضم إلى ذلك صحفي الإعلام المرئي. حيث تعرض أحد موظفي – قناة اليمن الفضائية الأولى للاعتداء من قبل شخصين من أفراد الأمن المركزي.وحسب بلاغ صادر عن رئيس قطاع التلفزيون لوزير الداخلية فإن أفراداً من الطقم التابع للأمن المركزي المتواجد أمام المركز بلباس مدني قاموا بالاعتداء على الزميل /طه عبد الله فتحي دون مبرر قانوني وذلك أثناء توصيل عائلته إلى مركز التأهيل والتدريب التابع لوزا رة الشب اب والرياضة . كما أصدرت محكمة شمال الأمانة أمس الثلاثاء وفي سابع جلساتها في قضية المذيع في الفضائية اليمنية – أحمد المسيبلي - أصدرت في حقه حكماً قضى بإيقافه عن العمل في التلفزيون وتنزيل كافة مستحقا ته الم الية بحجة تجاوزه بالحديث عن قمة الدوحة أثناء قراءته خبر قمة الكويت الاقتصادية في نشرة الاخبار،وقرر ت المحكمة رفض دعوى المسيبلي وعليه التظلم لدى المسئولين. من جهة ثانية قررت المحكمة الجزائية المختصة أمس الثلاثاء في جلسة المرافعات الختامية ل صحي فة الشارع في الدعوى المرفوعة من قبل وزارة الدفاع ، عدم اختصاص المحكمة الجزائية النظر في القضية المش ار إليها، وإحالتها إلى محكمة الصحافة والمطبوعات التي أنش أت مؤخراً. * الجدير ذكره أن كل الانتهاكات والاعتداءات سابقة الذكر كلها حدثت خلال الأسبوع الجاري.
