امتنع افراد الشرطة الراجلة بأمانة العاصمة اليوم من اداء مهامهم الأمنية اليومية، وخرج زهاء 600فرد هم قوام المعسكر بصنعاء إلى الشارع، لكنهم لم يعودوا إلى المعسكر، و لاذ جميعهم بالمنازل احتجاجا على اهانة كان ضحيتها زميل لهم رأوها إساءة لإنسانيتهم جميعا. وعدت هذه واحدة من حوادث تزايدت في الآونة الأخيرة في معسكرات القوات المسلحة والأمن: ضباط يقترفون ما يصفه الإفراد بالاهانات بحق بعضهم لتنتهي احتجاجا جماعيا ظهر هو الآخر لافتا في الآونة الأخيرة. بدأت ارهاصات احتجاج الشرطة الراجلة التاسعة صباح اليوم اذ ان عراكا بين الجندي "صابر السامعي" ورقيب الزنزانة في المعسكر انتهى بالسامعي في غرفة التحقيق على يد خمسة ضباط تقول شهادات زملائه بأنهم انهالوا عليه لطما، ولكما قبل ان يؤمر بالزحف على بطنه إلى أحد حمامات المعسكر. الجندي السامعي كان قبل ذلك محتجزا بزنزانة بسبب ما قيل تغيبه عن المعسكر وجيئ به قبل وقوع الاعتداء عليه مقيدا في "كلبشات" إلى مكتب اجتمع فيه قائد السرايا، واركان حرب السرايا بالإضافة إلى ثلاثة ضباط آخرين من قادة السرايا للتحقيق معه شاركت ايديهم في مؤازرة الأسئلة بشن موجة لطم ولكم انتهت بتزحيف السامعي على بطنه في الحمام. ووفق ما قاله عدد من زملاء السامعي لموقع ( الشورى نت ) فإن مشهد الاعتداء أثار تضامنهم ليقرروا الامتناع عن الطابور الذي ظلت اجراس المعسكر ظهر اليوم داعية اليه دون ان يعيروها اسماعهم. واعتصم افراد الشرطة الراجلة في معسكرهم احتجاجا على ما وصفوه بالاعتداء "المهين واللانساني" وطالبوا وزارة الداخلية بتحقيق عاجل واحالة الضباط الخمسة للمحاكمة العسكرية. ولم يمر وقت طويله ليقرر الأفراد الخروج من المعسكر والمكوث في منازلهم حتى يتم الاستجابة لمطالبهم وهو الأمر الذي مازالوا عليه حتى كتابة هذا التقرير وفق مصادرهم. غير ان ما يصمم عليه أفراد الشرطة هو الاقتصاص لزميلهم من الضباط الخمسة بمحاكمة عسكرية وفي حال عدم تحقيق ذلك من وزارة الداخلية فقد هددوا بتنفيذ ذلك بأنفسهم. تشكلت الشرطة الراجلة عام 2001م من خريجي مدرسة الشرطة وهي المدرسة التي يلتحق بها خريجو الثانوية العامة، واوكلت اليهم مهاما أمنية من خلال الانتشار في الشوارع والأسواق العامة. ويعزف الكثير منهم الآن في صنعاء عن العودة لأداء أعمالهم عقب ما تعرض له زميلهم صابر السامعي. وقال احدهم ل الشورى نت لن نعود إلا بحل تقوم فيه وزارة الداخلية بمحاكمة الضباط الخمسية وعزلهم من المعسكر". ورأى بعضهم تزامن الحادثة مع احتفالات البلاد بذكرى تحقيق الوحدة اليمنية مثار تساؤل حزين: هل هذه هي فرحة الأعياد الوطنية؟ ونحى آخر بالسؤال: وهل هكذا يكرم أفراد الأمن؟! وقد شهدت بعض معسكرات القوات المسلحة والأمن عددا من الحوادث المشابهة احداها في مأرب قبل عدة أشهر إذ سحل احد القادة العسكريين جنديا بعد ربطه على سيارة تلتها حادثة اخرى لحقت بسابقتها في معسكر بشبوة كان ضحيتها جندي قال ان قائد كتيبته عاقبه باجبار جميع افراد الكتيبة بالسير على جسده. ردة الفعل الأبرز على ممارسات كتلك كان أكثرها شدا للانتباه حدثت قبل اسبوع ووصلت حد تمرد اللواء (117) مشاة المرابط بمدنية باجل في محافظة الحديدة، وحجز قائد اللواء ل 6ساعات بسبب ما قال افراد المعسكر انها معاملة قاسية يتعرضون لها عوضا عن هضم حقوقهم. واشتكى إفراد القوات العسكرية التي حاصرت اللواء قبل قبولهم وساطة بالإفراج عن قائدهم من ممارسات تميزية، وقالوا ان قائد اللواء أزاح جميع قادة الكتائب ليستبدلهم بآخرين من أقربائه. على ان مالم يكن في حسبان القادة هو روح الاحتجاج الجماعية التي تلت حوادث الاهانات المتفرقة، وهو ما يعتبره المسئولون العسكريون تمردا على القاعدة الحاكمة لأداء القطاعات العسكرية: الطاعة العمياء والصرامة التي لا تقبل الرفض. لعل ذلك ما لم تسمح باستمراره اهانات متلاحقة