أكدت مصادر عسكرية ل "أخبار اليوم" أن حالة التوتر التي شهدها اللواء "29 ميكا" الذي يعرف بالعمالقة, صباح أمس الأربعاء لازالت قائمة حتى وقت متأخر من مساء أمس بعد قيام أفراد العمالقة بطرد قائد اللواء عصر أمس العميد الركن/ حفظ الله السدمي, الذي خلف اللواء/ علي الجائفي في أول قرارات أصدرها رئيس الجمهورية كمقدمة لهيكلة الجيش. وأوضحت المصادر أن لواء العمالقة شهد منذ الساعة الثامنة من صباح أمس الأربعاء احتجاجات لجنود في الكتيبة الأولى مشاة تضامناً مع أحد زملائهم ويدعى "سعد مفتاح" الذي تم خصم مرتبه الشهري على مدى شهرين متتاليين, على ذمة سلاحه الشخصي "الآلي" الذي صودر عليه عام 2008م من قبل نقطة أمنية في محافظة ذمار أثناء ما كان الجندي في إجازة بعد الحرب الرابعة في محافظة صعدة التي شارك فيها لواء العمالقة في منطقة "رازح" وأبلغ حينها قائد اللواء السابق اللواء الركن/ علي الجائفي الذي قام بدوره بالتوجيه إلى من يلزم بإصدار إخلاء عهدة للجندي وصرف "آلي كلاشنكوف" بدلاً عنه بعد أن تأكد من مصادرة النقطة الأمنية سلاح الجندي سعد مفتاح, وتفاجأ الجندي مفتاح – الذي يخدم في الجيش اليمني منذ ثلاثين عاماً – مطلع شهر نوفمبر المنصرم بأن قائد اللواء الجديد السدمي وجه أوامره بتوريد البندق الذي تم مصادرته عليه, وإلا سيتم خصم قيمته من راتبه وتم حينها التوضيح لقائد لواء العمالقة بأنه قد تم إخلاء عهدة الجندي من قبل القائد السابق وتم صرف بندق آخر للجندي, إلا أنه أصر على ذلك, وقام بخصم مرتب شهر ديسمبر 2012 الخاص بالجندي مفتاح الذي يتبع كتيبة مشاة الأمر الذي أزعج الجنود من زملاء مفتاح في الكتيبة الأولى مشاة خاصة بعد أن أرسل القائد السابق للواء علي الجائفي قائد المنطقة الشرقية – خطاباً لقائد اللواء "29" ميكا حفظ الله السدمي أكد له فيه أن "البندق" الخاص بالجندي مفتاح السابق قد تم توريده إلى وزارة الدفاع وبناءً عليه تم إخلاء عهدته وصرف له بندق آخر إلا أنه قابل خطاب اللواء الجائفي بالرد على الجندي في طابور صباح أمس يوم أمس الأربعاء بالقول: "خلي علي الجائفي يدي لك بندق" لتندلع بعد ذلك شرارات الاحتجاجات من كتيبة مفتاح الكتيبة الأولى مشاة وينطلق عشرات الجنود صوب المنصة مرددين هتافات تطالب برحيل قائد اللواء "السدمي" الأمر الذي أجبر السدمي على الفرار إلى مقر القيادة وقاموا الجنود بعده بمحاصرة مقر القيادة لفترة وجيزة ثم بعد ذلك اقتحموا المقر وقاموا بالاعتداء على قائد اللواء.. حيث تفيد المصادر ذاتها أنه أصيب بجرح في رأسه وقام أفراد حراسته بإخراجه على متن سيارة هيلوكس وحاول الاحتماء بكتيبة الدفاع الجوي في المعسكر – التي كان يقودها في الفترة الماضية إلا أن أفراد الكتيبة منعوه من الدخول, ليتوجه بعد ذلك إلى الكتيبة الثالثة, ويقابل بنفس الرد الرافض لإدخاله وحمايته من الجنود المحتجين الذين تجمعوا من جميع الكتائب وقام قائد اللواء "السدمي" بعد ذلك بمحاولة الاختباء في وحدة الصواريخ إلا انه تم منعه من قبل أفراد الكتيبة ليضطر بعد تلك الملاحقة من الجنود المحتجين للخروج من المعسكر صوب كتيبة المدرعات التي تتمركز خارج المعسكر وطلب منهم حمايته وأن يمنحوه الأمان فتم له ذلك, إلا أن الجنود المحتجين لم يكتفوا بإخراج قائدهم من المعسكر وقاموا بمطاردته إلى كتيبة المدرعات وما أن وصلوا أبلغوهم زملاؤهم في كتيبة المدرعات أن القائد في وجوههم إلا أن المحتجين أصروا على خروجه وعدم بقائه في الكتيبة فاستجاب لهم زملاؤهم في كتيبة المدرعات وطلبوا منحهم بعض الوقت لإخراج القائد, وأخذ وعد من زملائهم المحتجين بعدم الاعتداء عليه فوافقوا على ذلك. وعند الساعة الرابعة من عصر يوم أمس وبعد تلك المطارة التي شهدها اللواء غادر القائد السدمي ليأتي بعد ذلك بساعة ونصف العميد الركن/ حميد القشيبي – قائد محور عمران – لتهدئة الأوضاع في المعسكر وأجتمع بأركان حرب ورئيس عمليات اللواء "29 ميكا" وعدد من الضباط وناقش معهم الأسباب التي أدت إلى طرد قائد اللواء فشرحوا له قصة "بندق" الجندي مفتاح الذي قد تم إخلاء عهدته وصرف بدلاً عنه وأبلغوه قيام قائد اللواء بإيقاف المبالغ الخاصة بالتسكين والتعيين الخاصة بالضباط ورفضه صرف المسدسات التي كان القائد السابق الجائفي قد وجه بصرفها وغيرها من المخالفات التي أدت إلى وجود احتقان في أوساط أفراد وضباط اللواء الذين تضامنوا مع زملائهم المحتجين ورفضوا إيقاف الجنود عن مطاردة قائد اللواء وإخراجه من المعسكر على متن سيارة هيلوكس بعد أن تعرض لاعتداء – بحسب ما أكدته المصادر العسكرية – والتي أكدت للصحيفة أيضاً أن الاحتجاجات التي شهدها اللواء, على مدى سبع ساعات ليس لها علاقة بمقتل ضابط وجنديين من أفراد اللواء. وأوضحت المصادر أن سائق أحد الأطقم التابعة لأمن الوحدة ويدعى "علي الربوعي" قام بالخطأ بالضغط على زناد سلاحه الشخصي "الآلي كلاشنكوف" أثناء توجهه إلى أحد مواقع اللواء, وبرفقته أحد الضباط وجندي يمسك بالرشاش الموجود على الطقم, وأصاب الجندي "الربوعي" نفسه بالخطأ وأصيب إصابة بالغة أفقدته الوعي في الحال, ولأنه كان مسرعاً بالطقم أنحرف عن مساره وأصتطدم ب "كشك" من الحديد في ساحة المعسكر توف على إثر ذلك الحادث الجندي "الضبياني" الذي كان ممسكاً بالرشاش, والضابط الذي كان جوار السائق "الربوعي" ويدعى "جمال الضراب". المصادر ذاتها أكدت للصحيفة أن لقاء القشيبي – الذي قضى ليلته داخل اللواء ونام هناك بغرض الاجتماع بالأفراد صباح اليوم الخميس – لم يخرج بأي نتائج تتعلق بتكليف عمليات أو أركان حرب اللواء بمهام قائد اللواء, وطلب القشيبي الاجتماع بالجنود الذين يصرون حتى ساعة كتابة هذا الخبر على موقفهم بعدم السماح لقائدهم السدمي بالدخول مرة ثانية, ويطالبون بتغييره ويؤكدون على تمسكهم بموقفهم هذا. هذا ومن المتوقع أن يلتقي العميد القشيبي صباح اليوم الخميس بأفراد اللواء "29 ميكا" الذين قاموا بترحيل وطرد قائدهم من المعسكر صباح أمس الأربعاء.
